fbpx
أمثالها من يستحقون الاحترام!


بقلم/ علي منصور أحمد

حين استعان بي أحد الدبلوماسيين الجنوبين سابقا واللاجئ السياسي حاليا في فرنسا بمساعدة أبنته المتفوقة في دراستها التي ترغب مواصلة دراستها العليا في القانون الدولي بجامعة السوربون الشديدة في إجراءات القبول , ومنها الرسوم العالية لغير حملة الهوية الفرنسية ، بحكم معرفته عن علاقتي ببعض الساسة والإعلاميين الفرنسيين , خاصة وانه لا يقدر على دفع تكاليف المقعد , المالية العالية ، ولان ابنته لم تنال الجنسية الفرنسية بعد , رغم استيفاءها لشروط الجنسية ومازالت قضية منحها الجنسية مؤجلة في المحكمة الدستورية الى شهر يوليو القادم , الذي من المتوقع الموافقة على طلبها كما طمنهم محاميها.. بسبب تشديد الإجراءات الامنية والدستورية التي اتخذتها الحكومة الفرنسية تجاه المهاجرين بعد أحداث باريس الارهابية الاخيرة وتداعياتها على الجاليات الاسلامية وفي المقدمة اليمن الذي تلقى الارهابيين المنفذين للهجمات تدريباتهم في اراضيها.

استعنت بالسفير السابق لدى اليمن الصديق العزيز “آلان جوبية” المستشار الحالي بالخارجية الفرنسية لشؤون الجزيرة والخليج الذي رحب باتصالي به وبمساعدتها من جانبه ، ولكنه دلني على السيدة “نجاة بلقاسم” وزيرة التعليم العالي الفرنسية ذات الاصل المغربي الأمازيغي ووعد ان يطلعها قبل اتصالي بها .

حين اتصلت بها ردت علي شخصيا دون سكرتير او مراسيم او اوصياء مقربين , مرحبة بي بكل سرور وحين تحدثت معها ببعض الكلمات الأمازغية شعرت بارتياح بالغ عن إجادتي لها ، مؤكدة أن سعادة السفير قد سبقني واطلعها بالقضية وقالت لي طمئن عائلتها أنني سأمنحها توجيه استثنائي طالما قضيتها سينظر فيها في يوليو على أن تدفع وديعة رمزية مؤقته من كلفة الرسوم كضمانة مالية محتسبة لدى الجامعة , حتى تفصل المحكمة في جنسيتها وحددت موعد يوم غداً بمقابلتها في مقر أقامتها في فندق (روثلين تشاروليه) الذي تتخذ منه مقرا لمزاولة مهنة المحاماة , مهنتها الحقيقية.

تمت مقابلتها برفقة محاميها وملف قضيتها بكل سهولة ويسر , واتخذت الإجراءات بحل مشكلتها وخلال يومين سجلت ضمن المتقدمين للعام الجامعي الحالي كفرنسية الجنسية!
هذه حكايتنا مع الوزيرة الفرنسية ذات المكانة العالية في مجتمعها المتحضر .. وثقافتها العلمية الرفيعة ولطافتها الودودة .. وتواضعها مع الناس!

وعندما استجار بي أحد الاصدقاء الأعزاء بالتدخل لوقف جشع جاره (الوزير اليمني) حاليا , الذي بسط على عشرة متر من أرضيته التي اشتراها بحر ماله ووثائقها مشروعة ومستوفاه وتقدر مساحتها ٢٥٪٢٠متر وضمها سطوا الى حوش الارض التي بسط عليها دون اي وثائق تذكر, والتي تقدر مساحتها ٦٠٪٤٠متر وبعد أن طلبني لزيارتها برفقته ، كانت الصدفة أن التقينا احد أولاد الوزير المحترم وعندما تكلمت معه في شكوى جارهم , قال لي والله الامر بيد الوالد(الوزير) لأنه هو من اشرف على بناء السور شخصيا ولا نقدر نتدخل دون اي توجيه منه.

ووعد أن يبلغه الليلة ولكن نصحني بأن اتصل به شخصيا بحكم معرفتي له.

وتقديرا لصديقي العزيز وجاره الكريم , صديقي (الوزير) وبحكم علاقتي المتميزة بهذا الوزير (المحترم) حاولت الاتصال به عدة مرات ولم يرد وامطرته بعدة رسائل طالبا منه التدخل لمنع حدوث أي فتنة مع جاره وما قد يدفعه الامر لأسترداد حقه بأي طريقة ومنها اللجوء للقوة أن تعذر ذلك لا سمح الله.

وعلى الرغم من أنه كان هو أكثر من يتصل بي بمناسبة ومن دون مناسبة .. لكن الغرور والكبرياء والاستخفاف بأدمية وحقوق الاخرين والجشع والطمع والأنانية المغيثة منعته حتى من الرد على اعز أصدقاءه .. ويا ريته كان استجاب وسمع نصحي له لما جرى ما جرى.

أمس أبلغني صديقي العزيز أنه اضطر ( للدعشنة ) وقام وأقرباءه باستخدام حق الفيتو .. واحضر عدد من الشيولات “البلدوزرات” وقام بتسوية سور وارضية الوزير المحترم مع الارض .. دون أي مقاومة تذكر من حرسه المدججين بالأطقم والأسلحة الخفيفة والمتوسطة وفرض سيطرة تامة وأمر واقع جديد .. وقال لي أنه ابلغ أصحابه يبلغوا وزيرهم  ( ان الدور دوره يتشكى الان) او يسوي في بندقه ثور ويخندقها !

قد لا تنهضم لكم حكايتنا الاولى مع الوزيرة الفرنسية , أو قد تبدو نسجا من الخيال , نتيجة لواقعنا المؤسف والمؤلم , وهذا من حقكم , لكنني على يقينا تاما , من أن البعض منكم قد سمع أو أطلع أو علم بحكاية الوزير المحترم التي ما زالت ريحتها طرية وصارت حديث المقايل والمنتديات العدنية.
هذه هي حقيقة وضعنا المزري , وحكايتنا ومأساتنا مع وزراءنا وثقافتهم الهابطة , الذين لا يعون مسؤولياتهم الوطنية , ولا يحترمون معاناة وهموم الناس .. بل ولا يحترمون حتى أنفسهم .. اللهم لا شماته