fbpx
اتحدوا أيها الجنوبيون واثبتوا على أرضكم

أيها الجنوبيون .. لقد حققتم النصر المؤزر ببسالتكم وصمودكم الأسطوري أمام جائحة الغزو الحوثي – العفاشي الذي أراد قبل عام مضى أن يكرس الاحتلال للجنوب للمرة الثانية بعد حرب اجتياحها واحتلالها صيف 1994م، ولن ننسى في هذه المناسبة مؤازرة الأشقاء في دول التحالف العربي، وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، ممن وقفوا معنا في محنتنا وما زالوا يقدمون الغالي والرخيص، فلهم منا كل الشكر والعرفان بالجميل.

وها هي جحافل قوات المعتدين التي كانت تحاصرنا في عدن محاصرة الآن في عقر دارها، بعد أن عصفت بها (عاصفة الحزم) ولا بد من كسر شوكتها وهزيمتها في نهاية المطاف، وعندها ستضع الحرب أوزارها.. وتبدأ الترتيبات لمرحلة ما بعد الحرب التي تلوح بوادرها في الأفق، والخشية أن تتوحد مراكز النفوذ القديمة – الجديدة في صنعاء، من (الأخوة الأعداء)، تحت جامع المصالح التي فرقتها، فتعيد انتاج نفسها، فيما نحن الجنوبيين ما زلنا شذر مذر ..

إن قضيتنا عادلة وتظل أمانة في أعناقنا ولن نتخلى عنها.. وثباتنا على الأرض واستعادت مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية كفيل بتثبيت وترسيخ هذا الحق الأبلج على الأرض بطرق مشروعة لا تحرق المراحل.. وإذا ما نجحنا واتحدنا في هذا الأمر فسنظل نحن أصحاب القرار في أية تسويات قادمة لمستقبل الجنوب، ولن نقبل بغير حقنا في الاستقلال والحرية، خاصة وأن الوحدة الاندماجية المتسرعة والمغدورة قد لفظت أنفاسها ودُفنت إلى الأبد ولم يعد أحد يتحدث عنها، بل يجري الحديث الآن عن شكل آخر، أقرب إلى الأقاليم والدولة الاتحادية المزمنة، مع ضمان حق شعبنا الجنوبي في الاستفتاء على تقرير مصيره، وهي مشاريع قابلة للتعديل وفق متغيرات الواقع الجديد الذي ينبغي أن نصنعه ونفرضه على أرضنا، حتى نفرض أنفسنا بقوة في أية تسويات قد يرعاها الأشقاء والأصدقاء.

ولنا في تجربة إقليم كردستان العراق مثال.. فهو لم يكن دولة ذات سيادة، بل اقليماً ضمن العراق الموحد.. أما نحن في الجنوب فقد كنا دولة ذات سيادة.. ومع ذلك فقد حقق الأكراد الاستقلال الفعلي على الأرض، وهم اليوم حكام أرضهم ولهم قواتهم وأمنهم ولا يمكن لأحد أن يتجاوزهم.. وما حققوا ذلك إلا بوحدتهم من أجل وطنهم كردستان، رغم تعدد فصائلهم وأحزابهم.. وها قد أصبحت بلادهم أشبه بدولة مستقلة لم ينقصها سوى الاعلان والاعتراف الدولي.. وهم غير متسرعين في اعلان ذلك طالما والأمور تسير لصالحهم ويحققون الاستقلال في واقع أرضهم، بل أن كردستان العراق هي الآن مركز جذب للاستثمارات العراقية (السنية والشيعية والمسيحية والإيزيدية..)..

ولهذا علينا جميعا مقاومة ومكونات جنوبية، وقد أصبحنا أسياد أرضنا، أن نكون أمام مسئولياتنا التاريخية في اسناد ومؤازرة  السلطة المحلية الجنوبية سواء في عدن أو في بقية المحافظات التي أصبحت بيد أبنائها، وعلينا أن نعمل بروح الفريق الواحد لنمكن أنفسنا من إدارة مؤسسات الدولة التي دمرها الاحتلال وتقديم النموذج الأفضل  الذي طالما حلمنا به كل في مجال عمله وتخصصه، وأن نثبت قدرتنا وكفاءتنا في هذا الظرف العصيب وفي مواجه المترتبات القادمة حتى نكون محل ثقة ورضا شعبنا ونطمئن الأشقاء والأصدقاء بأن دولتنا القادمة ستكون جزءاً من محيطها العربي وركيزة للسلام والاستقرار في المنطقة.

اتحدوا لبناء مؤسسات دولتكم بعيدا عن المناطقية والحزبية والمصالح الضيقة، كوحدتكم الصلبة في مواجهة الغزاة الحوثعفاشيين، ولتكُن لنا قيادة موحدة تعبر عن نبض الشارع الجنوبي وتدافع عن قضيته وتكون صوته ولسانه في الترتيبات القادمة المزمعة بالتعاون والتنسيق مع الأشقاء في دول التحالف العربي ممن ساندونا في وقت المحنة، ويظل دورهم محورياً في أية تسويات قادمة، وصولاً إلى هدفنا المنشود في الاستقلال واستعادة الدولة.

الوقت من ذهب والفرصة بيدنا، ولا مبرر أمامنا للهروب من المستحقات القامة، وعلينا أن نسارع لاستغلال هذه الفرصة التاريخية لإحقاق الحق والانتصار التام لقضية شعبنا الجنوبي، وفاءً لتضحيات قوافل الشهداء والجرحى، الذين ضحوا من أجل وطن سعيد وآمن ومستقر في ظل دولة النظام والقانون التي تظلل الجميع.

لا أعتقد أن أحداً سيقف على الضد من هذه المطالب الملحة، إلا عدونا الذي لا يريد لنا أن ننعم بثمار نصرنا، بل ويغيظه أي نجاح نحققه، وما زال يراهن على فشلنا واختلافنا.

 فهل نعي الدروس .. ونخرج من دوامة الأفكار التي لا تلامس الواقع وتخاطب الغرائز .. ونسعى لتحقيق ما نريده لجنوبنا على الأرض أولاً وأخيرا.. وما عدا ذلك فهو تحصيل حاصل ..