fbpx
الشيخ (الوحدوي)الذي أصبح (إنفصالياً )

احمد بوصالح

هو في العقد السادس من عمره نال قسط يسير من التعليم لكنه يمتلك من الثقافة ما يسمح بوصفه كرجل مثقف،مطلع وملم بل شاهدا على الكثير من الأحداث المختلفة التي مرت البلاد بها وعلى علم بكافة الأمور وبالذات السياسية منها ،واكب وشهد أحداث عدد من المراحل التي عاشها الجنوب منذ الأستقلال الوطني مرورا بفترة حكم الأشتراكي وأنتهاء بالوحدة .
رجل ذو جاه ومكانة إجتماعية مرموقة يمتلك تأثير شديد وصوت مسموع في وسطه الأجتماعي ،أعتمدت عليه السلطات اليمنية وأوكلت أليه مهام مختلفة وأعتمدت عليه في تنفيذها على الرغم أنها مهام تعد من أختصاص جهات حكومية رسمية موجودة على الواقع .
إجمالا الرجل شخصية أجتماعية كبيرة ومحترمة أو بمعنى آخر وبحسب توصيف المواطن اليوم (شيخ) الرجل أو الشيخ المشار أليه تضرر من نظام حكم الجنوب سابقا وعانا الكثير من مسئولي تلك الحقبة الزمنية كان وأكرر كان وحدوي لا يشق له غبار،يحب الوحدة إلى حد يفوق وصفه بالجنون مدافعا عنها بإستماته لا تضاهى، شخصيته المحترمة ووحدويته المفرطة جعلته هدف لإستغلال الحكام في جوانب عدة أبرزها الجانب السياسي الذي أبلا فيه بلاء حسنا من خلال مساهمته في إنجاح الكثير من المناسبات السياسية التي تصب في مجرى قطع الطرق على من أسمتهم صنعاء أعداء الوحدة والديمقراطية ورغم أنه كان بمثابة رجل صنعاء الأول في منطقته إلا أنه كان دائما متذمرا من الكثير من سلوكيات قادة الوحدة وناقدا قويا لها . وكان لاذع النقد لكل من أسماهم حينها ب دعاة الأنفصال محاولا بجدية أقناعهم بأن العيب لا يكمن في الوحدة بقدر ما هو موجودا في حكامها موجها للمنادين بالأنفصال نصائحه بالتخلي عن مشروعهم الأنفصالي الذي أعتبره حينها بالمشروع الوهمي المحال تحقيقه.
ألتقيته في منتصف عام ٢٠١١م الماضي أي في وقت بلغت فيه الثورة الشعبية اليمنية ذروتها ،وجدته يومها مناصرا بحماس منقطع النظير للثورة ملتمسا لشبابها الأعذار والمبررات في أشعال جذوتها متمنيا من عمق قلبة نجاحها وأنتصارها داعيا الله العلي القدير تحقيق أهدافها وأبرزتلك الأهداف الثورية إسقاط نظام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وخلع كافة أفراد حاشية حكمه الفاسدين ومحاكمتهم ومجي جيل قيادي شاب متنور لقيادة البلاد قادرا على قيادتها والحفاظ على الوحدة وحمايتها بحسب وصفه .
مرت الأيام وأنتهت الثورة ولم أقول أنتصرت وتقاسم قادتها الحكم مع من ثاروا عليه وجاء رئيس جديد توافق الطرفان عليه ولم أكن على علم بما وصل أليه الشيخ الوحدوي الثائر حتى عطلة عيد الفطر أي يوم الأربعاء الماضي ثالث أيام العيد عندما ألتقيته في مناسبة عامة (حفل زواج) حضره العشرات من أبناء المنطقة التي يحضى الرجل فيها بأحترام وتقدير الجميع تقريبا .
حقيقة لقائي الأخير به كان مختلفا في كل شي لأني وجدته أنسانا آخر حيث لم يكن الشخصية الوحدوية تلك التي أعرفها ولا ذاك الشيخ الثوري بل وجدته ثائرا جنوبيا كبيرا أي (إنفصاليا) رقم واحد مطالبا بتحرير وإستقلال الجنوب وسرعة إستعادة شعب الجنوب لدولتة منتقدا أستخدام حكام صنعاء القوة المفرطة ضد أبناء الجنوب العزل وهتك عرض سلمية نضالهم ،وجدته مستاء من تجاهل المجتمع الدولي والأشقاء العرب لقضية الجنوب ومطلب شعبه عاتبا وبشدة على الأعلام العربي محددا أسماء قنوات فضائية إخبارية عربية بسبب عدم تغطيتها لأنشطة قوى الحراك السلمي الجنوبي اليومية ونشر وأبراز جرائم ما سماه بقوات الأحتلال المرتكبه بحق أبناء الجنوب،
وجدته رجل مختلف كما أسلفت ثائر جنوبي سلمي نادم ومتحسر على أجمل سنوات عمره وجهدة التي قضأها في خدمة نظام نهب ثروة وطنة وأجرم بحق شعبه نادما على كل عمل قام به وصفه بأنه عبره شرعن لوجود وأفعال حكام صنعاء أرتكابه.
تحدث الرجل بطلاقة وثقة مطلقة عن القضية الجنوبية مستدلا بحجج ودلائل وشواهد حقيقية داعيا كل أبناء الجنوب إلى الأنخراط في صفوف الثورة السلمية مناشدا القلة من الجنوبيين المتواجدين في نظام الحكم بصنعاء إلى العودة لصوابهم ناصحا أياهم بقوله:
لن يدعوكم تحكمونهم في إشارة للرئيس التوافقي عبد ربه منصور هادي فاليمن مملكتهم ويروا أن حكمها حق من حقوقهم لا يمتلكه أنسان في الكون غيرهم كما دعاء في سياق حديثة الموجة للجميع والذي كنت أستمع أليه بأعجاب شديد قادة الحزب الأشتراكي اليمني بسرعة فك أرتباط حزبهم باللقاء المشترك الذي يضم أحزابا يمنية تآمرت على الجنوب وشاركت في كل ما تعرض له الشعب الجنوبي .
حقيقة وأمام كل مأسمعته من قبل الرجل الوقور الذي لم أجرو على سؤاله عن سبب تحوله وتغير موقفه لمعرفتي وتأكدي بأنها نفس الأسباب التي غيرت موقفي ومواقف ملايين الجنوبيين من الوحدة أيقنت أننا أي شعب الجنوب على حق وثورتنا شرعية ومطالبنا مشروعة وأن النصر حليفنا وآت لا ريب فيه.