fbpx
كيف ينظر الشعب الجنوبي للقضية الجنوبية ؟

كيف ينظر الشعب الجنوبي للقضية الجنوبية ؟

محمد بن محرم اليافعي 

إذا أرادت الحكومة اليمنية أن تقطع الطريق على كل دعاة الإنفصال ، فليس أمامها سوى طريق واحد ، وهو ” العمل على تحسين الوضع الاقتصادي وبشكل سريع ” .

وهذا تحليل بسيط لفئات الشعب الجنوبي أمام قضية الانفصال ، استنبطته من خلال متابعتي للميدان ، ولما يكتب في المنتديات ، ومواقع التواصل الاجتماعي ، ومن خلال ردات الفعل التي يبديها المجتمع الجنوبي تجاه المواقف السياسية ، سواء كانت سلبية أم إيجابية .

الجنوبيون أمام قضيتهم على ستة أقسام :

الفئة الأولى : فئة متعصبة فقدت مصالحها فهي تحارب من أجل استعادت تلك المصالح وقد ربما تكون مدفوعة من أطراف خارجية ،وهؤلاء لا ينفع فيهم الجدال والحوار والمناقشة وهي لا تمثل إلا نسبة 5% من الشعب الجنوبي .

الفئة الثانية : فئة متعصبة للقضية الجنوبية ، ولكنها تراعي مصالح الشعب الجنوبي ،فهي تعمل من أجل تحرير الجنوب على المستوى القيادي، وفي نفس الوقت لا تمانع استمرارية الوحدة اليمنية ، إذا ما كان هناك عمل حقيقي لحل الإشكاليات العالقة ،أو حتى العمل على إيجاد حلول جديدة للقضاء مرحليا على تلك المشكلة ، وهذه الفئة لا تمثل سوا نسبة 1% أو أقل من الشعب الجنوبي .

الفئة الثالثة : فئة مخدوعة ، تلدغ ثم تعود لتضع اصبعها في نفس الجحر الذي لدغت منه ، وهؤلاء يحتاجون إلى تبصير وتنوير بالطريق الذي تقودهم الفئة الأولى إليه ، وهم يمثلون نسبة 25% من الشعب الجنوبي ، وأغلب هؤلاء يقدمون بسرعة ، ثم يحجمون ، ثم يعودون من جديد ، وذلك لغياب الرؤية لديهم ، فهم أداة تحركها الفئة الأولى .

الفئة الرابعة : فئة صامتة ، مؤمنة بأن هناك ظلم على أبناء الجنوب ، ولكنها في نفس الوقت ، تعلم بأن هناك ظلم اسوأ منه على أبناء المناطق الشمالية ، وهذه الفئة في الغالب تلزم الصمت ، لأنها تعلم أن من ينصبون أنفسهم لقيادة القضية الجنوبية اليوم ، هم أنفسهم من مارس أشد أنواع الظلم على أبناء الشعب الجنوبي في الماضي ، ولا زالت نبرات صوتهم وكلماتهم التي تسقط منهم دون حساب ، تؤكد لهم أن هؤلاء لا زالوا ينهجون نفس النهج ،وخصوصا بعد التخبط السياسي الواضح ، والاختلافات التي يسمعون عنها بين الحين والآخر بين تلك القيادات ، وهذه الفئة تمثل نسبة 45% من الشعب الجنوبي .

الفئة الخامسة : فئة ترى أن الوحدة هي الخيار الأفضل ، دون أن تتعصب لها، وأن الانفصال دعوة للرجوع إلى الوراء بدلا من التقدم نحو الأمام ، وغالبا ما يكون مرجعيتها في مواقفها تجاه الانفصال مرجعية شرعية بحتة ، بعيدا عن العنصرية ، وتؤمن بأن الفساد مستشري في كل أنحاء اليمن ، ولا بد من إيجاد حلول واضحة وسريعة ، للقضاء على تلك الإشكاليات ، وهذه الفئة تمثل نسبة 20% من الشعب الجنوبي .

الفئة السادسة : فئة تتعصب للوحدة ، وتعمل ليل نهار للقضاء على التحركات الانفصالية ، وبالرغم من أنها تؤمن بوجود إشكالية لدى الجنوبيين ، إلا أن ارتباطاتها الحزبية ، ومصالحها الاقتصادية ،والتنكيل والعذاب والتهميش الذي نالها من قبل الحزب الاشتراكي أثناء حكمه للجنوب ، يجعلها ترفض الانفصال جملة وتفصيلا ، وهذه الفئة لا تمثل سوا نسبة 4% من الشعب الجنوبي .

من خلال التحليل السابق يتبين لنا أن غالبية الشعب الجنوبي ، ليس متعصبا للإنفصال ، وليس شديد الحرص على الوحدة ، وبالتالي تنحصر المواجهة ما بين الفئة الأولى والفئة الأخيرة ، والذين يتواجدون بين أبناء الجنوب بنسب قريبة جدا ، فأيمها أقدر على تحسين أدائه على الميدان ، باستطاعته جلب الفئة الأكبر إلى فكرته وطريقه .