fbpx
زيارة الرئيس هادي لنيويورك والقضية الجنوبية

توجه فخامة الرئيس هادي الي نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها ال ٧١ ونحن  إذ نبارك هذه الخطوة الرائعة والهامة التي قام بها الرئيس في التوجه الي الجمعية العامة للأمم المتحدة تطرقت شخصيا اهمية قيام الرئيس لمثل هذه الزيارة في مقالين سابقين بضرورة التحرك في هذا الإتجاه

١- في مقالي الاول بتاريخ ١٣ يوليو الماضي المعنون “ مابعد مؤتمر الكويت وإنسداد أفق الحل السياسي “تحدثت  في الفقرة ٢ بأهمية طرح الأزمة اليمنية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة

٢- وفي مقالي الثاني بتاريخ ١٧ اغسطس الماضي بعنوان  “ ماذا مابعد كسب الشرعية لمعركة مجلس النواب “ طالبت في الفقرة الاخيرة من المقال المعنون “ ما المطلوب من السلطة الشرعية عمله “ بدعوة ( الرذيس هادي التوجه لحضور الأجتماع السنوي في سبتمبر للجمعية العامة للأمم المتحدة لطرح الأزمة اليمنية بالتوازي مع مجلس الامن الدولي ) من هنا نري في مشاركة الرئيس خطوة إيجابية وهامة ستعطي بعداً دوليا أوسع للازمة اليمنية أمام ١٩٣ دولة ممثلة في الامم المتحدة ومتواجدة في الجمعية العامة

القضية الجنوبية يجب ان لا تكون غائبة ولماذا؟؟

لعدة أسباب

١- ان قرار مجلس الأمن الدولي برقم ( ٢١٤٠  ) لسنة ٢٠١٤ اشار في الفقرة [ ٣ ] بأن المجلس “ يهيب بحركة الحراك الجنوبي وحركة الحوثيين الي المشاركة البناءة  في ( العملية السياسية ) ونبذ اللجوء إلي العنف لتحقيق أهداف سياسية “ ومن الواضح ان الحوثيين وصالح لم يلتزموا بهذا المطلب الاممي بل لجؤا الي الأنقلاب علي السلطة الشرعية المنتخبة عبر العنف المسلح ولم يلتزموا بتنفيذ قرارات مجلس الامن الدولي منها القرار الاخير رقم ٢٢١٦ لعام ٢٠١٥

في المقابل الحراك الجنوبي التزم طيلة مساره الطويل بالنضال السلمي لتحقيق مطالبه ولم يرفع السلاح الا للدفاع عن نفسه وأرضه  بعد غزو قوات الحوثيين وصالح لعدن والجنوب في مارس ٢٠١٥ في محاولة تكرار تجربة إحتلالها لصنعاء .

٢- ان السلطة الشرعية عمدت عبر مخرجات الحوار الوطني بمشاركة جميع القوي والاحزاب السياسية اليمنية بما فيهم الحوثيين وانصار صالح الذين وافقوا واقروا مخرجات الحوار الي الاعتراف بالقضية الجنوبية وضرورة إيجاد حلا عادلاً ومرضياً لها وكان هذا الحل حصل علي بعض الدعم من أنصار القضية وإعتراض أطرافا أخري عليها  أصبح الآن بعد الأنقلاب علي الشرعية وحرب الإنقلابيين علي الجنوب والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب التي مورست ضد الجنوب بصفة خاصة تجعل من الصعوبة بمكان قبول الجنوبيين لمخرجات الحوار بل ايضا إمكان قبول المخرجات لدي مناطق يمنية أخري مما يستدعي الان ايجاد حلولا أخري بديلة لمخرجات الحوار الوطني

وعلي المجتمع الدولي مساعدة السلطة الشرعية في التوصل الي حل مثل هذه المعضلات والتحديات التي تواجهها

٣- التذكير بدور الجمعية العامة للامم المتحدة في حق تقرير المصير لكثير من الشعوب المستعمرة وفق بنود ميثاق الامم المتحدة وجهود الامم المتحدة وقرارات الجمعية العامة في إقرار السلم والامن الدوليين والتآخي بين الشعوب

مذكراً في الوقت نفسه الاهمية الاستراتيجية للجنوب بحكم موقعه علي باب المندب وبحر العرب وخليج عدن لتامين اهم الممرات البحرية في العالم

مما يتوجب علي المجتمع الدولي في محاربته للأرهاب من القاعدة الي داعش العمل علي إيجاد حلاً سريعا للقضية الجنوبية بما يرضي شعبه ويحقق تطلعاته المشروعة

في الخلاصة

نحن ندرك تماماً مايمكن وما لا يمكن ان يقوم به الرئيس هادي كرئيس للسلطة الشرعية ورئيساً لليمن ولكنه في الوقت نفسه النقاط التي اشرنا اليها أعلاه لا تتناقض مباشرة مع موقعه فزعيم الحوثيين السيد عبد الملك تحدث عن الجنوب  دون حرج  ليستميلهم الي جانبه  وبإمكان الرئيس هادي ان يتحدث بدوره عن الجنوب دون تخوف من إمكان اتهامه بالانفصالية

واكرر ماذكرته  أعلاه لا يتعارض إطلاقا مع موقعه كرئيس لليمن  وإذا أراد ان يذهب بعيداً في الحديث عن القضية الجنوبية وتطلعات شعب الجنوب في إستعادة دولته بإمكانه فعل ذلك خارج المنبر الرسمي للجمعية العامة للأمم المتحدةو وذلك من خلال لقاءاته الثنائية وجها لوجه مع زعماء العالم المؤثرين والنافذين

نتمني للرئيس هادي النجاح في مشاركته هذه للجمعية العامة للأمم المتحدة وبالتوفيق ان شاء الله .