fbpx
الإصلاح … بحاجه لإصلاح ؟! (2-2)

الناس في عدن – هذه الايام – يتسألون ,, ياترى أين ( القطم و الجلانات السليط / الزيت) التي كان حزب الاصلاح (يرش) على أعضائه و العناصر المواليه له ، الذين لم و لن يعرفون ما يخُبيء به لهم حزب الاصلاح من سخائه المفتعل و الهادف الى ذر الرماد على العيون !!… و بهذه (القطم و جلانات الزيت) تمكن هذا الحزب من إسقاط عناصر شريفه في الانتخابات الاخيره لغرض أعداد ليست بقليله من عناصره و أصبحوا ممثلين لشعب عدن في المجالس المحليه و النيابيه … في الوقت الذي كان بعضهم ليسوا ممن يحق لهم الوصول الى مجالس محليه و مجالس أعلى ؟!..

و ليعذرني القارئ العزيز من التوغل في وصف من أوصلهم حزب الاصلاح الى المجالس النيابيه و المحليه لما سببه ذلك لكاتب السطور عندما كشف جريمة إسقاط إبن عدن و رجل يشهد له القاصي قبل الداني لمواقفة و إنتمائه العريق كواحد من أبناء هذه المدينه ليحل محله شخص غريب على هذه المدينه و ليس له من إنتماء سوى ان حزبه (الاصلاح) رش على أبناء دائرته (قطم و جلانات زيت .. و الذي منه)!..

و لقد سبق لكاتب هذه السطور الاشارة الصريحه و المباشره حول هذه الجريمه الشنعاء و لم يكن امام حزب الاصلاح سوى إستغلال عناصرهم الموزعه في أكثر من موقع قيادي في عدن ليحاربواكاتب هذه السطور بحرمان إبنه من حقوقه الشرعيه و القانونيه و محاربته في قوت يومه و التضييق على خناق الاسره بغرض حالة الحرمان من وضعه الوظيفي و تحويله لحزب (خليّك في البيت)؟!..
لكن هذه الايام تغير اسلوب الاصلاح في تعامله مع أعضائه و الذين يؤيدونه تحت طائله (الرشوش) الذي أعتاد عليه هذا الحزب في كسب عناصره و الموالين له ؟!.. لقد إرتقى حزب الاصلاح عن الاسلوب التقليدي السابق الى ما نسمعه هذه الايام من جودة (التحالف) بتقديم المواد الغذائيه التي أصبحت هي دائرة إهتمامه ليكون الاكثر إستحواذاً و بسط على هذه المواد و السعي لاحتكارها و توزيعها على من بقى و استمر على عهده في ولائه لهذا الحزب ؟!.. و طبعاً الهدف الاول و الاخير من هذا السلوك ضمان استمرار ولاء المغرر بهم لتمتين علاقته الكرتونيه بالناس ؟!.. للأسف لم يتعّض هذا الحزب مما جناه من سمعه جنت عليه ويلات الاقصاء و السخط الشعبي الذي أصبح الحزب الأوفر حظاً عن سائر الاحزاب الاخرى ..و هذا ليس بخاف على أحد .. فما نسمعه من آراء شفويه و بعضها كتابيه تدل دلاله واضحه أن هذا الحزب قد جنى على نفسه بسياساته الخاطئه و غير المدروسه ؟!.. سؤال بسيط ليس للتشفي أو للتهكم على ما آل اليه هذا الحزب ..

فسؤالنا البسيط مفاده ..” ألم يكن حزب الاصلاح هو الاول في العمليه السياسيه في عدن .. و كانت له (البسطه) و اليد الطولى في كل أمور عدن و أبنائه الشرفاء !.. و هو الذي استطاع إيصال عناصره الى المراكز القياديه العليا في عدن بالذات .. رغم ما كان عليه حزب السلطه (حينها) المؤتمر الشعبي العام الذي كان يمتلك المال و السلطه و النفوذ .. إلا أن حزب الاصلاح استطاع منافسه حزب السلطه و تم (دحر) حزب السلطه في العديد من المواقع ؟!..فماذا يمكن لحزب الاصلاح اليوم أن يقوله فيما أصبح عليه من حال و تراجع شعبيته التي كان بها يكتسح كل الاحزاب بما فيهم حزب السلطه الذي كان يساوم حزب الاصلاح للبقاء في بعض المواقع ؟!.. ثم أن هناك معضله لم يلتفت اليها هذا الحزب .. هي الداء القاتل الذي أودى بمنافسة العنود (حزب السلطه) الى ما هو (أيضاً) عليه من حال ؟!..

