fbpx
يؤيدون الرئيس هادي ودول التحالف في الظاهر فقط !!

منذ أن تم الانقلاب على سلطة الرئيس هادي وما تلاها من حرب أخذت منحنيات واتجاهات متعددة ! حرب كانت الأطراف المتصارعة فيها داخليا جميعها تسعى وبطريقة ذكية كيف من خلالها يتم استبعاد الرئيس  هادي مع الحفاظ على أطراف جنوبية تكون واجهة وبديل للرئيس هادي

حتى يتم العزف على أوتار” الوحدة اليمنية” والحفاظ عليها ! كل قوى النفوذ كانت شبه موحدة ومجمعة تجاه إزالة الرئيس هادي من هرم السلطة وذلك للحرج الكبير الذي كانوا يقعون فيه في كل مرة يتم التطاول والاستهتار بالرئيس الذي بمجرد انه ينتمي إلى الجنوب كان ذلك يزعجهم جميعا !

 إلا أن الأطماع الكبيرة للحوثيين في السيطرة على الحكم أحدث بعض التراجع لبعض قوى النفوذ والادعاء من انهم يؤيدون الرئيس هادي ! هذا بعد أن اجتاح الحوثيين العاصمة صنعاء فكان لتلك القوى أن تدعي مساندتها للشرعية…

 ثم تراجعت تلك القوى بعد أن وضع الرئيس هادي والحكومة تحت الإقامة الجبرية ! وفجأة حين تمكن الرئيس من الهروب إلى عدن مارست تلك القوى لعبتها الجديدة القديمة التي كانت تحسب هادي جنوبي واصبح في الجنوب ! وحين اجتاح صالح والحوثيين الجنوب  وهروب الرئيس إلى ” المملكة العربية السعودية” أخذت الأحداث بشكل عام منحنى واتجاهات أخرى تتمثل في إعلان ” عاصفة الحزم” في تحالف عربي مؤيد للرئيس هادي وشرعيته

يومها انضمت كثيرا من قوى النفوذ حتى المعادية علنا للرئيس هادي !

 انضمت وأعلنت تأييدها لعاصفة الحزم وشرعية الرئيس هادي ! هكذا ظلت قوى النفوذ والأحزاب الشمالية تمارس عملها السياسي الموجه أصلا تجاه الجنوب ورأت أن من الضروري أن تعلن في الظاهر تأييدها لعاصفة الحزم وشرعية هادي وفي الباطن تمارس عكس ذلك !

وهذا بالتأكيد  كان مؤثر جدا سوأ على العمل العسكري أو السياسي! واستطاعت تلك الأحزاب أن تقلل من شأن وأهمية قرار مجلس الأمن الدولي 2216 الذي ينص بصريح العبارة على الدانة الانقلاب وضرورة أن يسلم الانقلابيين السلاح وتعود سلطة وشرعية الرئيس هادي إلى اليمن …

 من جانبها واصلت دول التحالف العمليات الحربية والتزمت بالمفاوضات السياسية ! وحتى هذا اليوم الحسم العسكري أثرت عليه تلك القوى والأحزاب الشمالية ! واستطاعت أيضا أن تجعل من المفاوضات طريقة أخرى لمحاربة الرئيس هادي للسبب نفسه ألا وهو انه ” جنوبي”

هكذا اصبح المشهد الحربي والسياسي في اليمن مُعقد ! والسؤال يقول… بعد أن وصلت الأمور إلى ماهي عليه ! هل الرئيس هادي لم يفهم مؤامراتهم التي يتفقون فيها جميعا على إزاحته من المشهد السياسي ! بطريقة تضمن لهم شرعيتهم الباطلة في الجنوب !

لا اعتقد أن الرئيس غافل عن كل هذا  ! لكن لا اعلم كيف يفكر ! كما أن الشق الآخر من السؤال… يقول هل دول التحالف بجيوشها واستخباراتها لم تفهم توحد وعمل القوى والأحزاب السياسية الشمالية ضد دول التحالف وعملياتها العسكرية في اليمن ! وهل ستسمح دول التحالف بكذا عمل حتى يصبح بالفعل استحالة الحسم العسكري وربما إلغاء وأبطال القرار 2216!

 ليصبح في النهاية انتصار الانقلابيين والاعتراف بهم امر واقع وخروج هادي من المشهد السياسي ! لتفقد دول التحالف الشرعية في مواصلة أي أعمال حربية ! التي بالتأكيد هي أعمال عسكرية مُعلن عنها أنها ليست فقط لدعم شرعية الرئيس هادي أنما أيضا بدرجة أساسية لحماية دول المنطقة وامنها القوى من التوسع الإيراني وغيره !

 كل هذا قد تتلافاه دول التحالف في حالة فقط ! ألا وهي إعادة النظر في عملها العسكري والسياسي في اليمن بشكل عام وفي الجنوب بشكل خاص ! فالجنوب دولة وشعب ويعلق آمال كبيرة على تلك الدول في دعم استقلاله واستعادة دولته وعاصتها عدن! التي ستكون شرعيتها اقوى من شرعية أي رئيس في الحفاظ على الأمن القومي العربي  والأمن القومي الخليجي بشل خاص  !