fbpx
هذه حقيقة ما يجري في الجنوب.. ( فك الاشتباك2)

 

كتب – اديب السيد

توقفت الحرب في الجنوب، لكنها لم تنتهي بعد، تلك الحرب كان لوقعها أثر كبيراً، في تغييِر واقع العلاقات والتحالفات في اليمن ( جنوبا وشمالاً) وحتى في المنطقة العربية.

وهذه الحرب فعلاً غيرت موازين القوى، وحسابات ونتائج المعادلة بعد أن ظلت زمنا متقوقعة في خانات عبثية ومتواليات اخطاء تسير بالجميع نحو النتيجة الكارثة.

ومع هذه التغيرات الكبيرة، والتأريخية، إلا أن غموضا كبيرا بدى ظاهرا في المشهد، يحجب الرؤية، ويلف تفاصيل الرؤى، ويضع جميع الاطراف في مسار وطريق صعبة تحوم بها المخاطر وتكتض التناقضات، خاصة فيما يخص هدف كل طرف ومسارات الوصول الى هذا الهدف.

 

ورغم القبول الكبير، لنتائج الواقع الناتج عن التغييرات الدراماتيكية التي حدثت، وتحدث حالياً، إلا ان الحلقات المفقودة، لا تزال تشكل حالة الغموض الباعث للاستغراب والخوف من خروج العربة عن خط السير الممدود في طريق طويلة ومتشعبة طبعاً، تبدأ من نقطة انطلاق هي ذاتها النقطة التي تم اصلاحها عقب انحرافها،  وتنتهي بشكل سلس الى نقطة نهاية صحيحة، في حالة لم يتم أي انحراف في خط السير.

بعيداً عن الحوم حول الحمى، والتشبيه الصوري، والتمثيلي، سأخوض مباشرة في الحقيقة الواقعية التي تحمل بين جنباتها، ثنائيات اللغة والوصف، وغموض في الوسائل والغايات .

 

وإنطلاقا من حيث المسار العكسي للأحداث، وما خلفها، بعيدا عن الاسهاب في التحليل والقراءة للقادم المجهول، ولما تحمله التطورات من عدم استقرار، وغياب المعطيات الواضحة اليوم، سنبدأ من حيث النقطة التي وصلتها اليها، لنعود تدريجيا الى قراءة تفاصيل سابقة.

 

انفجار القنبلة:

لن احوم بعيداً عن الواقع، بقدر ما اريد ان اوصل الفكرة من منطق صحيح، إذ ليس من السهل أن تقبل قوى وجهات كانت تعتقد انها تملك كل شيء من حكم وجاه ومناصب ومال وثروات منهوبة، لتصبح بين عشية وضحاها صفر اليدين، تنعي حظها السيء، وبعدما ظلت تمارس انواع ( الشذوذ السلوكي ) في الحكم، واشكال الترمم القيمي والاخلاقي، من أجل العيش على حساب الناس، واستثمار معاناتهم وأنينهم، ونهب ثرواتهم وحقوقهم، وتغييب دورهم ومكانتهم، والسير بهم الى مستقبل مجهول ومخيف لهم ولأولادهم.

هذه القوى التي لم تحترم قواعد الحكم الصحيح، حتى وان كانت حولت الدولة الى دولة مغتصبة، وحولت الوحدة السلمية الى وحدة إحتلال، إلا ان هناك قواعد واخلاق كان يجب اتباعها، غير ان تلك القوى الحاكمة حولت الحكم الى حكم عصابات، والدولة الى دولة اقطاعيات ونهب وسلب وتجويع، ضناً منها ان لها القدرة على البقاء والصمود، فوق معاناة الناس، خاصة في الجنوب، غير مدركين، ان الصبر الطويل في الجنوب لم يكن ليدوم أكثر، وان تلك المعاناة المتراكمة، ستتفجر كالبركان بوجوههم يوماً ما، وتمزقهم شر تمزيق، جراء ما كسبته أيديهم من إثم وذنوب.

 

 

من هنا نشأ صراع قيمي ومصيري، صراع بين (مطلب الدولة) ومطلب ( اللا دولة)، وهو ذاته صراع بين ( الحق الجنوبي والباطل الشمالي) فيما يخص ما تسمى ( الوحدة اليمنية ).

