fbpx
ماذا ينقص محافظات الجنوب لتكن كالضالع ؟

نعرف كلنا إلا من أراد متعمدا إن لايعرف إن الضالع عاشت مأساة حقيقية ليست في فترة الحرب أوبعدها بل قبل ذلك بسنوات طوال.

فالضالع بدأت مأساتها الحقيقية عقب حرب 94م وذلك عندما وضعها علي صالح هاجسا في رأسه وهدف أستراتيجي لقواته العسكرية والامنية ينبغي تحطيمه ومحوه من الوجود تماما.
الضالع من حينها ضلت ألم يؤرق مضاجع صالح ونظامه وحاشيته وقادته السياسين والعسكريين جلب بقائها حية ترزق أسوة بالمحافظات الأخرى المكونه لدولته له ولهم الهم والتوجس وأدخل فيهم الرعب والخوف من المجهول الذي ينتظرهم منها مما يستدعي تدميرها كمصدر خوف ورعب في المستقبل القريب وهو الشيء الذي حدث فيما بعد .
بدأت خطة إخضاع الضالع وإرضاخها ودوس كبرياء وشموخ أبنائها بإصدار قرار ترقيتها الى محافظة في عام 1998م وقرار ترقيتها لم يأت حبا فيها أو لأجل سواد عيون أبنائها بل ليكون مبررا لادخال قوات عسكرية وأمنية كبيرة اليها هذا أولا وثانيا لضم بعض مناطق وسط الشمال المعروف عن معظمها الخنوع والطاعة العمياء لأهل مطلع في الشمال(صنعاء وذمار وعمران) وكل ذلك من أجل سهولة تنفيذ هدف صالح الاستراتيجي المتمثل في تدمير الضالع أرض وأنسان وتاريخ.
من يومها بدأ التنفيذ وتجرعت الضالع مالم تتجرع نصفه أي محافظة وأي قبائل وأي مجتمع في الشمال أو الجنوب تزامنا مع حملة أعلامية وجهود جبارة من قبل النظام في نبش جراحات ماضي الجنوب وأحياء الروح المناطقية الجنوبية مستحضرا أحداث سياسية وصراعات عسكرية جنوبية جرفتها رياح النسيان وغمرتها أتربة التصالح والتسامح الجنوبي.
وعندما دخلت الجنوب مجبرة دوامة الحرب الأخيرة (الثانية) كانت الضالع تعيش الحرب ويخوض أبناء الضالع رحائها قبل ذلك بشهور عدة إذ كان اللواء 33 بقيادة( الخزنير) ضبعان وقوات الامن المركزي يمارسون منفذين رغبة وتوجيهات سيدهم وولي نعمتهم (صالح) بحذافيرها كل أنواع القتل والتنكيل والتدمير فيها وما مجزرة خيمة عزاء سناح إلا نموذجا واحدا لتلك الممارسات الاجرامية البشعة.
أعني إن الضالع عاشت الحرب ومأسيها قبل الجميع وواصلت تصديها لهمجية ضبعان والامن المركزي من داخلها وعشرات الألوية الشمالية التي توافدت عليها من خارجها بمعزل عن الجميع وبأمكانيات شحيحة بل لنقل معدومه وفي ضل حصار كامل مطبق عليها من كافة الجهات تزامنا مع تنفبذ مشروع ضالعي ذاتي تمثل في فتح معسكرات تدريب لشباب الضالع الفنون والمهارات العسكرية وأنتصرت.
نعم أنتصرت بفضل الله أولا وأخيرا وعزيمة أبنائها وإرادتهم الفولاذية بعد ان طردت كل فلول الشمال من أراضيها ومنعت اضعافهم من الوصول اليها وأعلنت نفسها كأول محافظة محررة في الجنوب.
كل ماسبق ذكره من صمود اسطوري وعمل بطولي قدمه أبناء الضالع لم يشفع لمحافظتهم ولهم ان تنعم بما يعوضها عن سنوات الحصار والحرب العجاف المفروضه عليها من صالح ونظامه بل دخلت دوامه أخرى عنوانها التجاهل والحرمان فهاهي اليوم تعيش وللشهر الثامن على التوالي منذ ان وضعت الحرب اوزارها تقريبا بدون كهرباء وهاهم أبنائها الابطال لم يستلمو بعد الرواتب الشهرية التي تم صرفها في معظم المحافظات المحرره وهاهي أسر شهدائها الابرار محرومة من الرعاية وهاهم جرحاها يأنون ألما دون علاج وعناية.
قد يقول قائل هذه مشاكل تعيشها وتعانيها كل المحافظات المحرره وكل شباب المقاومة الجنوبية فيها سأقول له نعم ولكن بنسبة أقل عن الضالع ولكن الأهم في ذلك كله ان الضالع لم تتململ ولم تجعل من تلك المشاكل مبرر للدخول في نفق الفوضى ولم يرتضي أبنائها وبالذات مشاعل تحريرها قيادات وشباب المقاومة ان يجعلو من أنفسهم أدوات لزعزعة أمنها وأستقرارها وسكينتها تحت ذريعة المطالب والحقوق التي لم ينالوها ولم يفتحو مصراعيها أمام قوى الارهاب والتخريب بل حافظو عليها ومايزالون مشكلين باجسادهم سور منيع يستعصي على العدو أجتيازه والمرور عبره الى لحج وعدن وابين والجنوب كافة لممارسة أرهابهم وتخريبهم وقتل قياداتها وكوادرها ونشطائها واقلاق أمنها وسكينتها.
نعم هذه الضالع وهولا أبطالها فماذا ينقص أخوات الضالع من الجنوببيات ليكنن مثلها؟
فياليتهن أي بقية محافظات الجنوب تكن كالضالع وياليت السواد الاعظم من أبناء الجنوب الذين يتذمرون ويجهرون بتذمرهم من تعامل شرعية هادي ودول التحالف معهم ورد جميل تضحياتهم بالاهمال والتجاهل يتحلون بصبر وقوة تحمل أبناء الضالع والتحلي باخلاصهم ووجنوبيتهم .