fbpx
سلوك القرامطة وسلوك الحوثة !!.

بقلم/ محمد بن زايد الكلدي

حماك الله يا قبلة المسلمين وموطن نبيا الكريم صل الله عليه وسلم ، كم تهفو لها الأرواح وتأنس لذكرها الأنفس ويطيب العيش بقربها، عبر تاريخها الطويل ظلت لها رمزية دينية ومكانية عظيمة، لم يذكر في كتب التاريخ إنها تعرضت لخراب وحروب إلا في عهد الدولة القرمطية عندما غزاها ابو طاهر الجنابي القرمطي قادما من البحرين وعاث فيها فسادا وإفسادا من قتل للحجيج ورمي بجثثهم إلى بئر زمزم ، وقام جنوده باغتصاب النساء العفيفيات الطاهرات في باحات الحرم وفوق جثث الضحايا، واقلعوا الحجر الأسود، دون مراعاة لحرمة المكان وأعراض الناس وفي شهر الله الفضيل ذو الحجة،

حتى قال قائلهم:

فلو كان هذا البيت لله ربنا ** لصب علينا النار من فوقنا صبا.
لأنا حججنا حجة جاهلية ** محللة لم تبق شرقا ولا غربا.
وإنا تركنا بين زمزم والصفا ** جنائز لا تبغي سوى ربها ربا.

بالأمس تطالعنا وكالات الأنباء والقنوات الفضائية بخبر إستهداف لمكة المكرمة حماها الله وأعزها، صدم العالم الإسلامي من هذا الخبر المفزع! ماذا يعني استهداف مكة المكرمة من فصيل أو جماعة تدعي إنها مسلمة بل ترفع شعار ( المسيرة القرآنية ) عن أي مسيرة يتحدثون وهم يصوبون سهامهم ومدافعم صوب أهل القرآن الكريم ، لم يكتفوا بتدمير شعب بأكمله ونهبوا كل مقدراته، واليوم نراهم يستهدفون قبلة المسلمين وحرم الله العتيق، هل يدرك هؤلاء الصبية المغامرون إنهم أعلنوا الحرب على مليان ونصف مليار مسلم؟.
طيلة عمر الصراع العربي الصهيوني الغربي لم نسمع مسؤولا يهوديا أو غربيا يتحدث عن استهداف مكة أو يهدد بقصفها! بينما جاء هؤلاء إلى الساحة قبل عامين فإذا بهم يقصفون بكل حقد وكراهية أقدس بقعة على وجه الأرض، ولك أن تتخيل لو كان وصل هذا الصاروخ إلى الحرم المكي كم يكون حجم الضحايا والخسائر؟ إضافة إلى الحالة النفسية التي تصيبنا جميعا، وإسقاط الهيبة والمكانة المقدسة في نفوس المسلمين نحو هذه البقعة من الأرض. كان بعض السذج من أبناء جلدتنا يصدقون الشعارات الرنانة والجوفاء التي كان يطلقها ويرفعها الحوثي وإنه يواجه المشروع الأمريكي والصهيوني ويرددون صرختهم الموت لأمريكا والموت لإسرائيل ، ولم نراهم قتلوا شخص واحد أمريكيا أو يهوديا بل قتلوا الألاف من أبناء الشعب اليمني شمالا وجنوبا، بل إنهم نبتة خبيثة في جسد الجزيرة العربية ينميها ويغذيها الغرب وحلفائهم الجدد بعد وأد الربيع العربي الناشيء الذي كان أحيا في النفوس الأمل والتفاؤل بعد سنين عجاف من الظلم والقهر والإستبداد.
اليوم الأمة جميعا مطالبة بالاستنفار والإستعداد للقادم ويجب إستئصال هذا الورم الشيطاني الخبيث في جسد الأمة في جزيرة العرب وإسقاط صعدة معقل الكهنوت بجيش كبير يشكل من كل الدول الإسلامية كواجب ديني وأخلاقي ، وكم نتمنى من السعودية إن تعيد المراجعة العاجلة في سياساتها السابقة وتصحيح الأخطاء التي ارتكبتها خلال عقود طويلة، وسوف تجد كل الشعوب العربية من الخليج إلى المحيط تحت إمرتها وطاعتها في مواجهة المشروع الرافضي الخبيث وأذرعه في المنطقة العربية الذي بدأ يتمدد وينمو على حساب الأكثرية من أهل السنة.