fbpx
( تقرير خاص) أسباب الرفض بالجنوب تختلف عن رفض الشرعية والانقلابيين.. لماذا يرفض الجنوبيين مبادرة ولد الشيخ..؟
شارك الخبر
( تقرير خاص) أسباب الرفض بالجنوب تختلف عن رفض الشرعية والانقلابيين.. لماذا يرفض الجنوبيين مبادرة ولد الشيخ..؟

يافع نيوز – تقرير ( خاص):

تداخلت كثيراً، وقائع الرفض داخل اليمن للمبادرة التي قدمها ولد الشيخ للحل في اليمن والمعنونة بـ” خارطة خارطة الطريق في اليمن ) والتي حملت 12 نقطة، مما يعطي مؤشرات انه لا أمل في نجاح هذه المبادرة، وإن كانت حصلت على موافقة دولية .

المبادرة او الخارطة التي أعلنها ولد الشيخ، ووافق عليها طرف المخلوع علي عبدالله صالح، بشروط اعتبرها سياسيون شروط ” منحلة ” كالحفاظ على الوحدة اليمنية المنتهية، كما وافق عليها على استحياء طرف الحوثيين،  كمناورة سياسية، ووجهت بالرفض القوي من السلطة الشرعية في اليمن، وجميع المؤسسات الشرعية في اليمن، شمالاً وجنوباً، ووصفها الرئيس هادي بأنها ” خاردة الحرب الجديدة، والمجتزئة والمفخخة”، في حين رفض الجنوبيين تلك الخارطة جملة وتفصيلا.

إلا ان هذا الرفض لخارطة ولد الشيخ، تداخل من حيث رؤية كل طرف، سواء رفض غير مباشر مثلما فعل ” المخلوع والحوثيين”، أو الرفض المباشر مثلما رفضت الشرعية، والشعب الجنوبي ” المقاومة والحراك الجنوبيين”. كما ان هناك غموض يكتنف مواقف دول التحالف العربي من الخارطة، إذ ان المملكة العربية السعودية، افصحت ان الخارطة قيد الدراسة، فيما لم يصدر موقف رسمي إماراتي منها، غير تصريح مسؤول اماراتي، حول وجوب ان تتوقف الحرب ويعود اليمنيين للسلام.

 

موقف الجنوبيون من خارطة ولد الشيخ: 

في موقف واضح وصريح، اعلن الشعب الجنوبي، رفضه لخارطة ولد الشيخ، جملة وتفصيلاً، وذلك عبر مسيرات شعبية اخرجوها، ورفعوا فيها علم الجنوب، وأكدوا ان الخارطة قفزت على  الواقع، وتعمدت إلغاء ” القضية الجنوبية ” واهملتها، وهو ما يعد مرفوضا شعبيا في الجنوب وحتى رسميا من قبل محافظي محافظات الجنوب، والذي زادوا على موقفهم برفض المبادرة، الوقوف الى جانب الرئيس هادي وشرعيته، التي حاولت المبادرة الغاءها.

ويعتبر الكثير من الجنوبيين، ان خارطة ولد الشيخ،  تفتقر الى المقومات الحقيقية لتطبيقها، وانها مجرد ” ذر الرماد على العيون”، لان الخارطة، لم تستند الى الوقائع الحقيقية اليوم، وإلى التغيرات التي افرزتها الحرب الغاشمة التي شنتها مليشيات الحوثيين والمخلوع صالح على جغرافية الجنوب ومحافظاته.

