fbpx
احتدام الصراع يضيع الوصول للأهداف

يبدو حمار الوحش مستسلما، عندما رأى الفهود حوله، وعن يمنيه وخلفه، وبسهوله تم طرحه أرضا، وبدأ الفهد في الانقضاض على رقبته، ليضع النهاية لحركته، ويبدأ في أكله، قبل أن يشرع في ذلك جاءت الفهود لتأخذ حصتها من الفريسة، للأسف ليس هناك لغة للتفاهم والتقاسم بين الفهود، فلكل يريد أن يأخذ الفريسة كاملا….
احتدم الصراع بين الفهود الشرسة، وبدء كل فهد بالانقضاض على أخيه، اشتد الصراع، وحمار الوحش ساقطا في الأرض، لم يصدق هذا الحمار أن يجد فرصة للهروب، بدأ بالانسحاب مودعا المكان، لم يهرب خلسة، ولكنه وقف أمام الجميع ينظر في قطيع من الفهود تتقاتل، ولى هاربا، وذهب بعيدا، ونجا بنفسه، ولا زال قطيع الفهود لم يبرح المكان، فيعراك خطير ومخيف…
هــذه الصورة لا تبعد تماما لحال العرب في حياتهم السياسية، والإدارية، والدعوية، والاقتصادية…لغة الغاب هي السائدة في المؤسسة العربية…
فالمؤسسات تعج بالصراع، والعراك، والتحريش، ولم يعــد أحد يفكر في نجاح المؤسسة، بقدر تفكيره في إسقاط خصمه، وهزيمته….
حالة العراك تعتبر مخرج من مخرجات اللا وعي، وحالة الحرب السياسية والإعلامية تجسد أزمة غياب الثقافة، فالمجتمعات الراقية يقبل بعضها بعضا، ويتم التعاون مع الكل من أجل مصلحة الكل، ويتم التفريق بين الخصومة الشخصية والخصومة المؤسسية…
مخرجات الخلاف الذهني والفكري والسياسي، وصلت إلى التشوية الإعلامي، ثم استكمل صب الزيت على النار، بحروب حقيقية ، ودماء وأشلاء، وتهجير ، سببها خلافات وهمية، ويقودها أناس ينتمون إلى فصيلة اللا وعي….
سيستمر التخلف عن بلوغ الأهداف لأن أهدافنا ليس في تطوير ذاتنا بقدر ما هي بتصفية أحقاد كامنة في نفوسنا ، وفي الحديث ( أن الشيطان أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن بالتحريس فيما بينهم …) .


د.عبد المجيد العمري