fbpx
هل يعي الجنوبيون خطورة مرحلتهم!!!؟

في الأيام القليلة الماضية تلقيت عدة دعوات من زملاء أفاضل في الجنوب لغرف حوارية لاستخلاص دروس وعبر وتشكيل رأي يتم تبنيه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في الجنوب والوصول به لبر الأمان وعودة دولته .

في الحقيقة اعتذرت في البداية ولكن الداعي أُصر علي وأفاد بأن المشاركين يمثلون نخبة جنوبية تتطلع لإيجاد حامل سياسي ، هنا أنا تحمست للمشاركة ودخلت معهم بالنقاش وأنا كُلي أمل للبدء بمرحلة جديدة لنُقدم للشعب الجنوبي مشروع شامل جامع يأخذ بالاعتبار كل المشاريع التي تم مناقشتها وإقرارها سواء مشروع الجفري البيض أو توصيات ورشة الأكاديميين التي عقدة في جامعة عدن يومي 29-30 مايو الماضي والتي أرى بأنها بالفعل تحقق طموحات الشعب الجنوبي ، لذلك اقترحت على تلك النخبة بأنها ليس بحاجة لاختراع العجلة من جديد وإنما فقط موائمة ما تم طرحه من مشاريع ببوتقة مشروع واحد وتتكفل تلك اللجنة بعرض ما تخلص أليه لكافة الأحزاب والتيارات والمكونات ومؤسسات المجتمع المدني والنقابات لأخذ موافقتها عليه والعمل على تطبيقه على أرض الواقع كنوع من المبادرة لاختطاف الاستقلال للجنوب .

ولكن مع الأسف الشديد اتضح لي جلياً وبما لايدع مجالاً للشك بأن هناك من يضع العُصي وليس العصاء في دواليب أي تحرك أو جهد يمكن أن يُسْفِر عن تحقيق أُمنية الشعب الجنوبي .

لذلك أنسحبت من تلك الغرفة لكي أتمكن من تشخيص الواقع بهدوء و أنقمست بكل زواياه ، وبعد تفكير عميق وربط كافة الخيوط وصلت لنتيجة كان لابد لي كأحد المهتمين بالشأن الجنوبي أن أضعها أمامكم لتتخذوا قراركم المصيري بها فأنتم أصحاب الشأن وأنتم من يقرر ذلك لإنقاذ بلدكم من محنته المستمرة لأكثر من ربع قرن ، أنتم وحدكم ولا أحد غيركم من يقرر مصيره ومصير مستقبل شعب كامل ذاق الأمرين من إرهاب وقتل وتدمير وتشريد وفقر .

لذلك أقولها ناصحاً مخلصاً بها أمام الله وأمام شعب الجنوب والتاريخ ليسجلها علي ، هناك عدة مشاريع دولة تم تقديمها ولكنها لم ترى النور لعدة أسباب منها ماهو داخلي يتبناه أصحاب النظرة الضيقة والمُستفيدين من الوضع القائم ويسمونهم تجار الحرب أوتجار الموت ، وهناك أصحاب الأجندات الإقليمية الذين يخشون من دولة جنوبية ذات سيادة ديمقراطية تعددية ،هؤلاء الذين يسعون جاهدين بعدم استقرار الأوضاع والشعب الجنوبي بلاشك براء منهم .

أن الخيار الذي يفرضه الواقع وهو خيار الالتفاف حول مشروعي الجفري البيض وتوصيات ورشة الأكاديميين هاذين المشروعين هما من سيجلب لكم عودة دولتكم المُختطفة.

نعم هذه الحقيقة والنتيجة التي توصلت لها بعد دراسة الموقف الجنوبي من عدة زوايا ومشاريع ومبادرات تم إقرارها ولكن لم يتم تنفيذها ، وعليه فأني أدعو كافة أبناء الجنوب وقادة المقاومة الجنوبية الباسلة بأن يتبنوا هذين المشروعين والقيام فوراً بتكليف حزب الرابطة واللجنة التحضيرية لورشة الأكاديميين بالبدء فوراً بتشكيل لجنة مُشتركة لموائمة مشروعيهما وتنفيذه على أرض الواقع بدلًاً من البحث مُجدداً عن مخرج لإنقاذ الجنوب وشعبه .

لذلك أدعو كل التيارات والنقابات والأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني وكافة الفعاليات واتحادات الطلبة بأن يبادروا فوراً بإصدار بيانات التأيد والمؤازرة لتحقيق ذلك ، واعتبار هذه المرحلة مرحلة انتقالية سيعقبها في حال ما أذا نجح القائمين على ذلك المشروع بعودة دولة الجنوب إقامة انتخابات تشريعية تتشكل بعدها حكومة وفاق وطني تستكمل مُتطلبات عودة دولة الجنوب .

أما غير ذلك فيؤسفني القول بأن مأساتكم ستطول سنوات ولربما لعقود طويلة لن يكون بها رابح إلا تجار الموت.

فهل يفعلها شعب الجنوب ويترفع على جراحه ويتبنى مشروع الجفري البيض وتوصيات الأكاديميين ؟

هذا ما أمله.