fbpx
الرئيس علي سالم البيض .. وكوارثه الغير متوقعة

الرئيس علي سالم البيض .. وكوارثه الغير متوقعة

 د. عبيد البري

كانت نتائج حرب 1994 على الجنوب مؤلمة جداً للشعب الجنوبي ، ليس فقط  لما تكبـّده من تضحيات الشهداء والجرحى والمفقودين حتى هذه اللحظة ، بالإضافة إلى الكثير من المشردين ، وليس لأننا فقدنا منازلنا وغير ذلك ..  بل لأننا فقدنا وطناً وأحلاماً في الأمن والأمان والاستقرار والنماء والتطور . وللأسف ، لم  تكشف القيادة الجنوبية السابقة إلا في وقت متأخر جداً ، بأنها كانت تعلم أن الطرف الآخر في الوحدة المعلنة كان يخطط للحرب منذ أن جاء للوحدة .

ليس كذلك فقط ، بل أن السيد البيض الذي عـُرف عنه بأنه هرب بالجنوب إلى الوحدة ، كان يَعرف قبل اعلان الوحدة عن نيّة نظام صنعاء إنشاء حزباً للإخوان المسلمين اسمه ” حزب الإصلاح ” ، وكان يطلق عليهم البيض اسم ” القوى الظلامية ” ، ربما محاولاً استبعادهم من التعددية الحزبية المتفق عليها حسب دستور دولة الوحدة . لكن ، أمام عيني السيد البيض ، ظهر حزب الإصلاح بقوة في وجه الوحدة ، رغم أنه – حينها – مثــّل سياسياً الوجه الآخر لحزب المؤتمر الشعبي العام ، فكان له الدور الفاعل في تلك الحرب المأساوية ونتائجها .

وإذا كانت نتائج الحرب إهانة أحس بها كل مواطن جنوبي ، رغم أن المواطن يحاول أن يخفف عن نفسه قسوتها بتحميل وزرها السيد البيض ، فإن مصادرة منزل البيض في عدن هو بعداً آخر للإذلال والإهانة التي ارتضاها البيض لنفسه وللشعب الجنوبي !.

لقد سمعنا تصريح السيد البيض الذي قال فيه بأنه ينوي العودة إلى عدن ، بالتنسيق مع قيادات في الحراك الجنوبي ، ولم يوضح للشعب ، الذي قبل بأن يعيد له اعتباره ، عن الهدف من عودته كـ ” رئيس ” ، وليس كمواطن عادي ، وخاصة  بعد أن استغرق في النوم مع أهل الكهف ، بعيدا عن هذا الشعب الطيب المتسامح !. وبالطبع لا يحتمل الأمر أي توقعات ! .. ومثلما لم نكن  نتوقع حرباً كارثية بعد إعلان البيض للوحدة اليمنية ، فلا أحد يستطيع أن يتوقع اي كارثة أخرى بعد  تصريحاته هذه ، سواءً عاد أو لم يعد ! .