fbpx
المرأة الجنوبية أكثر الأطراف التي تضررت من الوحدة الفاشلة


كتب – الدكتور محمد علي السقاف

بمناسبة يوم ٨ مارس – اليوم العالمي للمرأة بعد التهنئة للمرأة الجنوبية واليمنية ايضا بصفة عامة يتوجب علينا الوقوف امام ما آلت اليه اوضاع المرأة الجنوبية من أضرار الوحدة الفاشلة مع اليمن الشمالي .

فحقوق المرأة المدنية والسياسية في الجنوب التي كانت متقدمة عن تجارب بعض الدول العربية اصبحت بعد الوحدة في مرتبة دنيا مقارنة حتى مع دول الخليج العربية المحافظة والتقليدية سواء في مستوي المناصب الوزارية او التمثيل الدبلوماسي للدولة في الخارج.
لاشك بقدر ما خسرت المرأة الجنوبية مكانتها قبل الوحدة سواء في مرحلة الاستعمار البريطاني او في نطاق دولة الاستقلال اكتسبت المرأة في اليمن الشمالي بعد الوحدة حقوقا لم تكن تحلم بها من ناحية الحق في المشاركة في الانتخابات كناخبة وكمرشحة ومع ذلك لم تبرز اسم إمرأة واحدة من بين اعضاء مجلس النواب وحتى علي مستوي مجلس الشوري كلهم كانوا من نساء الجنوب برغم الفارق السكاني بين الجنوب والشمال.

ولعل هذا الجانب يرد بشكل صارخ ضد بعض الكتاب الذي يحمل البعض منهم درجة الدكتوراة مثل “الغفوري” يستهزأون بالجنوبيين ويظهرونهم بانهم متخلفين خارج العصر بينما بفضل الوحدة اكتسب الشمال حقوقا خاصة علي مستوي حقوق المرأة لم يكن يحلم احدا منهم يحلم بها.

المرأة الجنوبية كانت تكتسب حقوقا متقدمة حتى على مستوي بعض الدول العربية كجمهورية مصر العربية التي دخلت فيها المرأة عالم القضاء وحصلت علي حق الخلع في السنوات القليلة الماضية فقط بينما الجنوب عرف ذلك قبل مصر ولا يعترف بالمرأة اليمنية الشمالية كقاضية والبعض قبولها في الترافع امام المحاكم كما حدث مع احدى الزميلات المحاميات الذي رفض رئيس المحكمة العليا المتوفي الاستماع إليها كمحامية لعدم إعترافه حسب قوله ان تمارس المرأة مهنة المحاماة.
ان النموذج التونسي المتقدم يبين بوضوح حتي في اطار الاسلام السياسي كحزب النهضة وكذلك التجربة التركية بعدم وجود تعارض بين سماحة الاسلام وحقوق المرأة.

من هنا كنت اتمنى سماع أو قراءة شخصيات دينية بارزة جنوبية خاصة من حضرموت تحيي عيد المرأة والتاكيد على حقوقها وفق المواثيق الدولية والنصوص الدستورية والسبب الاشارة الي حضرموت لانها نموذج للوسطية الاسلامية وللتاكيد على غياب سيطرة القاعدة على حضرموت والدواعش على بعض الحارات في بقية الجنوب بافتراض ان القاعدة وداعش لها تحفظات على حقوق المرأة .

وبصدور تهاني وإحتفال باليوم العالمي للمرأة من شخصيات دينية جنوبية بارزة ستظهر زيف وجود القاعدة وداعش في الجنوب وانهما مجرد خلايا تابعة للحوثيين وصالح .
ولا يمكن اعتبار ٨ مارس العيد العالمي للمرأة انها بدعة غربية فهي انسانية قبل ان تكون غربية وهي تمثل موروث عالمي من مبادىء حقوق الانسان بالضبط كحق الشعوب في تقرير المصير ولا يمكن الجنوب المطالبة بهذا الحق وإخفاق المطالبة بحقوق المرأة المدنية والسياسية.
الصورة للرئيس المصري محمد نجيب عام ١٩٥٢ يلتقي وفدا نسويا عدنيا من عديلة بيومي ونعمة خليل  .
بريطانيا ٨ مارس ٢٠١٦

12799016_865624240214486_93498027865083796_n