fbpx
الخطاب الجنوبي المرن والخطاب الجنوبي المتشدد

ربما يلفت انتباه العديد منا, هذه الايام,وفي عدن بشكل خاص , بعض الكتابات المتداولة في شبكات التواصل الاجتماعي ,أو الأحاديث المطروحه في المجالس والمقايل العامة أو التي تنشر في الصحف القليلة الصادرة في عدن , والتي تحاول تقييم الواقع والاخطإ الحاصلة في عدن , اوتعمل مقارنات بين الخطاب المتشدد والخطاب المرن المطلوب لكل مرحلة ,ومع أن العديد من تلك الكتابات وخاصة الصادرة عن أقلام معروفة في الوسط الجنوبي ,أو في الخارج.

تتحدث عن حقائق لايستطع أحد أن ينكرها,فإن الملفت أن بعض تلك الأطروحات قد تقع في نفس الاخطا التي وقع فيها من كان قبلهم من خلال تعميم القول أن الكل فاشل , فإذا تم تعميم الخطأ أوالفشل فيعني أنه لاخير في الكل وهذا خطأ جديد ..
فالتحول في تفكير وتفسير الواقع. لدى البعض ,من حالة التشدد إلى حالة المرونة في الطرح ,أوالتعاطي مع الواقع من قبل بعض ممن كانوا يرؤن استحالة التعاطي مع إي واقع غير واقع التحرير والاستقلال وقيام الجنوب العربي,أو ممن كانوا يرفعون شعارلايعيننا مايجري في اليمن , هو تحول إيجابي لايضر في قضية الجنوب بل يخدم حلها المنشود وأن اختلفت الآليات اليه ,غير أنه من المهم الإشارة الى أن بعض الأخوة الذين يرؤن أهمية التعاطي مع المتغيرات الجديدة بعيدا عن الشطط والتخوين للاخر,قد يقعون كما أشرت في أخطأ من سبقهم في السلطة منذ 94 الذين كانوا يعتبرون طرح من هم خارج السلطة من قوى الحراك المطالب بالتحرير والاستقلال بأنه خطاب متشنج ومتشدد وتخويني ضد من يختلفون معهم في الرؤية, فإذا ببعضهم اليوم ينتهجون نفس الخطاب الذي كانوا يرونه بالامس مع من هم خارج السلطة ,ولكن بطريقة مختلفه,بوصف كل من يعارض سياساتهم الخاطئة ,بأوصاف الخروج عن القانون أو العمالة والتخوين ,وهذا مؤشر سلبي
لايخدم عملية التقارب بين رؤى قوى الاستقلال والفدرالية الجنوبية الغير مرتهنة للخارج ,وقوى الشرعية , المدعومة من دول التحالف,
ونعتقد أن هذا التحول في الخطاب الجنوبي ,
ماكان له أن يتم لولا المتغيرات التي طرئت على الساحة الجنوبية ,واليمنية بعداجتياح قوات تحالف صالح وجماعة الحوثي لعدن, وتدخل قوات التحالف العربي في اليمن لدعم شرعية عبدربه منصور هادي.
هذه المتغيرات في الخطاب الجنوبي,كان من الطبيعي أن تحدث,ولكنها تتطلب الحصافة في الخطاب في كل المراحل من قبل الجميع.
والخلاصة ….
أن التعميم غير صحيح وأن التشدد في طرح الرؤى والاعتقاد بأن مايقوله البعض هو الصح في كل وقت,وانتهاج سياسة من لم يكن معنا فهو ضدنا,والغرور والتعالي على الآخر تحت تأثير نشؤة القوة ,وتقييم الواقع وفق ماتنقله وسائل الإعلام المختلفه, وليس وفق ماهو على الأرض
,ووضع بعض المقارنات الغير متكافئة بين الواقع والسلوك القائم لدى الإنسان الجنوبي ,والأخوة في الشمال بعيدا عن تقييم ماجرى للجنوب من تدمير ,
ومايعانيه ابنا الجنوب من ظروف شخصية ,خاصة من النخبة التي لاتعرف التشدد والنزق والاقصإ للآخر منذ انطلاقة الحراك في 2007.
وعدم ثبات مواقف البعض والتطرف في مواقفهم من أقصا اليمين إلى أقصا اليسار إو العكس, وفشل بعض من هم في السلطة او قيادات الجنوب ,قد خلق حالة من المد والجزر في الخطاب الجنوبي ,وهذا يتطلب مراجعة من الجميع. فلانريد ممن يرؤن أهمية التعاطي مع المتغيرات أن يندفعون بشدة فيقعون في اخطا من سبقوهم. ولانريد من المتردد الذي لم يغير من خطابه السابق أن يقيدوا الجنوب تحت شعار الخوف من الاندفاع والمتغيرات القادمة . فيجدوا أنفسهم خارج عن الواقع . والعاقل والحكيم من يتمسك بالوسطية والاعتدال في خطاباته وأفعاله ولايندم على خطابه في إي مرحلة طالما كان نهجه التعاطي بواقعية مع الواقع ,ولاينجر إلى سياسة. التخوين للآخر والتشدد غير المدروس وترديد توصيفات في قوالب جامدة لاتتحرك إلى المستقبل .أو رؤى معقدة يكتشف أصحابها أنهم كانوا غير موفقين فيها .أو الاندفاع لنفس إلية التشدد والرؤى المعقدة نحو السلطة والتعاطي مع حلول لاتوفر الحد الأدنى من ثوابت ناضل الجميع في الجنوب من أجلها سنوات طويلة … وصل الله وسلم على نبينا محمد,الذي علمنا نهج الاعتدال في التعامل مع الواقع ومع حياة الناس وكان يختار أيسر الأمور..ِ

وبالله التوفيق.
علي بن سنظور(ابوخالد)