fbpx
الكرامة صناعة (ضالعية)..

” المجد يشرق من جبين صمودكم ،ومن قطرات الدم يولد الشرف الرفيع!..”..
(الضالع) ترابها مهد الشرف ،وجبالها حبلى بالكبرياء،وتتوسد العزة ،وتتدثر بالشموخ،ويأبى اهلها الانحناء للمذلة ،ويموت رجالها كالأشجار واقفين ،وتودع نسوتها آبائهن وأزواجهن، وأبنائهن بأهازيج النصر،ويستقبلون جثامينهم بالزغاريد ،والصبر،ويهدين أطفالهن البندقية ،ويوصوهم بالتضحية ،فكل أسرة تشعر بأنها ناقصة إن لم تمنح الجنوب شهيدا!..إن كانت (عدن)مدرسة الرجال ،فلم يعد بيننا من يساوره شك بأن الكرامة صناعة (ضالعية)..

كانت (الضالع) من أول المحافظات الجنوبية التي رفضت الاستسلام للواقع المر،وأن تسير ليلتنا بجانب حائط سلطتهم العنصرية ،وكان اهلها من اكثر الكافرين بثوابت وحدتهم المقدسة ،والثائرين على سياسة الاصل ،والفرع ،وثقافة القطيع ،وكرهوا ان يعيشوا ناقصين، ومواطنين من درجة عاشرة ،وقرروا مقاومة نظام (صالح)، و(خبرته) في قمة عنفوانه ،وبطشه!..

فمنذ عام 2007م وجمهورية الشمال كلها على (الضالع) ،وكانت في نظر ساستهم ،وجنرالاتهم ،ومشايخهم ،ونخبتهم، وإعلامهم ،وذيولهم ،ومرتزقتهم محافظة جذورها انفصالية ،ومنذ ميلاد حراك الجنوب ،وأبناؤها يدفعون ثمن ايمانهم بالقضية الجنوب وحقوق شعبه،وكان زيود دولة (صنعاء) يدركون قيمة رجالها ،ومكانتها كخاصرة الجنوب ، فقرروا تعزيز احتلالهم لها ،واستوطنتها معسكراتهم ،ومن السخرية ان رياح ربيعهم اليمني ارسلت (ضبعانهم) الى (الضالع) لكي ينتقموا من كبريائها ،ويصفوا حساباتهم مع شرفائها ،وإجهاض حراكها ،فأمر عسكره بالعربدة في شوارعها ،وسحق منازله ،فلم تسلم من حقدهم مضاجع الاطفال او تنجوا من انتقامهم مجالس العزاء، برغم فضاعة جرائمهم ،وبشاعة وحشيتهم ،ظلت نخوة اهلها حية،وعيون اطفالها تنظر الى السماء!..

لقد اقسمت (الضالع) منذ بداية هذه الحرب المفروضة على الجنوب ،بالا تنحني لغير خالقهم ،واختار رجالها، وحرائرها، وشيوخها، واطفالها الشهادة على ان تدنس جحافل الاحتلال ،وعصابات الشمال ارضها..ان المدينة التي يشتري اهلها رصاص بنادقهم الشخصية من قوتهم اليومي،وحليب صغارهم ،ورب الكعبة عظيمة ،فلا حياة كريمة بغير شراب الحرية!..
المواقف الصعبة تظهر معادن الرجال..مقولة اثبت صناديد (الضالع) صحتها ،ففي ذروة المحنة ،وسكرات الانكسار التي عاشها الجنوب بداية الحرب ،كانت(الضالع) تخوض معارك طاحنة ،وتتحدى وحدها تقريبا (ضبعان)، وألويته، وجنوده ،ولم تهز ميليشيات (حوثيهم)، وجيوش(عفاشهم)،وحرسهم الجمهوري ،وقوات (احمد)الخاصة ،وطابورهم الخامس شعر في جبهتها ،ومر اكثر من شهر،ولم تتزحزح اقدام شجعانها مقدار ذرة ،ومازالت صامدة ،ولا نحسبها ترفع الراية البيضاء ،وان ابيدت عن بكرة ابيها.!.

ان كانت عاصفة الحزم قد قلبت الطاولة،وجعلت كثيرين يراجعون حساباتهم ،ومواقفهم من الشرعية ،فإننا نعتقد ايضا بان صمود (الضالع)كان لحظة فارقة ،وشد من ازر المقاومة الجنوبية ،وكما نعتقد بان بسالة صماصيمها قد اثارت الغيرة في النفوس كثير من المناطق ،وجعلت رجالها يشعرون بالحرج، فحاولوا ترميم مواقفهم ،وصفوفهم ،ولكن ليتهم جميعا تعلموا جيدا من درس صمودها!..
صمود(الضالع)،وهي اول خطوط المواجهة ،ومقاومتها برغم كل مآسيها،واستشهاد خير رجالها،وزينة شبابها ،ونزيف جروحها،وحصار سكانها ،وانين انقاض بيوتها بمثابة مصدر فخر لكل شعب الجنوب ،ويجعلها اسطورة بكل ما تعنيه الكلمة ،وستخلد تضحياتها في صفحات جنوبنا،وجدران كبريائنا بحروف من دم ..