fbpx
أين شرعية التحرير؟

 

عزيز العيدروس
وجدنا ثوار أبينا الذل قدمنا الكثير وصالينا الأمرين وضحينا باغلی مانملك ولسنا هنا في صدد سرد تضيحاتنا فالشواهد مرسومة في تقاسيم وجوهنا وآثار جراحاتنا تطالعونها في محيا كل ثائر جنوبي اصيل، ويبرزها الدور المتقدم الذي بلغته ثورتنا الجنوبية الحالية،، ونعلم بل ولا ننكر تضحياتكم الجسام ونصيبكم الأكبر الذي تحملتوه مما جعل منكم وباجماع شعبي تحضون بوفاء الشعب الثائر بتتويجكم كرموز لحمل المشعل الثوري من قيادات وعناصر ناشطة لها نقلها في ركب ثورتنا المباركة صوب تطلعاتنا المصيرية المتمثلة في الخلاص من نير الاحتلال وانتزاع حريتنا المنشودة.
انسلاخكم اليوم من صف الجماهير وانتباذكم مكانا” قصيا لن يولد اليأس فينا بل علی العكس يزيدنا اصرارا” للمضي قدما” ويثبت جدارتنا في تحمل الصعاب، وبرهنة صلفنا في استيعاب وتجاوز شتى المنعطفات التي وضعناها في الحسبان مسبقا”.
لسنا من يتسرع في إطلاق عبارات التخوين أو توزيع صكوك الوطنية -كلا – بل تفائلنا استبشارا” من باب الظن بالخير لعلها خطوات علی المسار الصحيح وان كانت خيارات انفرادية لاتتوافق وتطلعات ونهج الشعب ذات المبدی الأحادي المستحيل تغييره، إلا أن صمتكم المطبق وفي ظروف كهذه يمر بها الوطن بل وافعالكم الدالة علی اثباط معنويات الجماهير وقتل الحماس الثوري المزروع في نفوسهم جعلكم في دائرة الشك أن لم نقل نرتجي ادواركم الإلزامية المناطة بكم كقادة وكوادر انتقاكم الشعب لتسهمون بدفع ركب الثورة وبمسارها الصحيح والی الإمام..

قد تبادلونا نفس التساؤلات وترتجون من الجماهير الثائرة أن تأزركم ليثبت لكم المقام لنتمكن جميعا” من بناء الوطن المنهك ، كما أسلفت الشعب لن يفقد الثقة فيكم مطلقا” ولكن قصور سياساتكم -أن صح إطلاق المصطلح عليكم- كان السبب الأكبر في سقوطكم شعبيا” من عيون الجماهير يوما” بعد يوم ،ونفور الجماهير انتم زرعتوه لعدم مشاركتكم الجماهير ولو بالايحاء انكم علی نفس الهدف ماضون ، نعم معاناة الشعب في الجنوب والمراحل المعقدة التي تمر بها ثورته المباركة قد جعلته شعب متفهم لمجريات الأمور ولكن تشبثكم بالمقاعد دون حراك واسهام بأي نقلات نوعية كان المفترض بحكم مكانتكم أن تقومون بها وتصب مصلحتها لحساب الوطن المسلوب والشعب المنهك المتطلع لكل خطوة ولو قصيرة تقرب المسافة المسلوكة علی درب الحرية.
الوقت يمر عصيبا” ولازالت فرص قريبة سانحة أن تودون اقتناصها لتحظون بالمكانة التي بوئكم إياها الشعب، وأن كنتم بظروفكم الحالية تظنون بأنكم قد بلغتم الغايات فالشعب ليس له غاية غير تلك التي كان يشاطركم إياها قبل انسلاخكم ولن تثنيه الخطوب عن بلوغها وسيخلق رواد ورموز من صفوفه لحمل المشعل الثوري عوضا” عنكم.