fbpx
قيادات الحراك خلافاتهم تكرس فشلهم

قيادات الحراك خلافاتهم تكرس فشلهم

ياسر اليافعي 

منذُ 2008 والخلافات تتصاعد بين تيارات الحراك المختلفة ، وخصوصاً مجلس الحراك الاعلى الذي يدعوا الى ” استعادة الدولة ”  السؤال الذي يطرح نفسه بقوة اليوم اذا كان الهدف الرئيسي واضح ومُجمع عليه ووهو ” استعادة الدولة ”  لماذا الخلاف والاختلاف في مرحلة صعبة وحساسة للغاية وتتطلب وحدة الصف الجنوبي ليس فقط مجلس الحراك وإنما كل المكونات الجنوبية لمواجهة التحديات .

ان الخلافات العاصفة والتي يتستر عليها هولاء القيادات كانت مرافقة للحراك منذ انطلاقة وكانوا يكذبون على الشعب الجنوبي ويقولون انه لا يوجد خلاف وان سلطات الاحتلال والعملاء هم من يروج لهذه الخلاف، لكن الواقع يقول عكس ذلك تماماً ، حيث ومنذُ انطلاق الحراك الجنوبي الى اليوم لم يتم تكوين أي عمل مؤسسي في أي هيئة من هيئات الحراك، وكانت الفوضى والعشوائية هي ألسائدة، والسبب الرئيسي هو خلاف القيادات وصراعهم الخفي الذي ساهم بدور كبير في تأخر الحراك ورسم صورة سلبية عنه عند القوى الاقليمية والدولية وكذلك ولد حالة من الاحباط في صفوف الشعب الجنوبي ويبدوا ان هذا احد اهداف بعض القيادات .

هذه القيادات أصبحت تستهزاء بالجنوب وشبعه وتضحياته، ولا تبالي بمعاناته وخصوصاً معاناة الشباب وتضحياتهم وما يقدمونه حتى اليوم من نضال وفي مختلف المجالات حباً في الجنوب وقضية شعب الجنوب وأملا في الخروج من الوضع الراهن الذي دفعوا شبابهم ومستقبلهم ثمناً له بسبب اخطاء هذه القيادات ولم يفكروا في يوم من الايام بمنصب او قيادة وكان كل تفكيرهم في كيفية الخروج من الوضع الراهن فقط وتحقيق اهدف وتطلعات شعب الجنوب

لقد أصبحت هذه القيادات بنظر الكثير من ابناء الجنوب عائق مخيف امام تطلعاتهم ورغباتهم، بل أصبحت خلافاتهم تثير للسخرية والازدراء من الجنوبيين وغير الجنوبيين ، ويجب على كل ابناء الجنوب وخصوصاً الاعلاميين ان يقفوا مع شعب الجنوب ويقولوا لهولاء القيادات الى هنا وكفى اعطيناكم الوقت الكافي لكنكم لا تريدون وطن وتبحثون عن مصالحكم الانانية والضيقة على حساب قضية شعب الجنوب

السكوت اليوم على هذه القيادات والاختلافات فيما بينها خيانة لشعب الجنوب وتضحياته وللشهداء والجرحى والمعتقلين ، خصوصاً انه يأتي في مرحلة حساسة وصعبة للغاية وايضاً ان هذا الخلاف يزداد ويتراكم على مدى أكثر من خمس سنوات

ان الواقع يقول ان من يدعون انهم قيادات انما هم من بقايا ومخلفات الحقبة السابقة التي كان لها دور كبير في وصول الجنوب الى مستنقع الوحدة اليمنية وبالتالي ” فاقد الشيء لا يعطيه ”   وهذه القيادات لا تستطيع ان تقدم اكثر مما قدمت ويجب عليها ان تعترف بهذه الحقيقة وتترك فرصة ومجال للمثقفين والاكاديمين وأصحاب الفكر السياسي والتنويري في الجنوب ان يكون لهم دور في قيادة الجنوب خلال الفترة المقبلة

واخيراً نقول لمن يزعمون بأنهم قيادات ماذا قدمتم لشعب الجنوب غير الخلاف والاختلاف ورسم صورة سلبية عن الحراك وقضية الجنوب ، ان من صنع الانجازات هو الشعب الجنوبي وشبابه وتضحياته الجسيمة أما انتم مجرد متسلقين على تضحيات هولاء الشهداء والجرحى والمعتقلين ، ان من يعمل اليوم في كل المجالات سواء في الشارع او الاعلام او الميدان هم الشباب من تهمشونهم وتحاولوا ان تنقلوا مرضكم اليهم ، حتى تحطموهم وتكونوا انتم في الواجهة ، وهي رسالة لكل الشباب ان ينهضوا ويقوموا بدورهم وينبذوا أي خلاف بينهم حتى يضغطوا على هذه القيادات لتعود الى صوابها أو يكونوا هم البديل .

y.ahz@hotmail.com