fbpx
ولد الشيخ يريد وقف تقدم المقاومة في صعدة!

 

كلما لاح نصرا مبينا في الأفق وكسر شوكة الحوثة، وتراجعهم في كل الجبهات، وطردهم من مناطق كثيرة وتضييق الخناق عليهم وحصارهم في معاقلهم، وآخرها توغل المقاومة في صعدة وعلى وشك تحريرها من الحوثي وجنوده، يظهر لنا المبعوث الأممي ولد الشيخ ليدعو الأطراف المتقاتلة لوقف القتال والعودة إلى طاولة المباحثات!، هل أصبحت مهمة المبعوث الأممي مثل حكم المصارعة الذي يدير معركة على الحلبة ولكنه يميل إلى أحد المصارعين، وكلما شعر بهزيمة صاحبه تدخل لوقف النزال والتقاط الأنفاس وأخذ قسطا من الراحة ؟! هل يدرك ولد الشيخ إن وقف الحرب بهذا التوقيت وبهذه الطريقة التي قد جربناها من قبل ما هو إلا طوق نجاة مجدد وقبلة حياة على جبين الحوثي واستمرار للصراع وإطالة أمده، بعد إن تهاوت قواه وفقد السيطرة على الأرض وخسر الكثير من قياداته وسقطت المعسكرات في كل مواقع القتال بيد الجيش والمقاومة، لذا كنا نتمنى من الحكومة الشرعية وفخامة الرئيس هادي عدم القبول بهكذا قرار، وإن تستمر العمليات العسكرية حتى يذعن الحوثي وعفاش لصوت الحق ويعرفا إنهما أرتكبا حماقة كبيرة وجريمة إنسانية دمرا البلاد بطولها وعرضها، هنا نتسائل أين كان ولد الشيخ والمجتمع الدولي عندنا كان الحوثي يقصف وتدمر قواته عدن ولحج والصبيحة والضالع،؟ أين كان ولد الشيخ عندما دمر الحوثي محافظة تعز الحالمة؟ كانوا فقط ينتظرون سقوط عدن كي يعترفوا بانقلاب الحوثي كأمر واقع، كما اعتدنا في عالمنا العربي على الإنقلابات، لماذا نراه يتحرك ويتحرك معه المجتمع الدولي كلما ضاق الخناق على الحوثي وحليفه عقاش؟!.
ثلاث مرات تقريبا تدخل ولد الشيخ كي ينقذ الموقف ويوقف تقدم قوات الجيش والمقاومة، ويعطي استراحة كافية للحوثي كي يستعيد قواه ويجمع شتاته وقواته، وبدلا من تدخل المجتمع الدولي لصالح الشرعيات والإرادات الشعبية وفرض قراراته الملزمة، نراه في منطقتنا العربية يقف مع الظالم والمنقلب والمجرم، متى يصحى هذا الضمير العالمي ويدرك إن مصالحه ترتبط بالشعوب الحية والفاعلة وليس مع هؤلاء الظلمة ، إن وقف إطلاق النار لم يأتي الا لوقف الزحف باتجاه معاقل الحوثي في صعدة، والذي قطعت فيه المقاومة الجنوبية مع الجيش الوطني شوطا كبيرا وأحرزت انتصارات عظيمة، وتهاوت معها المعسكرات وتم أسر الكثير من الحوثة وانهزموا شر هزيمة وعلى وشك رفع الراية البيضاء وإعلان إستسلامهم، والآن يتم ملاحقتهم في الجبال والأودية وسط ارتباك وصدمة من ضربات المقاومة والجيش الوطني التي لم يتوقعها الحوثي وعفاش.
إن موافقة الرئاسة لطلب ولد الشيخ وقف القتال نعتبره وصمة عار وموقف مخزي، فلا يعقل إن تتدخل الرئاسة والشرعية لإنقاذ الحوثي الذي ينهار أمام الأنظار، وخاصة بدون أي ضمانات حقيقية وسبق وإن دخلوا معه في سلام استمر شهرين كاملين في دولة الكويت فماذا كانت النتيجة؟ وكذلك تم وقف اطلاق النار لأكثر من مرة فماذا كانت النتيجة؟ .
نتمنى وكلنا أمل إن تدرك الشرعية ممثلة بالرئيس هادي إن وقف إطلاق النار ما هي الا خدعة كبرى، وعملية إنتحار للمقاومة وخاصة التي توغلت في صعدة، لإن الحوثي يعرف أرضه تماما شبرا شبرا، قد يستغل هذه الهدنة للإلتفاف وعمل الكمائن للمقاومة وتتحول من موقف الهجوم إلى المدافع، وسوف نفقد الكثير من شبابنا هناك بسبب هذا الموقف من ولد الشيخ، وموافقة هادي عليه.