fbpx
خمسون عاماً مرت..لا أنتصارللثورة ولانجاح للوحدة!

خمسون عاماً مرت..لا أنتصارللثورة ولانجاح للوحدة!

بقلم / حيدرة ناصر الجحماء

في ظروف صعبة وبالغة التعقيد يعيش اليمن اليوم اسوأ اوضاعه في تاريخه الحديث واكثرها تعقيدا..خمسين عاما لثورة سبتمبر واكثر من عشرون عام للوحدة المفقودة ولازال الجدل على اشده بين الساسة والمشايخ والعسكر ..جدل عقيم لا طعم له ولا لون.. جدل ليس من اجل اليمن ولا من اجل بناء دولة  مدنية حديثة.. جدل ليس من اجل الثورة القديمة والانتصار لها  ولا من اجل انتصار للثورة الجديدة.. جدل ليس من اجل البحث عن اعادة المشروع الوطني المثقوب ولا من اجل كرامة الانسان اليمني ,, هو جدل من اجل تقاسم السلطة اذا !! فلا يوجد بالعالم من يتقاسم السلطة الا باليمن ,,اليس التقاسم هو من اوصل اليمن الى هذا الوضع منذ ايام تقاسم الاشتراكي والمؤتمر ،ثم بعد  الحرب المشؤومة على الجنوب تقاسم الاصلاح والمؤتمر، واليوم تعود حليمة لعادتها القديمة فالتقاسم يعيد نفسه وبالتأكيد ستتكر المأساة.. ابناء الجنوب ضحوا كثيرا من اجل انتصار القضية الجنوبية حتى وصلوا الى الانجازالاكبر وتم الاعتراف بقضيتهم ولم يبقى الا اللامسات الاخيرة,, ليأتي شخوص من بين صفوف الحراك بالداخل ومن يدعون بان لهم فضل في دعم الحراك ليشهروا سيوفهم المسمومة لنحر الحراك والقضية والشعب الجنوبي المظلوم معا ومع هذا لازال الشعب المسكين يصفق لهم,,اليس الكل مع القضية وحريص على انتصارها فلماذا الخلاف؟ حتى من يدعون لفك الارتباط مختلفون ! شيء لا يصدقه العقل .. كم عدد السكان وكم هم الذين مع كل قائد وكم عدد كل كيان؟ اليس التصالح والتسامح وحد الجميع واسقط شرعية اخر منتصر في حروب الجنوب بين الاخوة  واليس من العيب الاقصاء والتخوين.. اليس التمزق من اوصل الجنوب واهله الى هذا الوضع؟ ثم اليست الحركة الشعبية ملك ابناء الجنوب جميعا  او انها فقط من اجل اعطاء الشرعية لمن فقدها بالأمس,,وهل من رمى دولة الجنوب واضاعها قادران يعيدها بمفردة؟؟ لالا والف لا الجنوب لا يعيده المجانين لا مجانيين  الامس  ولا مجانيين اليوم,, القضية واضحة وثابتة وبحاجة الى عقول عينها على الانتصار والخروج الآمن لليمن شمالة وجنوبه لا عينها على السلطة الضائعة.. امر معيب بل هي الانتهازية ان يرفع شعار التصالح والتسامح ويلتحم الجميع في مسيرة واحدة قدمت تضحيات كبيرة من كل مناطق الجنوب وشارك بها كل  الشعب، ثم يأتي طرف ويقول اننا اصحاب  الشرعية! عن اي شرعية يتحدثون ,,هل هي شرعية السلطة؟ لا توجد شرعية لأي طرف دون اخر عدى شرعية القضية وشرعية الشعب الجنوبي., ان المهادنة والمحاباة والدبلوماسية الزائدة هي سلبية مقيتة ، فلقد طفح الكيل وطالت معاناة الناس  وبات مصير الامة مرهون بأناس ماتت ضمائرهم منذ زمن بعيد… فمن كان مناضل حقا عليه ان لا يشترط لنفسه الزعامة حتى لا يفقد ثقة الناس …على شعب الجنوب  رمي صور الكل وعدم الهتاف باسم اي شخصية مهما على شأنها,,فالصحيح ان عليهم حمل قضيتهم على اعناقهم ولا يوجد من يستحق اليوم  رفع صوره فدورهم لا يزيد عن دورالمواطن العادي الذي يعاني كل المخاطر في الميدان تحت حرارة الشمس اللاذعة ان لم يكن اقل، فهم لم يقدموا اي استثناءات تخدم القضية، فمن يمزق الامة يجب ان يحاسب وينتقد بشجاعة لان خطره اشد وطئة من غيره،وهؤلاء الممزقون الذين لا يحترمون التضحيات ويثمنونها ويشعروا بها ليسو افضل من شبابنا الذين سالت دمائهم الغالية على ارضنا الحبيبة وروتها بآمال المستقبل والتطلع إليه,,مع تقديرنا للجميع اليوم تقع مسؤولية على عاتق الكل،يجب ان يتوقف التمزيق الحاصل للشارع الجنوبي،يجب ان يكف اولائك الذين تعودوا على العيش بتمزيق الامة والجسد الواحد عن اعمالهم,,أن رفع الصور والهتاف لبعض الاسماء والتهليل والتطبيل لها هي من تسببت بصناعة الاصنام التي اتت لاحقا بالويل والثبورعلى الامة العربية,, وهي من افقدت بعض القادة الصواب لدرجة ان بعضهم كاد ان يتأله  فصارت الاوطان  في نظرهم مزرعة وضيعة و الشعوب قطعان وماشية,, ان الجنوب اليوم يعاني من خطر التمزق اكثر من معاناة الوحدة والوضع القائم باسم الوحدة.

لقد حدث استعجال  في طرح المشاريع في وقت مبكر فكانت السبب لا يجاد الجدل العقيم والضار، وصار لزاما على اصحاب تلك المشاريع مراجعة انفسهم للبحث عن مخرج ليس لحل القضية لكن على الاقل من اجل ايقاف الافراط  بالخلاف والجدل والتمزق.

يجب ان تكون هذه المهمة العاجلة والطارئة هي نصب الاعين الحريصة الان دون تأخير ..والله سبحانه وتعالى لا ينسى عباده ولا يرضى بالظلم وسيأتي بفرجة بأذنه ومشيئته لينقذ الامة من طمع بعض البشر وجنونهم ، وعلى من يعتقد ان التمزق الحاصل  في الجنوب سيكون لصالحه ان يفهم بأنه  الو الخاسرين ،وعليه ان يفيق قبل ان يقع بالحفرة التي يحفرها للاخرين،وبقاء الجنوب لا سمح الله واستمراره ممزق سوف لن يؤدي فقط الى عدم استقرار الجنوب والشمال ،بل وكذلك  المنطقة والعالم,,, والله من وراء القصد