تلك المعضله هي التي سببت لحزب الاصلاح الفشل و التأخر في سير عمله و نشاطه بشكل عام ؟!.. فاذا كان حزب السلطه (المؤتمر الشعبي العام) قد ساقته سياسات زعيمه الى هاوية الدمار فلماذا لا يتعض منها (الاصلاح) و المثل الشائع هو (خير الناس من رأى مصيبته في غيره ) ؟!.. و ليرى عبرته في غيره !.. و الدليل الواضح أن اسلوب المخلوع /علي عبدالله صالح كان (يرش) على عناصره و مواليه بالمال و العتاد ليعدهم لذلك اليوم الذي أحرق فيه الاخضر و اليابس في حربه اللعينه على البلاد و العباد .. فهل يصّر حزب الاصلاح على السير في خط سير المؤتمر الشعبي العام و زعيمه (المخبول) الذي ربىّ في حضيرة سلطته أفاعي و عقارب تحولت الى كوابيس ليليه تورق مضاجعه !..

أذكر في ذلك أننا قد سبق و قلنا أن (تاليت المحّنش للحنش) .. رغم اننا قد سبقنا بالاستدلال بهذا المثل قبل ما يحدث ويستدل به أخرون هذه الايام بترديده دون الاشاره الى مصدره الأول ؟!.. و الظاهر أن حزب الاصلاح لا ينكر أصله و من أين جاء الى ساحة النشاط السياسي و من هو ربيبه و مؤسسه الفعلي – كما سبق لنا الاشاره اليه – و إلا فليقل لي من يخالف هذا الرأي من أن ما خرجت به السياسيه الاصلاحيه المتعثره في سيرها (توكل كرمان) التي أعلنت مؤخراً في إحدى تصريحاتها الغريبه بان ” قيادات الاصلاح هي من مدرسة علي عبدالله صالح” ..

و هذه خاتمه حديثنا بالقول ..” و شهد شاهداً من أهله” .. متمنين بمصداقيه من شباب و قيادات و سطيه لحزب الاصلاح أن يسعوا جادين .. لاصلاح حزبهم حتى لا يصاب بعطب شامل و يتحول الى قاعة طريق العمل السياسي الذي فيه وحوش كاسره لن ترحم من لم يرحم من قيادات إصلاحيه ليس فيها ذرة إصلاح ..؟!
مُلحق :
كنا حول طاولة حوار تجمّع حولها قيادات بارزه في أحزاب وطنيه فروعها الرئيسيه في عدن !.. كان معنا ممثل بارز للاصلاح .. و ممثل لا يقل عنه في البروز الاشتراكي .. و اسعدني جداً التعرف على ممثلين لاحزاب أخرى عرفناهم للمره الاولى … و تعرفنا أيضاً على مستوى أدائهم و وعيهم الوطني امثال .. أحزاب البعث و الناصري و الرابطه .. و غيرهم من قطاع المرأه و الشباب ..كان الجميع يطالب بوحده الصف ..منهم من كان صادقاً في مطالبته .. و منهم من كان يردد “نحن أفضل لكم من جماعة…. ؟! .. يحق لي أن أشير الى شخصيه أثرت ذلك الحوار .. انه الاستاذ القدير/طه نعمان سيف (رحمه الله) الذي اهداني كتابه القيم جداً (نقد تجربة حزب البعث في اليمن) !!…

لقد قالت لي زوجته الفاضله .. بانه كتب الاهداء إلي قبل (24 ساعه) من رحيله عن دار الفناء الى دار الاخره .. رحمه الله !!.. لكن و كعادتي لايمر مثل هذا الحدث علىّ مروراً عابراً .. فقد كتبت مداخله من (16 صفحه) قلت فيها ان الاستاذ القدير/طه(رحمه الله) كان أشجع سياسي حزبي ارتقى الى مستوى عال جداً بنقده الموضوعي لسياسات حزبه .. و كنت اتمني من اعضاء الحزب الاشتراكي و الاصلاح ان يحذو حذوه .. لكن .. لن تصدق أخي القارئ .. لقد سخط و تشنج و (حمى حميه لا مبرر لها) عضو الاصلاح و تلاه عضو الاشتراكي في ذلك الحوار على كاتب هذه السطور الذي كان صادقاً في نواياه تجاه احزابهم ؟!.. فقلت هذه واحده من مخرجات (المشترك) الذين يعجزون عن وقوفهم أمام مرآة أشكالهم ليروا ما احدثته السنوات العجاف في مسيرتهم و مسيرة احزابهم السياسيه العرجاء .. و الله المستعان ؟!

