fbpx
مشكلة اليمن .. بداياتها وأسبابها

 

اليمن ياسادة لا يعاني من مشكلة واحدة بعينها بل مشاكل وتراكمات جينية وجيلية لعقود وبإمتدادات متنوعة ومختلفة وبدايات متعددة ، ولو أردنا التفصيل أكثر لعدنا لتأصيل المشكلة تاريخيا ولقلنا أن مشكلة اليمن تبدأ من الاحتلال الفارسي وتكوين طبقة ونسيج حكم غير يمني لا ترتبط أو تمت لعروبة اليمن بصلة توارثوا الحكم حتى في ظل الإسلام فاسلموا خضوعا وتلونوا وتدثروا بغطاء الدين الجديد ليبقوا حكاما على اليمن مستغلين سماحة الإسلام في هذا الجانب وتم لهم ما ارادوا ، فبقي آخر حاكم فارسي على اليمن وهو “باذان” واليا بسبب إسلامه . وهكذا استمر حكم الدخلاء وجيل أبناء الفرس يتوارثون حكم اليمن جيلا بعد جيل حتى اللحظة .

مشكلة اليمن تبدأ أيضا مع تكوين وقيام الدولة الشيعية الهادوية في صعدة ومؤسسها الهادي الرسي القادم من أطراف العراق وخراسان جاء إليها كرجل دين ومصلح إجتماعي مالبث ان تحول إلى حاكم على صعدة أخضع فيما بعد اليمن لحكمه ولحكم سلالي خارجي جعل من عرب وقبائل اليمن شمالا رعية واتباع وأدوات وعسكر .

مشكلة اليمن شمالا تبدأ مع التفكير في إعادة عروبة الحكم في اليمن بالتخطيط لثورة سبتمبر 1962م التي قادها البطل علي عبدالمغني لتخليص اليمن من ذلك الحكم السلالي الدخيل وكادت تنجح لولا أن الجناح السلالي للمركز المقدس تنبه لذلك الخطر فانحرفوا بمسار سبتمبر ليجعلوه صراعا داخليا بين أقطاب المركز المقدس (ملكيين ورجال الدين طرف ، وعسكر وقبائل طرف آخر ) تخلصوا بعد اتفاقهم الخفي من قائد الثورة “عبدالمغني” مباشرة حتى قبل أن تنتصر الثورة ، فانتصر جناح العسكر والقبيلي على الملكي ورجال الدين ظاهريا ، فحكم باسم الجمهورية مؤقتا ما لبث إن عاد المهزوم الملكي والديني ليشارك الجمهوري الحكم بكل أدواته باستثناء شخص الملك البدر الذي استبعد تماما .

مشكلة اليمن تبدأ مع الخطوة التي قادها الشهيد إبراهيم الحمدي لتصحيح مسار ثورة 26 سبتمبر والتحرر من قيود وهيمنة المركز المقدس بأطرافه الثلاثة الديني والقبلي والعسكري وإرساء عوضا عنه مشروع المواطنة المتساوية وقيم العدالة الاجتماعية والإخاء فكانت ضريبة هذه الخطوة رأس الرئيس الشهيد الحمدي وطمس مشروعه الوطني على يد هذا الثلاثي المقيت الذي اتى بشيخ جاهل (عبدالله الأحمر ) ورئيس مغفل (الغشمي والذي له من اسمه نصيب) وأداتهما شاويش بلطجي ومهرب خمور (المخلوع) مالبث أن خدمته الظروف ليصبح أميرا واليوم أصبغ عليه ميدان السبعين لقب سادس الخلفاء الراشدين ولا عجب أو غرابة .

مشكلة اليمن تبدأ بوصول المارشال هادي من خارج المركز المقدس ليعتلي سدة الحكم شمالا كأول رئيس عربي سني منذ الف عام تمرد على كل أدوات ذلك المركز المقدس بمن فيهم المناصرين له ، وهو ما أغضب ذلك المركز المقدس ، فتحالف المخلوع مع الحوثي وجيء بأطفال كهوف مران على ظهر الدبابة العفاشية وبحماية الحرس العفاشي العائلي بديلا لهادي الرئيس الشرعي المنتخب شمالا ولينصب مقوتي سوق عنس رئيسا جديدا .

مشكلة اليمن هي صراع قديم بين المغتصبين للحكم القادمين من خارج اليمن وبين أهل الأرض الأصليين والنظرة الدونية من ذلك المركز المقدس لمن عداهم من الشعب وانهم هم وحدهم فقط من يصلح لحكم اليمن ودونهم مجرد رعية واتباع .

مشكلة اليمن هي المركز المقدس وعصابات الفساد والموت التي أحاطت نفسها وصولجانها بهالة القوة العسكرية والأمنية والنفوذ السلطوي والمالي .
مشكلة اليمن ياسادة مشاكل وبلاوي لا حصر لها وحلها شمالا هو تطبيق القرار الأممي 2216 ومخرجات الحوار الوطني وكل إقليم يحكم نفسه ، وإلا فدولة مركبة من دولتين بنطام كونفدرالي والأخير هو الأقرب إلى التنفيذ بحسب معطيات السيطرة على الأرض وواقع اليوم جنوبا وشمالا .

د. عبدالله محمد الجعري