fbpx
مالذي اقترفناه حتى تتم إهانتنا بهذه الطريقة الفظيعة؟!

في كل شئ في المدينة التي عشقناها و نعشقها و سنبقى على ذلك حتى نموت بإذن الله رغم كل شئ، تم تلويثها ب شئ يحتقرنا و يقلل من إنسانيتنا!
التعامل القذر معنا كبشر وصل الى داخل كل بيت..
حيث غزتنا إلى عقر دارنا البعوض و الذباب..
حين تسبب المسؤولون عن البلدية في جعل مدينتنا مركزا لجذب هذه الحشرات..
فأصبحت شوارعنا بئية مناسبة لها لتحضنها في كل أطوار حياتها…
فتفقس بيضها..
و تخرج ديدانها..
و حشراتها..
ثم تهجم على أجسادنا..
تمرضنا و تقتلنا…
أليس ذلك أهانة لادميتنا؟!
نتعرض للإهانة عند خروجنا إلى الشارع..
نتلمس خطواتنا مابين جزر المجاري الطافحة..
نتقغز مابين الأماكن الجافة التي تتخلل شﻻلات الأوساخ المتدفقة التي تغطي شوارعنا..
المجاري لا يتم شفطها!
فأين كل تلك السيارات الجديدة المهدأة من دول الخليج و التي قاموا ب تصويرها و الإستعراض بها..
ثم رائناها تجوب شوارع المدينة …
شخصيا لم ارأها تستخدم لما أحضرت لأجله…
أليس في ذلك عدم تقدير لادميتنا؟!
تنتقص حريتنا و تضيق علينا شوارعنا المزدحمة باكياس الرمال و المتارس و الجنود..
نحن شكرنا كل تلك الجهود الجبارة…
و لكننا نريدها منظمة و ليس بتلك الطريقة العشوائية..
كلنا نحتاح للأمن و الأمان..
نريد فقط أن نشعر به و نعيشه..
نريد فقط أن ننعم به…
لا نرغب في أن نعيش كل ذلك الأكشن و كل تلك المظاهر المسلحة و المتارس الكثيرة التي تبعث في نفوسنا الخوف و القلق الدائم..
و تكرس في أنفسنا شعور بخطر يحدق بنا و يتهدد حياتنا..
الأمن مطلب للجميع،
لكن جعل مدينتنا تبدو مذعورة و خائفة بحشوها بمئات الجنود و في كل منعطف و جولة، فذلك ليس بالأمن المطلوب..
نعرف إن لهولاء الجنود الكثير من الإنجازات..
و تم ضبط الكثير من الأمور..
فقط نختلف على الطريقة من منظورها الحضاري و المدني..
أكيد أن هنالك طرق استخباراتية مدنية تجنب المواطن، الإحساس بها ، و لا يشعرها المواطن و هي فعالة و تساعد في إرساء الأمن و الإستقرار دون ان تلفت النظر ..
لانريد نزع مدنية مدينتنا و جعلها تبدو كمعسكر او كأنها جبهة قتال!

نتعرض للإهانة اليومية بسبب الكهرباء..
نعيش جحيم حر لا يطاق..
فهناك من حالات مرضى الجهاز التنفسي الكثيرة مثل الربو و الأستمة لا يستطيعون تحمل كل ذلك الشقاء..
قد يفقد بعضهم حياته لضيق التنفس..
ناهيك عن التسبب بالضرر للأجهزة الكهربائية دون أي إعتبار لضيق حال الناس و عدم قدرتهم على إصلاحها او الشراء بديلاً لها..
نقضي اغلب أوقاتنا نتلمس خطواتنا في الظلام بحثا عن الأشياء، نصطدم باجسام حادة في طريقنا.. نصاب…
نجرح…
فمن يهتم لأدميتنا؟!
حتى أجهزة الشاحن لم تعد ذات فائدة…
نسمع صفير انتهاء بطاريتها التي لم تعد تشحن تماماً لقصر وقت الكهرباء الرئيسية..
و ذلك الضيق الذي تتسبب به المولدات حين نستنشق ما تطلقه من عوادم الديزل و البترول ..
و الشعور بالضيق ة عدم القدرة في تحمل إزعاج هدير محركاتها الصاخبة،
اليس ذلك إهانة لحقنا في العيش المريح كسائر البشر؟!
ثم حياتنا بمجملها نعيشها معزولين عن العالم لا توجد سفارات..
و لا تمثيل لأي دولة..
لدينا طيران أحادي المصدر..
يفرض علينا مايريد من مبالغ باهضة ك تكلفة التذاكر..
مواعيد غير محددة التواريخ..
قد تلغى رحلة..
و قد تضاف أخرى..
في أكبر مهازل العشوائية..
عشوائية ذلك الأمر يؤثر على أعمالنا المرتبطة بالخارج…
نعجز في التنسيق معهم و ترتيب أعمالنا التي ترتبط باعمالهم الثابتة التوقيت..
الكثير من المواعيد ألغيت ..
الكثير من الأعمال تعطلت..
عشوايتنا لا يمكن ان تتجانس مع نظام و برامج عمل الأمم من حولنا…
أليس ذلك أهانة لادميتنا؟!

أرتال الناس التي تئم مكاتب البريد في رحلة بحث يومية عن الراتب الضيئل..
تتعرض فيها لكل صنوف القهر و العذاب و المعانأة اليومية في الإنفاق على تكاليف المواصلات و الوقوف تحت الشمس الحارقة لساعات طويلة..
أليس ذلك تعذيب و أهانة لادميتنا؟ !
الكثير من الذل نتعرض له، في تعذيب فاق قدرتنا على المزيد من التحمل..
فمن المسؤول عن كل هذا العذاب و هذا الإستفزاز الذي يبدو و كأنه تحريض مقصود لدفع الناس الى التمرد ضد السلطة المحلية و القيام برد فعل تغرق عدن بفوضى لا يحمد عقباها!
لذلك نناشد المسؤولين أن يحترموا حسن ظننا و ثقتنا بهم فيبذلوا الجهود و يقطعوا الطريق على كل من له حسابات و أجندات دنيئة، لنشعر حقا بانهم يعملون لأجلنا و لإستعادة ادميتنا!
و الله المستعان!

نبيل محمد العمودي