fbpx
الشرعية المفقودة .. وهشاشة الحزبية في اليمن!

كتب/ علي منصور أحمد

حرب ٩٤م التي شنها الشمال على الجنوب أطاحت بالوحدة غير الشرعية التي تمت دون أي استفتاء شعبي بين البلدين .. ووضعت الجنوب تحت احتلال غير شرعي.
وثورة التغيير التي أطاحت بنظام صالح انتهت بمنحه الحصانة الغير شرعية .. وثورة الجرعة التي قامت بها المليشيات الحوعفاشية غير الشرعية إطاحة بهادي وشرعيته .. ومجلس النواب تجاوز سنين عمره الافتراضي وفقد شرعيته منذ وقت مبكر , والمجلس الثوري الحوثي المسيطر على صنعاء والشمال فاقد للشرعية من أساسها !
كل شي صار في اليمن غير شرعي والكل يبحث ويسعى لاستعادة شرعيته؟!
البعض يسعى لاستعادتها من الجو والبعض الآخر يسعى لاستعادتها من الأرض ؟!
وأطراف إقليمية داخلة في اللعبة في صراع غير شرعي فيما بينها , كل طرف يحاول منع الهيمنة غير الشرعية للطرف الآخر على اليمن!
واختلط الحابل بالنابل في اليمن وصار كل شي غير شرعي وكلٍ يبحث عن مبرر لشرعية وجوده وتواجده في اليمن !

كان كثير من الزملاء والأصدقاء يعاتبوني على عدم تأطير نفسي حزبيا .. وكثيرون من السياسيين الجنوبيين والشماليين كانوا يحاولوا إقناعي بالانضمام إلى الأحزاب التي ينتمون إليها ومنهم من كان يعرض علي الكثير من الإغراءات والامتيازات !
كنت اشعر والمس عن قرب ، حقيقة هشاشة الحزبية في اليمن .. وبأنها مجرد وسيلة انتهازية للكسب والابتزاز السياسي والمادي غير المشروع .. الخ!
كانت قناعتي أن أحزابا كهذه ظلت ترفض ممارسة الديمقراطية الداخلية داخل هيئاتها التنظيمية وأطرها الحزبية لعشرات السنين لا يمكنها أن تكون صادقة وشفافة في ممارستها للديمقراطية في المجتمع الذي كانت تدعي أيمانها بمبادئ الديمقراطية وحرية الانتخابات والتداول السلمي للسلطة .. وهذا ما كشفته أزمة خلع نظام صالح وحرب الانقلاب على شرعية نظام هادي!؟
فما شهدته اليمن من أحداث عاصفة عقب الإطاحة بنظام صالح الذي ولدت في عهده وظهرت إلى السطح والعلن معظم الأحزاب اليمنية وكان له دور في تأسيس ودعم وتفريخ البعض منها .. واستثمار ظهورها الصوري أمام الغرب الداعم للديمقراطية في اليمن والمنطقة !

فما جرى من تغيرات دراماتيكية اثبت بالملموس هشاشة الحزبية في اليمن ولم يعد اليوم يوجد في اليمن أي حزب يذكر .. أو يمارس نشاطا حزبيا أو سياسيا على مستوى اليمن أو الشمال أو الجنوب بما في ذلك قوى الحراك الجنوبي ، لم يعد لها أي دور أو ذكر ولو حتى على مستوى محافظة أو مديرية أو مدينة أو قرية .. بما فيها الأحزاب التي كانت تدعي العقائدية المؤتمر والإصلاح والاشتراكي ، الكل ذاب كالملح في الماء قبيل العاصفة وبعدها .. قادة وأحزاب وصحف ومنابر إعلامية !

السؤال عن دور الأحزاب وقوى الحراك الجنوبي والبحث عن إجابة شافية له ، قد يجعلنا نتفهم وضعها وحقيقتها كما أظهرتها الأحداث الأخيرة ورياح العاصفة!

لكن السؤال الذي نبحث له عن إجابة .. هو أين هي قوى ونخب المجتمع المدني الجنوبي ودورها المأمول والمرتقب .. خاصة وأن المجتمع الجنوبي عرف وتميز وسباق في الحياة المدنية المتحضرة على مستوى الجزيرة والخليج والمنطقة العربية والقرن الأفريقي ؟!

سيكون حديثنا الأسبوع القادم عن نخب المجتمع المدني الجنوبي وضرورة استنهاضها ولعب دورها المأمول في الظروف الحالية وتفعيل حضورها لملئ الفراغ السياسي في الجنوب؟!