fbpx
الموت من أمريكا

الموت من أمريكا

محمد بالفخر

mbalfakher@gmail.com

( الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود النصر للإسلام )

شعار جميل رفعه السيد حسين بدر الدين الحوثي رحمه الله قبل حوالي ثمان سنوات فشن عليه نظام المخلوع علي صالح ستة حروب مدمرة أهلكت الحرث والنسل ودمرت البلاد ودفع السيد حسين حياته ثمناً لهذا الشعار منذ الحرب الأولى .

والآن بعد الثمان السنوات من انطلاقته أصبح هذا الشعار يرفرف في شوارع العاصمة اليمنية وفي كثير من المحافظات الأخرى وليس في صعده فحسب.

ورغم هذا الشعار الصريح المعلن بالموت لأمريكا لم تجرؤ طائرة امريكية واحدة بطيار أو بدون طيار من التحليق في سماء صعده.

ولكن في المقابل ماذا رأينا في حضرموت؟!!

حضرموت الخير حضرموت المحبة والسلام والوئام حضرموت الثقافة والتاريخ منذ عاد الأولى .

حضرموت آبار النفط المستنزفة التي لم يرى اهلها منها إلا الجوع والفقر وانتشار الامراض الخبيثة والمستعصية . والتلوث القادم المدمر للحياة والأنسان.

وأهل حضرموت المسالمين بطبعهم وثقافتهم لم يرفعوا شعار الموت لأمريكا لكن امريكا أرسلت لهم الموت الزؤام تحمله طائراتها بدون طيار بواسطة صواريخها الفتاكة القاتلة .

منذ شهر رمضان الماضي إلى قبل أحداث ردود الفعل على جريمة الفلم المسيء لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. المنتج امريكيا . وعدد من مناطق حضرموت تعرضت لضربات خاطفة تحمل معها الموت لأبرياء وتحمل الرعب والإرهاب للكبار قبل الصغار. ومازالت مناطق اخرى معرضة للتهديد .

وهذا يجعلنا نتساءل لماذا حضرموت ؟!

أما كان الأولى بالأمريكان وهم يزعمون انهم يحملون السلام و يعملون من أجل السلام في العالم !

أما كان الأفضل لهم بدلاً من أن يرصدوا المليارات لصناعة الموت أن يرصدوها لصناعة الحياة.

فبدلاً أن يرصدوها لتعميق وصناعة كراهية الشعوب لهم يرصدوها لزرع المحبة والسلام في نفوس الناس.

ولو سأل المنصفون منهم انفسهم كم من الملايين انفقوها لصناعة أجهزة القمع والتنكيل في العالم العربي على مدى أكثر من نصف قرن من الزمان . من خلال دعمهم لأنظمة دكتاتورية قمعية لا تؤمن بحرية ولا ديمقراطية . هل حققت هذه السياسة مبتغاهم وأهدافهم ؟ أم انها كانت سبباً رئيسياً لصناعة التطرف وما أطلق عليه مصطلح الإرهاب.

ولو تم انفاقها لصناعة الحياة لكانت آتت اكلها وثمارها و لحققت لهم نجاحات منقطعة النظير.

وإذا اخذنا حضرموت مثالاً وهي التي عانت من ضرباتهم هل من تم استهدافهم ارتكبوا شيئاً من الجرائم و الإرهاب و تمت ادانتهم بهذا الفعل بعد محاكمات عادله . وصعب القبض عليهم ولذا أصبح لا مجال امامهم إلا استهدافهم بهذه الطريقة التي تروع الآمنين وتلحق الضرر بالجميع.

وإذا افترضنا أن من تم استهدافهم يحملون افكاراً متطرفة بزعمكم هل تم وضع برامج طويلة المدى لدراسة اسباب هذا التطرف ومعالجة هذه الاسباب والحد من انتشارها ؟

والحديث يطول في هذا الجانب و لربما تطرقت اليه في مقال قادم .

لكنني أعود للسؤال السابق لماذا حضرموت ؟

هل لأن حضرموت عرفت على مدى التاريخ بسلميتها وحضارتها فأريد لها أن تكون بؤرة توتر .

حضرموت غنية بالنفط والمعادن وترفد ميزانية الجمهورية اليمنية بـما يقارب 80% من اجماليها

و ما هو خارج الميزانية والحسابات لا يعلمه إلا الله والراسخون في النهب .

فلا بد من ابقائها تحت رحمة هذه المنظومة وتحت أجندتها الخفية .

حضرموت واعدة بالاستثمار وجلب المستثمرين فهنا سيكون التنافس على الغنيمة فإذن لابد من اثارة القلاقل لتخويف المستثمرين فيهربوا بعيداً عنها . حضرموت تواقة لنهضة علمية اذا حتى في جامعتها الوحيدة لا يقبل أكثر ابنائها الامن خلال التعليم الموازي الذي ابتدعه الوزير الهمام بعد أن سلك طريق البرجوازية وذاق حلاوتها وتخلى عن نظرية البروليتاريا والكادحين التي اصبحت في بطون كتب التاريخ والتي لن يعود الرفيق لدراستها .

وبالتالي رسوم التعليم الموازي لا يتحملها إلا ندرة

من المجتمع أومن كان له الخيل مركباً .

فلهذا اعداد كبيرة خارج اطار التعليم الجامعي ترتع في البطالة وحتما ستجد افكار التطرف بغيتها في صفوفهم .

ولهذا فان استهداف حضرموت من قوى متعددة واضح كوضوح الشمس في رابعة النهار.

وأخيراً نقول للأمريكان أن قصفهم لن يزرع الحب لهم في قلوب الناس ولن يجلب لهم الأمان وأن تكاليف طيرانهم الذي يحمل الموت للآمنين كبير جداً وكان بالإمكان ما يتم صرفه للموت . سيبنى مدرسة ومركزا صحياً وسيحفر آبارا لشرب الماء وسيبني طريقاً ومعهداً تقنياً تزدهر من خلاله الحياة وتعم المحبة والسلام للناس اجمعين.