fbpx
لا مكان لوحدة قائمة على الدم والدموع

 

الشعب الجنوبي أصبح اندفاعه نحو بناء دولته الجنوبية المستقلة يفوق اندفاعه للوحدة في 89م / 90م مع اليمن .. أما لماذا حدث هذا التغيير في المزاج الشعبي الجنوبي !!  فأنها الحياة المرة بمرارة العلقم .

أردناها وحدة لكنهم أرادوها عودة أرض بدون سكان .

اردناها سلّماً لرفع مستوى معيشتنا فأحرمونا من حقوقنا المكتسبة .

أردنا تجسيد علاقات الإخاء معهم فاعتبرونا جاليات لا مكان لها بينهم .

اردنا الأخذ بالرأي لما يصلح للبلاد والعباد فقالوا  ” قولوا ما تشاؤون ونحن نفعل ما نريد ” .

أردنا تطوير القاعدة المادية للتنمية فدمروا كل ما بنيناه في الجنوب .

أردنا استخدام موارد الثروات من أجل التنمية فتملّكوا مواقع حقول النفط وعقدوا الاتفاقيات مع الشركات كمّلاك لإراضي الحقول .

اردنا ايجاد فرص عمل لشبابنا فنشروا بينهم كل انواع المخدرات ، وأحرموهم من فرص العمل أو الدراسات العليا لإجبارهم على تعاطي المخدرات .

أردنا رفع مستوى التعليم عن ما كان عليه قبل الوحدة فأتوا بمدرسين مستوياتهم أقل من مستويات الطلاب وفتحوا الغـش على مصراعيه لضمان نجاح الطلاب دون حاجتهم لبذل أي جهد .

سمحوا  للمدرسين بالهجرة لمن يرغب على ان يتعاقد بأقل من خمس معاشه لإخوة او زميلة أي كان مستواه ليحل محله .

دعونا للحفاظ على الملكية الخاصة والعامة .. فأصدروا فتاويهم الدينية بإحلال نهب كل ما تملكه الدولة ” المال العام ” ( اراضي وأموال وعقارات )  لتدمير ما تبقى بعدهم في الجنوب يأيادي جنوبية .

طالبنا بإلغاء قانون التأميم وتعويض المتضررين منه فأشاعوا إلغاء قانون الـتأميم باستثناء ( تأميـم الأراضي من ناحية وحرمان ملاّك العقارات المؤممة من التعويض ) من ناحيه اخرى .

هذا جزء يسير من معاناتنا التي دفعت شعبنا للثورة ، اما موضوع استخدام الدين و الجماعات الإرهابية ضدنا فلها حكايات وأدوار انيطت بمختلف مراكز منظومة الحكم ، تلك العصابات التي اغتصبت الحكم وأذلت الشعب باستخدام امواله لتركيعه وإذلاله ، اجمع شركاء منظومة الحكم اليمنية على اعتبار الوحدة مع الجنوب تمثل تهديد لوجودهم ومصالحهم فاستنفروا كل امكاناتهم واستخدموا اتباعهم لتدمير شعب الجنوب والاحتفاظ بارضه ..

لم نسمع عن اغتيالات باسم الدين لغير الجنوبيين أو المحسوبين على النظام الجنوبي .

لم نسمع عن ظهور الجماعات التكفيرية قبل وحدة الجنوب مع اليمن .

تزامن استخدام الـدين مع تباشير اعلان الوحدة مع الجنوب .

ظهر حزب الاصلاح كإحدى وسائل تدمير الجنوب وترويضه .

قامت المؤسسة الدينية والمؤسسة الامنية بمهامها بإعداد فرق الموت واختيار اليافطات التي تعمل تحتها بما يتناسب مع كل مرحلة ، ابتداء من يوم اعلان الوحدة وحتى اليوم .

رعت مؤسسة الرئاسة والفرقة ضخ الاموال اللازمة لفرق الموت وتسهيل عملها في محافظات الجنوب مع توفير الحماية لمن يقع بيد السلطات .

تجهيز ألوية عسكرية بالعقيدة التكفيرية وجماعات مسلّحة يقودها الأفغان العرب ، استخدمت في حرب 94م وما بعدها وفي حرب 2015م وحتى اليوم ولكن ضد الجنوبيين وعلى الأرض الجنوبية .

نشر الثقافة العدائية للجنوبيين في مختلف المؤسسات اليمنية العسكرية والأمنية وغيرها والتشبث بالجنوب كأرض يمنية عادت لأهلها .

المدارس التكفيرية ( رموز ومال وأعداد )  موقعها في اليمن .. وعملياتها التدميرية في الجنوب – في حرب 2011م ( تدمير أبين ) كان مقر بيت مال المسلمين في مأرب ، وفي حرب 2015م طلّت المناطق اليمنية بما فيها مأرب  تحت سيطرة الحوثعفاشي آمنة واتجهت القاعدة وداعش اليمنيتين للاستيلاء على مناطق الجنوب وادارة معاركها مع الجنوبيين ( الانفصاليين ) فقط ، وبدعم بشري وتمويلي وتسليحي من الوحدات العسكرية اليمنية في الجنوب  … ما استعرضناه في موضوعنا هذا قطرة من محيط …

واخيرا نقول  لمنظومة الحكم اليمنية ولقادة دول التحالف العربي لا تفرضوا علينا وحدة لا مكان لها في قلوبنا ، لأننا ندفع ثمن بقاءها دما ودموعاً .