ومن شان هذا الالغاء أن يعيد الامور الى المربع الأول، الذي تجاوزت فيه مبادرات كثيرة، وقرارات اممية واقليمية، واقعية القضية الجنوبية، كأهم القضايا وأكبرها في اليمن، والتي انسحبت منها بقية القضايا، امتدادا لفشل  مشروع ما يسمى ” الوحدة اليمنية عام 90 “، وتتابع افرازات هذا الفشل الفادح، بدءاً بحرب غزو دولة الجنوب عام 1994م، وما تلته من ممارسات واعمال مشينة، استغلت فشل تلك الوحدة، وانتصار الطرف الشمالي بالحرب الى وحدة احتلال دولة اليمن الشمال، لليمن الجنوبي، ومن ثم توالي الانسداد السياسي جراء مكابرة نظام صنعاء وحكوماته المختلفة، عن القيام بحلول جذرية للقضية الجنوبية، وإخراج اليمن الى بر السلام، بما فيها فشل ما يسمى ” الحوار الوطني ” الذي انعقد في صنعاء، وكذلك فشل المبادرة الخليجية كحل سياسي لمشاكل اليمن، لتنتهي الامور بقرار سياسي  اقر تقسيم اليمن الى ( 6 اقاليم ) وهو الامر الذي فجر الحرب الطاحنة في اليمن، شمالها وجنوبها، وتداخلت اسباب هذه الحرب وتعددت خلفياتها.

من هنا وبعد استمرار عم ونصف من الحرب، تمكن الجنوب من تحرير جغرافيته، وطرد قوات الغزو الشمالي الاول، والغزو الثاني، بالتحالف مع شرعية الرئيس هادي، ومساندة قوات التحالف العربي، التي تدخلت لحماية امنها القومي، ومنع مليشيات الحوثي والمخلوع من السيطرة على عدن وباب المندب، لما يمثله ذلك من خطورة كبيرة على دول الخليج.

ومنذ بدء الحرب وحتى الان فشلت كل الحلول السياسية، الاممية والاقليمية، في إخراج اليمن من الحرب، نتيجة تعنت مليشيات الحوثي والمخلوع، ورفضهم الانصياع للقرارات الدولية، إلا ان خارطة ولد الشيخ الاخيرة، جاءت لصالح المليشيات استراتيجياً، والتنكر للقرارات الدولية، مما جعلها مرفوضة، كما انها مرفوضة من شعب الجنوب، لشجيعها المليشيات، وتحقيق مصلحتهم، واعطاءهم ضوءا اخضرا في غزو الجنوب مرة أخرى، بعد عدم حملها لضمانات حقيقية، وخاصة ان المليشيات اشتهرت بنقض مل الاتفاقيات، كما يسجل التأريخ ذلك ايضاً، مع بقية قوى اليمن الشمالي والاحزاب السياسية.

 

أسباب لماذا يرفض الجنوبييون ” خارطة ولد الشيخ ..؟”

خرج الجنوبيون مع اول اعلان ولد الشيخ لخاطرته، معلنين رفضهم لها، لتجاهلها بتعمد، واقع اليوم الذي تحاول خارطة ولد الشيخ، إعادة الجنوب وإلحاقه بمركز القرار في صنعاء، وعودة الفوضى والعبث، بعد ان باتت الامور تسير في الجنوب الى الاحسن مع الانتصارات المتلاحقة ضد الجماعات الارهابية التي اشاد بها ولد الشيخ ذاته، في كلمة سابقة له امام مجلس الامن.

ويختلف رفض الجنوبيين لخارطة ولد الشيخ، عن رفض السلطات الشرعية لها، ففي حين تنطلق الاخيرة، من رفضها للخارطة، من منطلق ان الخارطة تحاول شرعنة المليشيات، ومنحهم حق حكم اليمن، والغاء الشرعية التي تستند على قرارات دولية واممية.

يرفض الجنوبيون خارطة ولد الشيخ لأسباب جوهرية عديدة منها الاتي:

1- ان خارطة ولد الشيخ تجاهلت القضية الجنوبية، وعملت على الغاء الانتصار الذي تحقق في الجنوب بتضحيات جسيمة قدمها شعب الجنوب، والذين هبوا للدفاع عن انفسهم من عدوان المليشيات بتحالفهم المؤقت مع الشرعية، وبمساندة دائمة من دول التحالف العربي.

2- ان الخارطة، تحاول ان تجعل قرار مصير الجنوب، بيد صنعاء مجدداً، في حين ان قرار مصير شعب الجنوب، يحدده فقط الشعب الجنوبي، سواء عبر أطر قانونية، او انه حدده خلال الفترة الماضية بمليونيات شعبية، وكانت الحرب وما حدث فيها من تحرير للجنوب، نتيجة موضوعية لموقف الجنوبيين من ابقاء قرارهم بيد صنعاء.

