fbpx
قتلوك أخي أنيس قتلهم الله!!

 

الموت هي نهاية طبيعية لكل إنسان على وجه هذه البسيطة ، نأتي إليها ثم نتركها ونسافر بعيدا إلى العالم المجهول، فلكل منا قصة سوف تروى وتحكى بعد رحيلنا وفناء أعمارنا، والأسباب قد تتنوع وتختلف من شخص لآخر، وكما قال الشاعر .

من لم يمت بالسيف مات بغيره ** تعددت الأسباب والموت واحد.

ولكن هناك أناس يموتون ظلما وقهرا ، يموتون والسعادة تحفهم والأمل يحدوهم، كم أنت مسكين أيها المغترب تحلم بعودة حميدة إلى مسقط رأسك ومولدك ومرتع صباك ومهد شبابك، كم كنت تحلم باحتضان طفلك وتقبيل رأس والديك، كم تسابق الطيور في سماها كي تصل سريعا إلى أهلك ، كم تحلم أن تعود إلى وطنك الذي دافعت عنه وبكيت لفراقه وخاصمت لأجله، كم هي الطريق طويلة وبعيدة وكأن عقارب الساعة لا يتحرك ، وتوقفت سيارتك وسط اللهيب الحارق، هناك أيها المغترب تم قتل شبابك ونحر حياتك وإسكان صوتك، هناك توقف الزمن فوق جسدك الطاهر المسجى في رمال الصحراء الحارقة، هناك خيم الصمت على المكان إلا من أصوات الذئاب المفترسة التي كانت تحوم حولك وتنهش لحمك وتمص دمك.
من يوقف هذا العبث بأرواح الأبرياء من يتصدى لتلك العناصر الإرهابية التي تقتل البسمة كل يوم، وتنشر الأحزان في كل بيت،؟ أهذا وطني الذي كنا نراه في الأفق يلوح من بين السحاب ونحلم بعودته؟ أهذا وطني الذي قدم قوافل الشهداء من أجل إن يعيش الباقين بعزة وكرامة وطمأنينة، لو يرى الشهيد ماذا أحدث قومه من بعده وكيف صرنا نقتل بعضنا لما كان نذر روحه رخيصة في سبيل ذلك .
نصبح ونمسي على أحداث مخيفة ومؤلمة في خط العبر عتق ، راح فيها شباب كثير دون ذنب ووجه حق، كنا قبل الإنقلاب الحوثي عفاشي نمر عبر معبر حرض الشمالي الحدودي مع المملكة العربية السعودية ولم نسجل أو نسمع عن حادثة واحدة حصلت لأي مسافر، كنا نسير ليلا ومع عوائل وأطفال بكل أمن وهدوء وراحة بال، واليوم وعبر أراضي جنوبية أصبح المواطن المغترب وخاصة من شباب ورجال يافع عرضة للقتل والتقطعات وسلب حقوقهم وكل ما يملكونه من غربتهم، وحتى بعض النساء تم سلب الذهب من على صدورهن ! أي دين وأخلاق وعادات وقيم يحمل هؤلاء المجرمون.؟
اليوم الجميع مسؤول عما يحصل من إرهاب وتقطعات لناس عابري سبيل من رئيس الدولة والحكومة ومحافظ شبوة وقبائلها والمقاومة الجنوبية أن تضع حدا لهذه الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية والضمائر الحية.
أما أنت أخي أنيس فنم في قبرك قرير العين مرتاح البال، فلن تمر هذه الحادثة مرور الكرام ولن يذهب عمرك هدرا ودمك سدى وسوف نلاحق القتلة والمجرمين حتى ينالوا جزائهم العادل عاجلا أم آجلا عهدا على الأحرار عهد الصادقين بمشيئة الله تعالى .