fbpx
الجنوب.. نحو صيغة جديدة للعمل السياسي

بقلم الشيخ : عبدالرب السلامي

المسيرة والفعالية الجماهيرية الحاشدة في مدينة عدن يوم أمس الخميس 3 نوفمبر 2016م الداعمة للشرعية والرافعة لصور الرئيس هادي، أعطت عدة مؤشرات يمكن للقيادات السياسية الجنوبية قراءتها والاستفادة منها والبناء عليها:

أولا: الاندفاع الجماهيري العفوي الحاشد مؤشر أن الشعب في الجنوب يدرك بعقله الجمعي أن مصالحه مرتبطة ببقاء الشرعية ووجود الدولة، وأنه ليس من مصلحة الجنوب إنهيار الشرعية والدولة اليمنية وسقوط اليمن في مربع الفوضى.

ثانيا: أن الشارع الجنوبي لا يفرق بين القيادات السياسية الجنوبية بسبب انتماءاتها الحزبية والمناطقية، ولكن المشكلة كامنة في القيادات فقط، أما الشارع فقابل للتوحد ابتداء خلف أي قيادة تمتلك الشرعية وتعبر عن مصالحه.

ثالثا: مشاركة مكونات الحراك الجنوبي جنبا الى جنب مع الأحزاب اليمنية دعما للشرعية الملتزمة بالمرجعيات الوطنية تعتبر خطوة مهمة في الطريق الصحيح وتطور في النهج السياسي للحراك يمهد للتعاطي إيجابيا مع تلك المرجعيات الوطنية في أي حوار أو مشاركة سياسية قادمة.

رابعا: إذا استمر الحراك الجنوبي في مثل هذه الفعاليات حتى تغدو نهجا سياسيا لتيار عريض من قواعده الشعبية، لهو كفيل بوضع الجنوب في موقعه الصحيح في المعادلة السياسية الوطنية.

ختاما.. أتمنى أن يلتقط رفاقنا في الحراك الجنوبي وفي الأحزاب الوطنية هذا المؤشر الشعبي والبناء عليه في إيجاد صيغة للعمل السياسي في الجنوب تخرجه من حالة الفوبيا تجاه الدولة والشرعية من جهة، وتخرجه من حالة التشظي الجنوبي الداخلي من جهة أخرى.