fbpx
الهدية الأولى لسعادة المحافظ الزبيدي

علي جار الله

وسائل تحجيم الفساد الإدارى.

قدرة المحافظة على تحجيم الفساد هو من خلال أجهزة رقابية تعتمد عليها فى رصد الفساد، و التنسيق بين الجهات الإدارية المختلفة و التعامل معها كوحدة واحدة ضد الفساد، و تعميق فاعلية أنظمة الثواب و العقاب، و هما أسلوب الترغيب و الترهيب، حيث أن أستخدام أساليب التحفيز المختلفة التي من شأنها أن تجعل الموظف يقبل على عمله بنفس راضية و بحماس كبير فينجز إنجازا عاليا و يؤدي أداءا متميزا .
فمن آيات الترغيب مثلا قوله تعالى : { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم }( الزمر : 53 ) , وكان النبي – صلى الله عليه وسلم – يستخدم في إدارته للدولة أسلوب الترغيب والترهيب , فكان يحبب لهم عمل الخير و ينهاهم عن فعل الشر.
من مبادىء الإدارة كان من بينها : ( مبدأ المكافأة و التعويض )، أن هذا المبدأ يتضمن على أن مكافأة الأفراد و وضع أجورهم بصورة عادلة يعد ركنا أساسيا في العمل إذ يقتضي بإنصاف العاملين و وضع طرقا و إجراءات واضحة لدفع أتعاب الأفراد كل حسب جهده و عمله أما أسلوب التخويف بأنواعه المتدرجة و يشار إليها في الإدارة الحديثة بالحافز السلبي (الترهيب).
فقد كان سيدنا عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – من أكثر الخلفاء تطبيقا لأسلوب الترهيب على الولاة و العمال في الدولة الإسلامية , فقد كان شديدا على الولاة و العمال و من مقولاته : ( إن أهون شيء عندي أن أضع واليا مكان والٍ إذا اشتكى منه الناس ) و كان يقاسمهم أموالهم إذا تكاثرت دون مبرر ، و كان يعاقبهم إذا رأى فيهم الفساد أو الانحراف المالي .
و يتمثل أسلوب الترهيب لمكافحة الفساد الإداري في مفهوم الرقابة على أداء العاملين بهدف كشف الأخطاء و تصحيح الانحرافات قبل أن تستفحل و الرقابة هو الوظيفة الرابعة من وظائف المدير أو القائد او المحافظ و تنتهي إلى الاطمئنان إلى سير العمل الإداري وفقا للخطة الموضوعة تماما دون إخلال.
أن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – رفع شعارا لمحاربة الفساد و هو ( الحاكم في رقابة المحكوم ) , فيحكى أنه دعا الناس فصعد على المنبر فقال : ( يا معشر المسلمين , ماذا تقولون لو ملت برأسي إلى الدنيا؟ إني أخاف أن أخطىء فلا يردني أحد منكم تعظيما لي , إن أحسنت فأعينوني و إن أسأت فقوموني , فقال رجل : و الله يا أمير المؤمنين لو رأيناك معوجا لقومناك بسيوفنا )، و عندها أجاب الخليفة الزاهد و الفرحة تعمر قلبه قائلا رحمكم الله و الحمد لله الذي جعل فيكم من يقوّم عمر بسيفه.
كن قويا … يهابك المجرمون