fbpx
علي محسن الأحمر كممثل وحيد للقضية الجنوبية

علي محسن الأحمر كممثل وحيد للقضية الجنوبية

ماجد الشعيبي

من يمثل القضية الجنوبية؟ حديث كثير يدور حول هذا الأمر. ووجهات النظر التي تسمعها وأنت بصنعاء مبنية على: “الحراك ليس موحدا”، “الجنوبيون مخترقون”… وهذه الآراء حصيلة تغطية وسائل إعلام الحكومة والمعارضة في الشمال للقضية الجنوبية وحراكها.

 تقسيم الحراك مهمة رئيسية تعطي مراكز القوى في صنعاء أولية كبيرة لها، عبر خطاب وسائل إعلامها التي تجعل القارئ يعتقد أن الجنوبيين لا يزالون يتناحرون فيما بينهم ولم يتخلصوا بعد من عقدة أحداث 86، التي تجاوزناها ولا يذكرنا بها حقيقة سوى إخواننا في صنعاء.

القوى الحاكمة هي وحدها التي تحصد نتائج تمزيق النسيج الاجتماعي في الجنوب، وتكسب هي الشرعية لتمثيل القضية الجنوبية، سواء قبل أو رفض الحراك المشارك في الحوار القادم، وستدفع الكثير من أجل ذلك، إن لم يقدم الحراك نفسه بقوة كممثل وحيد لقضيته.

السيناريوهات القادمة من صنعاء هدفها الحفاظ على بقاء “التقاسم” واستمرار تدمير الجنوب، وهمها الحفاظ على شركات حميد الأحمر ومنتجعات أحمد علي وأراضي ونفط محسن وصالح، وحفاظاً أيضا على أسماك وبحر الشيخ عبد المجيد الزنداني…

في ورشة عمل نظمتها مؤسسة مدنية بصنعاء قبل يومين، حضرتُها، كان هناك من يتحدث عن صعوبة اختيار ممثلين للقضية الجنوبية لكي يستمعوا لهم، وذلك ضمن البرنامج الذي سينفذونه ويخرجون منه بتوصيات لكل قضية ستناقش ضمن “إصلاح شامل” لكل القضايا.

 احتار المتحدث عن إيجاد ممثل للقضية الجنوبية؛ فقال بثقة: “سنتواصل مع أمين عام الحراك، عبدالله الناخبي…”. قطعت كلامه متعجباً!! وأخبرته أن الأخير قد عزل من منصبه كأمين عام، وأنه الآن يمثل صحيفة “أخبار اليوم” التابعة للواء علي محسن الأحمر.

وقلت: إن كان ولا بد ممن يمثل الحراك فلماذا لا يكون اللواء علي محسن شخصياً، طالما والرجل قد اعترف بأن الجنوب يعيش وضع “احتلال”، وأعتقد أنه يملك الكثير لإثبات ذلك، إن كنتم لا تثقون بما يقوله الجنوبيون، وأعتقد أيضا أن خبرته وتجربته في قيادة الحرب ستكون مقنعة؟! سكت وواصل حديثه.

المجتمع في شمال اليمن يُجَهَّل بشكل عجيب، وما يكاد يسمع خبرا من وسيلة إعلام  إلا ويصدق ما تقوله. ويبدو أن صديقنا الناخبي، الذي تعودنا قراءة تصريحاته العجيبة في زاوية بالصفحة الأولى لـ “أخبار اليوم”، وتلك المانشتات العريضة التي تفرد لها الصحيفة مساحة واسعة، قد عملت عملها هنا.

يتعجب لطرحك الكثيرون، ويخبرك أحدهم باستغراب أنه لأول مرة يسمع مثل حديثك عن القضية الجنوبية، ويرد عليك بقوله: “الناخبي أمين عام الحراك يخبرنا كل يوم أن الجنوبيين مع الوحدة، وأن ثورة التغيير وحدتنا، وأنكم ستشاركون في الحوار تحت سقف الوحدة”!! لا تعليق!

ينسى كثير من الناس اسم “الناخبي”، ولا يكاد يتذكرون سوى أنه يلقب بـ “أمين عام الحراك”، بحسب توصيف “أخبار اليوم”، المصرة على توزيع المناصب بالحراك لمن تشاء. ويجادلونك كما لو أن الناخبي أصبح بنظرهم الرجل الوطني الأول، وأن غيره بالحراك مسلحون وبلاطجة ومخربون، وغيرها من الألقاب التي توزعها باقي صحف “الإصلاح” على من تشاء هي الأخرى.

الجندي البسيط الذي ظهر في صفوف الحراك حاملاً سلاحه ويتوعد بطرد “المحتلين” مهما كلف الأمر (الحراك حينها كان في ربيعه الثاني)، وكان بلباسه العسكري يظهر وكأنه مستعد لقتال الشماليين دون تراجع، لولا تهدئة البعض له وتثقيفه بأهمية النضال السلمي. وليته كان يقتنع! ولن أستبعد أن أفكاره التي كان يطرحها تعد السبب لما طال أبناء الشمال البسطاء حينها في عدد من مناطق الجنوب.

لا يعقل أن ملامح من يرتدي الثياب الرسمية، والشعر المرتب على غير العادة، تبدو وكأنها ملامح الناخبي، الجندي السابق في الحراك، والمنضم أخيراً إلى صفوف الفرقة الأولى مدرع، والمشرف على كتابة تصريحات كتيبة الحراك المسلح من أحد فنادق العاصمة صنعاء.

يمثل القضية الجنوبية كل من يؤمنون بحق تقرير المصير وضرورة ردة الاعتبار للجنوب أرضاً وإنساناً. وأعتقد أن أقرب شخص ستجده في إحدى مناطق الجنوب لن يخبرك غير هذا.

ما حاجة علي محسن وجنوده في تمثيل القضية الجنوبية وهم يعتقدون أن الوحدة “فريضة شرعية” للحفاظ على غنيمة المتنصرين على “كفار” الجنوب؟!