fbpx
الارصاد الجوية اليمنية الشمالية لم ترصد قدوم العاصفة

مثلما شكلت حرب أكتوبر ١٩٧٣ مفاجأة للمرة الأولى لإسرائيل والحظر النفطي التي صاحبها مفاجأة للدول الصناعية خاصة الأوروبية فأن عاصفة الحزم كانت مفاجأة صادمة للحوثيين وجماعة صالح لم تتوقعها وتأخذ في حسبانها بإمكان حدوثها ولكنها حدثت وأوقفت أحلام الحوثيين بالسيطرة على الجنوب واحتلاله مثل ما قام به حليفهم صالح باحتلال الجنوب في صيف ١٩٩٤ ؟

ولعل السؤال المطروح لماذا قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تدخلت في مارس ٢٠١٥ ولم تتدخل في مايو ١٩٩٤ ؟ هل لان طبيعة التهديد يختلفان في الحالتين في مارس ٢٠١٥ كان التهديد مباشر يمس الأمن القومي الخليجي والعربي للعلاقة التي تربط الحوثيين وصالح بإيران علاقة عقائدية وسياسية بالأولى وتكتيكيا بجماعة صالح، وربما أيضا لان المملكة والإمارات العربية المتحدة لم تكن في ذلك التاريخ تمتلكان الجاهزية العسكرية والجرأة السياسية لصانعي القرار في التدخل في عام ١٩٩٤ كما هو في ٢٠١٥م .

وفعلا للمرة الأولى اكتشف العرب المعدات العسكرية الهائلة والعناصر البشرية المدربة التي تقود أحدث الأسلحة من الطيران الى بقية المعدات هي بامتياز تدار من قبل قوات التحالف وهذا يدحض الصور التهكمية من كاريكاتير وتعليقات مسيئة للخليجيين والعرب في الصحافة الغربية في حرب ١٩٦٧ وحرب تحرير الكويت ١٩٩١م .

نقطة تحول كبرى سجلت بالتدخل الخليجي لإنقاذ اليمن من التمدد الفارسي على الحدود الخليجية في حرب ١٩٩٤ اكتفت دول مجلس التعاون الخليجي بإصدار بيان أبها وبمبادرة مع مصر الى استصدار قراري مجلس الأمن الدولي لعام ١٩٩٤ والدعم المالي المباشر لشراء الأسلحة  الذي سلم لبعض القيادات  في عدن التي لم تصرف بالكامل لصالح الدفاع عن الجنوب .

اما هذه المرة في مارس ٢٠١٦ بسبب تهديده المباشر للأمن الخليجي والقومي العربي فان المشاركة كانت شاملة وقوية من التدخل العسكري الى الدعم السياسي والدبلوماسي للشرعية الدستورية أكاد أقول بدون حدود وقيود كل الشكر والعرفان بالجميل يجب توجيهه الى القيادة السعودية المتمثّلة بالملك سلمان وللقيادة الاماراتية لأبناء الشيخ زايد بن النهيان ولبقية قيادات التحالف العربي للدور الذي قاموا به في الدفاع عن اليمن وبداية تفهمهم للقضية الجنوبية وحماية الأمن القومي العربي والخليجي من التمدد الفارسي في الجنوب العربي والجزيرة العربية .

في الخلاصة :- اكثر الأمور أهمية وحيوية الان كيف يمكن لدول التحالف الحفاظ على الانتصارات العسكرية التي تحققت في ردع الحوثيين وصالح ومدى قدرتهم في مواجهة الحملات  الإعلامية التي تلبس ثياب حقوق الانسان والدفاع عن المدنيين لإيقاف الحملة العسكرية قبل تحقيق كامل أهدافها ليتم بعد ذلك بناء ما دمرته الحرب بمساعدة جميع الأطراف الدولية .

المخاوف دون شك تنتاب البعض وانا واحد منهم ان مرحلة ما بعد نهاية الحرب تشبه ما حدث بعد نهاية الحظر النفطي وحرب أكتوبر بنتائج لا تساوي حجم التضحيات الجسيمة والمكلفة لجميع الأطراف وعلى جميع المستويات من قمة النشوة بالانتصار الى خيبة الأمل من النتائج التي قد تكون اقل من التوقعات او الطموحات .