 

 

فنشأ الصراع، نابعا من ذات المشكلة والخطأ الكبير الذي ارتكب عام 1990، وتطورت مراحل الصراع سواء بين الجنوب والشمال، او داخل الجنوب ذاته، وايضا داخل الشمال ذاته، ليتراكم بارود الانفجار الكبير على مدى سنوات طويلة، متحولاً الى قنبلة ضخمة قابلة للتفجير عند اقترابها من شرارة نارية، وهي الشرارة التي اطلقها الحوثيين، لتنفجر القنبلة بوجه الجميع، محدثة زلزالا ضخما، لم يقف تأثيره على مستوى اليمن شمالا وجنوباً، بل وصل كل اصقاع الارض، وزلزل دولا ظلت سنوات طويلة صامتة ومتجنبه مخاطر الخوض في مشاكل اليمن.

 

حدث ما حدث من حرب في الجنوب عام 2015م، اكلت الأخضر واليابس، ودمرت كل شيء، من انسان وبنيان، خرجت بعدها مليشيات الحوثي والمخلوع صالح، ومعها تلك قوات تحالف ( 94 ) السيء الذكر، التي ظلت ردحا من الزمن تكتم على انفاس شعب الجنوب، وهي تجر اذيال الهزيمة، والعار، مخلفة وراءها جروحا لا تندمل، في كل  اسرة وبيت وشارع ومنطقة ومدينة من مدن الجنوب، واثارا لن ينساها الاجيال والتأريخ، ولن تمحها قرونا من الزمن.

 

 

وتشكل حينها، واقعا جديداً في الجنوب، كنتيجة طبيعية لما جرى وحدث، وهذه النتيجة هي ما تجري تفاصيلها اليوم بأحداث شتى وصور مختلفة، وهي نتيجة تسببت بالصداع لكثير ممن لم تأتي الرياح بما تشتهيه سفنهم، فأرادوها نتيجة مبهمة وغامضة، بل أرادوا بهذه النتيجة ان تتحول الى مشكلة او مشاكل مستمرة، في ظل واقع جديد تشكل في الجنوب .

 

 

ولكن هذا الواقع لا يزال يعاني الكثير، ويرتبط بخيوط لا تزال متصلة رغم ما حدث، عبر إطار هيكلي في مفاصل هامة لما كانت تسمى ( دولة يمنية )، تم ربط الجنوب فيها بالشمال، عبر شبكات مركزية اقتصادية وسياسية وإدارية، تديرها صنعاء، وتحتاج وقتا ليس بالهيناً ، وقرارات شجاعة مدروسة، حتى يتم الفكاك منها.

 

 

واقع الجنوب المحرر اليوم:

قد يرى الكثيرون، الواقع الجنوبي الراهن اليوم، بأنها طبيعياً، خاصة بأنه واقع ما بعد الحرب، او ان الحرب توقفت، لكنها لم تنتهي بعد.

ولعل هذا الواقع الذي وجد الجنوب نفسه فيه، يعود لعدة أسباب، أنتجتها سرعة التغييرات، التي لم تترك فرصة الاستعداد لتلك التغييرات، بل ان الاستعداد الجنوبي لمثل هذه الفرصة لم ينجح في صنعه الجنوبيين، نتيجة لعدم توقعهم ان تكون التغييرات بهذه السرعة.

لكن هناك اسباب، جعلت الواقع المعاش اليوم في الجنوب، نتيجة واقعية لن يغادرها الجنوب بسرعة، ولن يخرج منها في الوقت القريب بحسب المعطيات الواضحة.

وافضت الحرب، التي اطلقت معها عملية ( عاصفة الحزم ) ومن ثم عملية ( إعادة الأمل ) الى تشكيل واقع، جديد ومتغير، لم تشهده المنطقة من قبل، ولا اليمن ايضاً.

هذا الواقع، أوجد جنوباً ( محافظات جنوبية) محررة، من مليشيات الحوثي وعلي عبدالله صالح التي كانت بادئة بالحرب، وطامعة للوصول وبكل بجاحة واستقواء الى حيث مفتاح ( المصير والمستقبل) لليمن جنوبا وشمالا، وكذلك لدول الخليج، لكنه واقعا لا يزال أمام مفترق طرق، بين التحرير الفعلي الكامل،  واللا تحرير.