3- ان خارطة ولد الشيخ، تجاوزت إحدى اهم المواد الرئيسية المكونة للأمم المتحدة، وهي حق تقرير مصير الشعوب، وتجاوزت منح الجنوب في نيل حقه وقراره.

4 – ان خارطة ولد الشيخ، داست والغت كل التضحيات الجنوبية، التي تم تقديمها، وحاولت ان تعيد الامور الى المربع الاول، وتجعل من الجنوب وشعبه، مجرد اتباع لمليشيات متمردة، وخارجة عن كل الأطر والقوانين، فضلاً  عن كونها، مليشيات معتدية تسببت بتدمير الجنوب وبنيته التحتية، وكبدت شعبه صنوف المعاناة، اضافة الى ما يعانوه منذ اكثر من 20 عاما من الاحتلال الشمالي لدولتهم.

5- ان الخارطة التي اعلنها ولد الشيخ، لم توضح، مسار الحل للقضية الجنوبية، واكتفت بالغاء القضية الجنوبية، وهو ما يخالف كل الوقائع والتطورات الحقيقية في الجنوب، وفي اليمن عامة.

6- ان خارطة ولد الشيخ، منحت مليشيات الحوثي والمخلوع، حصانة  من المحاكمة الدولية، جراء ارتكابها لمجازر جماعية، وجرائم حرب في الجنوب من خلالها حربها، راح ضحيتها الاف المدنيين، بينهم أسر بكاملها.

7 – ان خارطة ولد الشيخ، تعتبر مشجعة للمليشيات، على ارتكاب مزيد من الجرائم، ومنحها فرصة أخرى لغزو الجنوب، مما يعني انها خارطة تؤسس لحرب جديدة بين الشمال والجنوب، وليس في شيء مما قيل انها خارطة للحل السياسي .

8 – ان الخارطة، لا تؤسس لحل سياسي حقيقي، لقضايا اليمن السياسية، واسباب الصراع، بل تعتمد على الاسلوب المبتور، والمجزأ، في التعامل مع الحرب، الناشئة من خلافات سياسية كبيرة وجوهرية، مستمرة منذ أكثر من 24 عاماً.

نهاية: 

وعقب ردود الفعل الرافضة لخارطة ولد الشيخ، يبقى وضع هذه الخارطة في موت سريري، ما لم يتم تعديلها، بما تتوافق مع الواقع الذي افرزته التغيرات، بالنسبة للجنوب، وكذلك توافقها مع قرارات الشرعية الدولية، التي تؤكد وتساند الشرعية في بقاءها، وفي قراراتها، بطلب التدخل من التحالف العربي،

ومع هذا الغموض، ترددت الانباء عن لقاءات حثيثه، تجري في ” مسقط العمانية ” لمناقشة خارطة ولد الشيخ، كما ان ولد الشيخ نفسه، غادر صنعاء مساء اليوم، باتجاه المملكة العربية السعودية.

وقال ولد الشيخ، عقب مغادرته صنعاء، ان جميع الأطراف تعرقل الحل (في إشارة لرفض الخارطة)، موضحا أنه سيتوجه إلى الرياض للقاء الرئيس عبدربه منصور هادي والوفد الحكومي للمفاوضات، من أجل مناقشة الخارطة.

وبهذا التصريح يكون ولد الشيخ، قد اعلن الفشل المبدئي لخارطته، وبات امام عجز كبير في تحقيق أي انجاز باليمن، نتيجة تعامل ولد الشيخ الجزئي مع الحرب في اليمن، والنظر الى قضايا اليمن من منظار ضيق، يجب ان يخرج منه، ليرى القضية الجنوبية، التي تعتبر مفتاح الحلول بالنسبة لكل قضايا اليمن، وحلها وفق تطلعات شعب الجنوب، وإرادته، والتي باتت راسخة بأن الحل الوحيد للقضية الجنوبية، يكمن في استعادة استقلال دولة الجنوب على كامل جغرافيتها المحددة حتى عام 90، والمعترف بها دولياً.

 

  • تقرير خاص
  •  اديب السيد

 

أخبار ذات صله