fbpx
الحرية والاستغلال.. (بين القاف والغين)

 

صديق في وسائط التواصل أراد أن يضيفني إلى مجموعة يُطلق عليها (الحرية والاستغلال) ..اعتذرت له كما أعتذر لكل من يضيفني إلى أي مجموعة في الواتس أو الفيس لتكاثر هذه المجموعات كالفطريات، وقلت له بعد الاعتذار: إن اسم المجموعة خطأ، فالحرية والإستغلال نقيضان لا يجتمعان، وبالمثل الاستقلال والاستغلال..استغرب قولي ، فقال متعجباً: كيف يا دكتور..
فأوضحت له قائلا: لعلك تقصد الاستقلال وليس الاستِغلال، لأن الاستقلال،يعني التحرر من أية تبعية أو احتلال.. أما الاستغلال فيعني الاستعباد والاستبداد.. وكل ذلك اللبس لديك سببه أنك لا تفرق بين (القاف والغين).
وللأسف هناك كثيرون ممن لا يفرقون بين الغين والقاف، كما نقرأ مما يُكتب في وسائل التواصل، وعلى هذا النحو فلا فرق لدى هؤلاء بين (البغاء.. والبقاء) و(غالب وقالب) و(الفارق والفارغ) و(الباغي والباقي)..الخ.
ولكم أن تتصوروا أن أحدهم كتب لأهله معزياً بوفاة أحد أقربائه فاختتم رسالة التعزية بعبارة “البغاء لله” لأنه ممن لا يميزون بين الغين والقاف نطقاً وكتابة, فيكون بذلك قد كتب كلمة غير مستحبة والعياذ بالله.
ورحم الله الآباء والأجداد فعلى الرغم من حرمانهم من التعليم إلا أنهم كانوا يميزون في نطق حرف الغين بطريقتهم، حيث تحل محله الهمزة مع تفخيم تعويضي لأي حرف يليها في كل الكلمات والأسماء والأفعال، فيقولون: آلِب: في غالب, والصَيَّاء: في الصَيَّاغ, وأصَّان: في غَسَّان, والمأرَم: في المغرم, وإِدوَه: في غدوة أي الغد, وتَمَرَّأ: في تمرَّغ, وأَنَم: في غنم, وأُصن: في غُصن، وألقة: في غلقة، وإرِقْ: في غَرِق…الخ.
فهل لنا أن نحسن تعلم لغتنا والتفريق بين نطق وكتابة الأحرف بطريقة صحيحة حتى لا نقع في الخطأ؟!!..