ويمكن لنا وصف حال الجنوب سياسيا، كالمحلق بين السماء والأرض، فلا أنه حط سليما بالارض، ولا ارتفع سليما الى السماء، حيث لا هو محررا فعليا، ولا هو محتلا فعليا، أي انه بات يملك نصفا من هذا فيما النصف الأخر لا يزال هناك.

وبصورة أوضح واشمل، فالجنوب اليوم محررا جغرافيا، لكنه محتل سياسيا واقتصادياً وسيادياً، وهو ما جعله في حالة تأرجح خطيرة، خاصة مع غموض السياسات والاهداف التي تشهدها المرحلة الحالية، او بالأحرى تداخل تلك الاهداف، اضافة الى تداخل الأوضاع والعلاقات والمصالح، وفي نفس الوقت تعارض بعض الامور فيها .

 

ويعاني الجنوب من كثير من المشاكل اليوم، رغم انه تحرر،  ويمكننا هنا إجمال ابرز المعاناة التي يعيشها الجنوب، دون تفصيل أكثر(كوننا فصلنا ذلك في مقال سابق غبر اربع حلقات ) .

اولاً: معاناة الجنوب سياسياً:

ويمكننا إيجاز ذلك بالاتي:

  • لا تزال قضية الجنوب مهمشة، مما تسبب بواقع تذمر شعبي أفضى الى ارتداد عسكي وإن كان لا يزال غير ظاهر حالياً.
  • تغييب الجنوب المتعمد، من الحصول على سند قانوني او قرار او بيان إقليمي أو دولي يطمئن شعبه بمكانة وحيوية القضية الجنوبية خارجياً.
  • عدم مساعدة الجنوب في خلق قيادة سياسية موحدة قادرة على تحمل مسؤولياتها، وتحمل التمثيل السياسي للجنوب.
  • تغييب الجنوب سياسيا، ينسحب على غياب الجنوب دبلوماسيا، وفي العلاقات والسياسة الخارجية حالياً.
  • انعكاس التغييب السياسي للجنوب، على واقعه الداخلي، وشعور الناس بالجنوب، بمخاطر مجهولة قادمة عليهم وعلى وطنهم.

 

 

ثانياً: معاناة الجنوب اقتصادياً:

ويمكن ذكرها كالاتي:

  • استمرار ربط الجنوب باقتصاد صنعاء، خلال الفترة الماضية، تسبب بتدهور كامل في المؤسسات والاجهزة الحكومية في محافظات الجنوب، وخروجها عن مستوى الخدمة المطلوب تقديمها للناس.
  • تسبب ذلك، بمعاناة قاسية للناس بالجنوب جراء انعدام الرواتب والمعاشات لموظفي اجهزة الدولة وللرعاية الاجتماعية والمتقاعدين.
  • تسبب ذلك ايضاً، بتراجع أداء الخدمات المقدمة للمواطنين، وخاصة المدعومة من الدولة، كالكهرباء والمياه.
  • توقف المشاريع الممولة حكومياً، بل وتوقف المشاريع المدعومة خارجياً، وعدم عودتها رغم استقرار الوضع النسبي .
  • التسبب بالعراقيل الكبيرة امام القيادات التنفيذية التي قبلت بتولي مناصب حكومية، من اجل المساعدة في استقرار الوضع الامني والخدمي، وإن كانت تلك القيادات تبذل جهودا جبارة للحفاظ على المنجزات والمكتسبات التأريخية التي تحققت .

اسباب ما يعيشه الجنوب اليوم:

بالتأكيد، هناك اسباب موضوعية، واخرى طارئة، جعلت محافظات الجنوب المحررة، تعيش اليوم حالة سيئة، واوضاعا غامضة، يمكننا إجمالها على ثلاثة مستويات كالاتي:

 

المستوى الاول: اسباب موضوعية عامة: ويمكن ذكرها في قسمين:

القسم الأول: اسباب موضوعية تتعلق سياسا بالجنوب:

  • تداخل بعض اهداف المشاريع السياسية داخليا وخارجيا في الجنوب مع بعضها، وتعارض بعضها الأخر.
  • التعامل بحذر بالغ، من قبل كل الاطراف مع بعضها، وعدم وضوح الرؤية فيما يخص طبيعية العلاقات المرحلية او الاستراتيجية بين الأطراف .
  • غياب الوعاء السياسي، والاستراتيجي، الضام للقواسم المشتركة بين الأطراف، وعدم تحديد أوليات المرحلة ودور كل طرف حالياً.
  • فقدان كل طرف من الاطراف الفاعلة بالجنوب، للبوصلة، جراء التداخل العميق في المسارات والغايات والأهداف.
  • محاولة كل طرف استخدام الطرف الآخر لتسجيل نقاط خاصة به على طريق تحقيق هدفه، والظهور بمظهر القوة الفعلية الحالية في الجنوب، رغم كل التعقيدات الجارية .

 

القسم الثاني: اسباب موضوعية تتعلق بالخارج:

ومن هذه الاسباب الاتي:

  • التعامل في إطار المصلحة الدولية، أدى الى عدم الالتفات للجنوب سياسياً.
  • -غلبت الاولويات لدول الخارج، وخاصة التحالف العربي، موقفها من الاهتمام الخدماتي بالجنوب ومحافظاته، وادى اعتمادها على السلطات الشرعية، الى فراغ كبير، نتيجة فشل تلك السلطات بتأدية مهامها تجاه محافظات الجنوب المحرر.
  • يحول الصراع الدولي الدائر، دون التعامل الا بالاولويات حاليا، وهو ما ادى الى افصاح أي دولة عن موقفها من الجنوب، رغم ان هناك مواقف غير معلنة تخص الجنوب ومستقبله.
  • التركيز من قبل الخارج، على ان الجنوب يفتقر الى كثير من مقوماته السياسية، وحتى المؤسساته، ومن السابق لأوانه ان يحدد مصيره السياسي.

 

المستوى الثاني: اسباب واقية تتعلق ذاتيا بالجنوب: وهي:

  • يحتاج الجنوب الى تكاتف شعبي كامل، ووحدة الموقف الميداني والسياسي، لتجاوز المرحلة.
  • لا يزال الجنوب، يعيش حالة حرب مستمرة، وظروف استثنائية، في ظل تراكم كبير للفساد والفراغ الاداري، وتدهور الخدمات، وهذا يحتاج الى وقت كافي.
  • يحتاج الجنوب، الى الضغط الشعبي ليس علي القيادات التنفيذية بدرجة رئيسية، ولكن على الحكومة الشرعية والتحالف العربي، وكذا الامم المتحدة للاهتمام به.
  • غياب الكادر السياسي والإداري الجنوبي، في مختلف مفاصل الادارات والمؤسسات، وهو ما ادى الى احداث فراغ كبير.

 

دور دول التحالف في الجنوب:

ظهر دور التحالف العربي في الجنوب، منذ بدايته، مساندا للشرعية التي يمثلها الرئيس عبدربه منصور هادي، وعمل التحالف في هذا الشأن، واكد ذلك في تصريحاته وبياناته الرسمية.

وحقيقة لا ننكر دور التحالف العربي الكبير والشجاع والتأريخي في الدعم والمؤازرة بالسلاح والمال والمقاتلين، ولكن عادة ما تكون أي ادوار إسنادية او دعم ومؤازرة ادوارا واضحة، وتعمل ضمن اولويات تحقق الاهداف وفقا لأهميتها ومنها اهداف عاجلة، ومن ثم قريبة المدى، ومتوسطة المدى، واخيرا الاهداف بعيدة المدى.

ولعل المرحلة الحالية التي تركز عليها دول التحالف العربي، هي مرحلة ( الامن )، لكن ماذا لو تم التركيز في هذه المرحلة بالامن، وبالتوازي مع الاهتمام بالخدمات..؟

وهذا السؤال المطروح اليوم بقوة، امام التحالف العربي..؟ وامام الحكومة الشرعية، التي باتت اليوم تتخذ من العاصمة الجنوبية عدن مكانا لممارسة عملها.

 

خطوة نقل البنك المركزي:

ينظر كثيرون الى خطوة نقل البنك المركزي، الى العاصمة عدن، من باب الاقتصاد، غير أننا نرى، تلك الخطوة واهميتها، من حيث الهدف ( السياسي والاستراتيجي ) للجنوب، حيث للخطوة اهمية اقتصادية مرحلية، لكنها اهميتها المستقبلية أهم  من ذلك بكثير.