  • الحلقة 1 :

عادةً ما تكون  الحياة بكل مكوناتها السياسية والاجتماعية خاضعة لإعادة تقييم وترتيب أوضاع نشاطها وعملها السياسي من خلال وضع دعائم عملها وبرامجها على طاولة البحث والتقييم لمعرفة جوانب السلب والإيجاب فيما كانت عليه من نشاط وعمل !.. وليس عيباً أو خيبة أمل إذا شاب عمل تلك المكونات السياسية الكثير من السلبيات …ربما بلغت تلك السلبيات حد حجب وطمس ابسط المؤشرات لما يمكن لها أن تكون في خانة الإيجاب ؟!.. ولأن الحقيقة تقول بالكشف عن ما يحدث لتلك الدعائم ومقومات النشاط من تأكل وتناثر .. وتصفيات لما قد تعرضت له هذه المكونات بحكم ما طرأ عليها من مؤثرات وعثرات وأخطاء تعاكس وتغاير حركة السير في مجريات الأحداث السياسية والاقتصادية  والاجتماعية · فإن الضرورة تقتضي الوقوف بالمراجعة الفاحصة لكل ما كانت عليه هذه المكونات من نشاط وحركة عمل سياسي أكان ذلك لتحقيق مآرب للصالح العام أو لتحقيق مصالح ذاتية وشخصية للمكون أو لقيادته المعتّقة ..! وعادة ما تكون القيادات التي تتشبث بالمراكز وكراسي القيادة هي المصدر الأول لما يعتري نشاط وحركة ما نقول عنه مكونات سياسية أو أحزاب (لنقل عنها .. بأنها أحزاب وطنية) !.. مما يكشف ذلك يوما بعد يوم بأن عجز القواعد وضعفها أمام هيمنة القيادات هو الآخر عامل رئيسي من جملة العوامل الرئيسية التي تعاني منها أحزابنا الوطنية ؟

وإذا أخذنا في هذه العجالة أحد الأحزاب التي لازلنا نقول عنها بأنها وطنية .. فلأننا نحرص كل الحرص على أن ما نشير إليه هنا ما هو إلا شيء بسيط من الكثير والأكثر الذي ربما هناك إمكانية للعودة للصواب .. فالحزب الذي رفع رأيه الإصلاح لم نجد في خط سيرة شيء يوحي لنا بأن هذا الحزب فعلاً سائراً نحو الإصلاح !. وهي ليست المرة الأولى التي أدلي بدلوي بالرأي الحريص على هذا الحزب لما تجمعني بالقيادات الوسطية والشابة الذين أكن لهم كل الاحترام للمواقف المسئولة التي شاركنا معاً في صفوف المجالس المحلية في محافظة عدن .. تعرفنا خلال ذلك العمل النموذجي بشباب لازالت تربطني بلهم علاقات حميمة ومتينة .. وأشهد الله أنهم كانوا يقفون معنا في الكثير من المواقف التي تهم المصلحة العامة ولا لها   أي رابط بالمصالح الحزبية الضيقة ؟!.. والدلائل كثيرة وهي مخزونة في وثائق المجالس المحلية بعدن وفي كل  أذهان وسلوك أعضاء المجالس المحلية في عدن .. وهذه الحقيقة ليست معممة لتشمل بعض عناصر حزب الإصلاح فهناك من قيادته من (سلقهم)الموقف المزدوج بين الخاص والعام !.. حيث أن منهم من خلع رداء حزب الإصلاح عند بوابة اجتماعات المجلس المحلي .. بينما هناك من سلم نفسه لمن عادى وتحيز ضد قضايا الجنوب وحقوقه المنهوبة والمسلوبة من قبل نظام صنعاء منذ قيام الوحدة اليمنية البائسة .؟!.. وعرفنا هؤلاء بأن (توهانهم) في تحديد الموقف الثابت والنظرة الصائبة سببها الرئيسي يرجع إلى الازدواجية في الولاء .. فهم يضعون قدماً في الجنوب .. وقدما في الشمال .. رغم أن قدمهم التي يضعونها في الجنوب مهزوزة وغير ثابتة سوى انها تصدر للحفاظ على النفس والحفاظ على ما كسبوه من ثقة المواطن (طيب الذكر)  في عدن !.. أما انتمائهم للشمال فهو الانتماء الذي لا يحده حدود ؟!.. .

