fbpx
من يطمع بالفوضى سيحصد الندم ، و من عاش خبّر!

تسير السياسة و يسير بعدها كل شيء ، حتى عندما تسير السياسة بخطوات الإوزة ، تجد الفراخ الصغار نفسها مقلده مشية الإوزة في خطواتها.

هكذا تسير السياسة ، و يسير بعدها كل من على وجه الارض ، من أوضاع اقتصادية و اجتماعية و ثقافية.

و في حياتنا صادفتنا احزاب سياسية ذات توجه يساري ، مقلدة احزاب تنتمي للشيوعية ، فسار ورائها كل شيء من افكار و تقاليد و اساليب حياة ، فأعطت المرأة الحرية و شجعتها للمشاركة في العمل الاقتصادي و ارتقت المرأة إلى أعلى المنابر القضائية و السياسية و لكن في الأخير تم أرجاعها إلى بيت الطاعة ، كما تم تصفية كل الطبقات الوسطى من العمل ، و سرحت الطبقة الوسطى و أصبحت التنمية يرثى لها لأنها أصبحت مشردة و مخنوقة بجلابيب التخلف.

جاء ذلك بعد أن قامت الاشتراكية بدورها التاريخي ، ثم انتهى امرها ، و حلت بعدها الاحزاب الدينية ، فانقلبت اوضاع البلد رأساً على عقب و اصبح ما يطلق عليه ( ذقنستان ) سيد الموقف السياسي و الديني ، و تم محو كل الاثار التي خلقها التيار اليساري ، و غدا الجو مناسباً لمن يطيل لحيته و يدهنها بمصبوغ الحناء .

سأل ذات مره احد الصحفيين الهنود أحد الكهنة الهنود ، عما حصل في حياته ، و كيف تحول هذا الكاهن من رجل تعيس لا يجد قوت يومه إلى انسان ترفل حياته بالثراء ، و تمكن من دخول نادي الاغنياء فأجاب الكاهن الهندي اجابة مختصرة مؤداها انه لم يفعل شيئاً أو خطط لمعجزة تنقله من حالة الفقر إلى حالة الثراء ، بل عمل شيئاً بسيطاً وهو أنه قام بدهن لحيته بالحناء ، فأحمر لونها فسار الثراء بعده كالأعمى ، وغدا الكاهن ثرياً جراء طلي لحيته بصباغ الحناء ، و من ذلك الحين أطلق عامة الهنود على الكاهن ذقنستان صاحب النعمة.

و عندما اقتصرت المقاومة في عدن ، وبرزت شخصيات وطنية ، بنقاوة المقاومة ، وجدارتها في تحقيق النصر مثل الشاب شلال علي شائع و عيدروس الزُبيدي ، و إلى جانبهما كل من اللواء احمد سيف اليافعي و الشهيد اللواء جعفر محمد سعد محافظ محافظة عدن ، و معهم الالاف من الذين ساهموا في تحقيق النصر في عدن و حين بدأت عجلة الاستقرار تنمو و تشق طريقها ، هاجت عليهم الدنيا ، وحاول الحاقدون ان ينصبوا لهم الكمائن ، و يحولوا دون تطور ادائهم السياسي و العسكري ، و بدأوا في الأخلال بالوضع الأمني بينما الرموز الوطنية ماضون في تحقيق الأمن و الاستقرار بعدن ، رغم العثرات و الكمائن التي نصبت امامهم ، والتضحيات التي تحملوها سواء من خلال اغتيال اللواء جعفر محمد سعد أو المحاولة الفاشلة ضد اللواء احمد سيف اليافعي و الشاب شلال علي شائع كل شيء يسير وراء السياسة ، و طالما هناك استقامة في السياسة ، فالنتيجة الاجتماعية و الاقتصادية تكون رابحة ، والسياسة ذات الاتجاه السليم تنتج تغيرات اقتصادية سليمة ، وكلما نضج القادة في تأدية دورهم السياسي ينضج معهما المجتمع فالقيادة السلمية تنتج مجتمعاً سلمياً.

و كل استهداف للتوجه الوطني و محاولة تغيير وجهته الوطنية الى نواحي تضر بالسكينة العامة و عدم الاستقرار ستتحول الى ما يشبه اذغاث الاحلام ، و سيتحول المستهدفون الى مروجي اعلام لبيع اهداف تأمرية لن تنال من الوطن شيئاً بل ستجعل منهم موميات ، محضره لاعلان شهادة وفاتها.

و السياسة في كل الاحوال هي فن الممكن بل هي الممكن و المستحيل عندما تكون لصالح المجتمع و تطوره ، و خلاف ذلك الفشل الذريع ينتظرها .

و من كان عدواً للاستقرار و امن بلاده سيظل في نفس الوقت عدواً لنفسه و لاهله و لوطنه ، و ستحضى عدن بالتطور المستديم و سيقوى ساعدها و ستهزم من يحاول ارجاعها للوراء … و سوف تنتصر دوماً و سينعم اهلها بالامن و الاستقرار و الرفاهية .. و من عاش خبّر.