ويتعارض قولنا هنا، مع ما ذهب اليه كثير من الجنوبيين، بان تلك الخطوة تعزز ما تسمى ( الوحدة اليمنية او الفيدرالية ) التي تسعى لها الشرعية او قوى الشمال،  وتضرب هدف الاستقلال الذي ينشده شعب الجنوب، وهو ما نعتقده خاطئاً، لأن اهمية المرحلة اليوم، تقتضي انعاش الجنوب اقتصاديا.

في حين ان الأهمية الأكبر، هي مستقبلية، وتصب في خانة ( إعادة بناء مؤسسات الجنوب )، حيث يحتاج الجنوب الان، الى اثبات وجود بانه مؤهل لكي دولة مستقلة، وذلك لن يكون إلا من خلال اعادة مؤسساته.

ولا يمكن لأي دولة ان تقبل استقلال دولة أخرى، ما تكن هناك اهلية كاملة، وهو ما يحتاجها الجنوب اليوم، ويكمن ذلك في إعادة مؤسساته الاقتصادية، ووحدة قيادة السياسية القادرة على اختراق الحواجز السياسية التي ظلت سنوات طويلة مغلقة بوجه الجنوب.

 

استعادة استقلال دولة الجنوب:

ان دولة الجنوب المنشود اعادة استقلالها، لن تكون عبر شعارات، بقدر ما هي مواكبة للمرحلة، واستغلال الفرص التي رمى بها القدر الى الجنوب اجبارياً.

فالاستقلال بمفهومه العام هو سياسي، اكثر من أي شيء آخر، ولن يكون عبر القوة، وهو ما اثبتته الايام، حيث بات الجنوب اليوم محررا جغرافياً، ولكنه محتل سياسيا واقتصاديا، وبتتابع الخطوات واتقان مسارات العمل، سيتمكن الجنوب من انتزاع استقلاله السياسي والاقتصادي.

ان نجاح الجنوب اليوم، يكمن في نجاح خطوات ( بناء الثقة ) بين الجنوب والتحالف العربي، وكذا نجاح الجنوب في استخدام ذلك للنفاذ الى المجتمع الدولي، وتفعيل الدور السياسي للجنوب، لكن ذلك لن يكون الا بوجود قيادة سياسية جنوبية، تحمل على عاتقها هذه المهمة، في طريق تحقيق هدف شعب الجنوب.

وبالطبع لن يتراجع  أي جنوبي خاص تفاصيل الثورة الجنوبية التحررية، وكان مشاركا فيها، ولو قيد انمله عن هدف ( استعادة استقلال دولة الجنوب)، ومن يعتقد ان التراجع حدث، فهو خاطئ، وربما اختلطت عليه، المرحلة، وبات لا يفرق بين تحول المسارات من اجل تحقيق الهدف، وفقا لتحولات المرحلة.

ونجدد تأكيدنا هنا، انه لا طريق اليوم امام الجميع، سواء داخليا او خارجيا، إلا استعادة دولة الجنوب، لما تمثله من اهمية في استقرار الأمن والسلم الدوليين، وحماية المصالح الاقتصادية لدول الخليج، والامن القومي العربي.

ختاما:

نستطيع ان نوجز كل ما يجري ، في القول بإن الواقع في الجنوب اليوم بالتأكيد، بقدر ما يحمل تحدي للجنوب المحرر، والحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية، هو في نفس الوقت يحمل تحدي للتحالف العربي والشرعي، من حيث النجاح ( المتداخل) بغض النظر عن الطرف الذي سيحصد الخدمة المستقبلية مما يحدث اليوم .

لكن على الجنوب التعامل مع الواقع وفق أولوياته التي تخدم مسارات الهدف الذي يجب تحقيقه وهو ان يكون الجنوب دوله مستقلة، وذلك باستخدام الأدوات التي يقدمها الواقع اجباريا، كادوات فعلية وشرعية يمكن للجنوبيين من خلالها انجاز اولويات كبرى  تتوافق ومسارات البناء والتأسيس لمداميك الدولة الجنوبية القادمة.

 

اديب السيد

23/ 9/2016

 

رابط ( فك الاشتباك 1)

فك الاشتباك 1