ومن المفارقات العجيبة أن المكوّن السياسي الجديد الذي عُرف بالمشترك .. ذلك المكوُن الذي جمع الاشتراكي بالإصلاح ؟!.. كنا نأمل بأن هذا المكون سيأتي بالجديد في العملية السياسية للدفع قدما نحو ما يصبوا إليه المواطن المسكين الذي طحنته وناثرة أشلائه هيمنة سلطة صنعاء وزعيمها المخلوع وحلفائه الذين يرفعون راية (المسيرة القرآنية) للمغالطة ليس إلا ..

فالإسلام والمسيرة القرآنية برأ منهم بعد الدمار وقتل وتنكيل أبناء عدن الذين لم يعرفوا في حياتهم النزوح وترك ممتلكاتهم والبحث عن مأوى يحميهم من سلاح الموت الذي جأوا به تحت مظلة (المسيرة القرآنية)؟!.. قلنا أن التحالف والتوافق الذي ظهر فجأة بين (الاشتراكي)و (الإصلاح)لم يكن سوى القفز على ما كان يعانيه كل من أطراف (المشترك) .. هروباً من تلك الحالات التي كان يعاني منها (الاشتراكي)ومثله (الإصلاح) ؟!..

وأياً كان فنحن لا نقول أن احدهم قد قفز إلى حُضن الآخر !.. ولكن ما حدث بالفعل هو وخلال فترات الأعداد والتحضير للتوافق ما طغى على خطابات (الإصلاح)الصادرة عن قياداته الأعلى التي كان يبرزها (الإصلاح) في طريق(توافقه) مع (الاشتراكي)؟!.. تلك الخطابات كانت كالسوط اللاذع الذي كان يدفع (الاشتراكي) نحو التوافق .. فقد كانت التهمه الكبرى كالسوط في ظهر (الاشتراكي)وهي تهمته (الغير منصفة)بأن الاشتراكي ما هو إلا (الشيوعية)الممجوجة والمكروهة في أدبيات ديننا الحنيف !.. لكن أول ما تحقق (التوافق)لم نعد نسمع أي شيء من تلك التهم الجائرة .. وكأنها كانت كمن يقول (يا اشتراكي تعال .. وإلاّ يا ويلك وسواد ليلك)؟!..

والحقيقة كانت تقول ان هذا التوافق ما كان سوى ميدان خارج مبادئ كل من حزب الإصلاح والحزب الاشتراكي ؟!.. صحيح أن (الاشتراكي)حقق شيء من الشجاعة بقبوله العودة للحق والعمل تحت مظلّة الدين الإسلامي الحنيف .. لكن (الإصلاح)لم نر منه الشيء المماثل بالوقفة المطلوبة ليتقدم للشعب في الجنوب الذي حلل دمه في حرب 94م ؟!.. لقد خسر (الإصلاح) كثيرا بعد حرب 94م ولم ينل سوى سخط الناس في الجنوب وعدن بالذات التي أعطت للإصلاح ما لم تعطه أي محافظة أخرى .. فلم يقدم ما عليه من واجب ليقول كلمة الحق في الفتوى البائسة التي لا يوجد لها تاريخ ولا سابق في الفتاوى الإسلامية بأن هناك مبدأ (درء المصيبة الكبرى بالمصيبة الصغرى).. وهنا فإن المعنى الواضح بأن المصيبة الكبرى هم (الشيوعيون)والمصيبة الصغرى هم أبناء عدن الذين اعتبرتهم  الفتوى (الديلميه) بأنهم متارس (يتمترس)خلفها الشيوعيون ؟!.. وهذه الفتوى سيئة الذكر تحمل  وسيتحمل وزرها الى يوم الدين  من أفتى بها وسيكون بأذنه تعالى حسابه العسير يوم القيامة لما كانت نتيجتها الوخيمة بالضحايا الأبرياء الذين قتلوا وشفكت دمائهم من قبل طاحونة الموت التي كان يديرها سيدهم الأول والأوحد (علي عبد الله صالح )!!.. ولكن لا أحد يدرك في ذلك أن قيادات (الإصلاح)هي نسخة مفصّلة من زبانية المخلوع / علي عبد الله صالح !.. ألم يصرح هو نفسه بأنه الذي اوجد (الإصلاح) من جسد المؤتمر الشعبي العام .. لذا فهم طينه واحدة فاسدة من تلك المعاهد التي تربي فيها قيادة (الإصلاح)تحت إشراف وإعداد دوائر المخلوع / علي عبد الله صالح التي كانت تعد إعدادا ممنهجا لكل فئات الشر وجحافل الظلام والدمار والهلاك الذي مني به الجنوب ؟! …

والى اللقاء في الحلقة الثانية(2)!!