fbpx
من الذي اهان العلم !

عبدالرحمن الطحطوح

عندما يكون العلم ممثلا للهوية ومتحدثا باسمها ، فهذا يعني انه يدافع عن التزامات ومبادىء ومُثل لاتدوم له القوامة الا بها ، وليس مجرد قطعة قماش ترفرف عند كل تصنيفة تقوم بها الريح . واذا ما تخلى هذا العلم عن التزاماته وقصر في واجباته فانه يكون من المهانة حيث وضع نفسه عوضاً على كونه سيف مسلط على الرقاب وحبل تلوى به الاعناق .
العلم الذي يُنتهك شرفه وتغرق كرامته في الوحل ، ويصبح مجرد ستارة ممزقة لتغطية الفواحش ، لا يستحق ان يمثل الهوية ولا يمكن لشعب لدية أدنى احساس بان يقبله حارساً على تاريخة او متحدثا باسمه.
ولنا مع قصة العلم اليمني وعشاقه حكايات لم تروي مثلها افلام هوليود ، فهم يعشقونه جسدا بلا روح ، ومادة بلا قيمة ، وقطعة قماش يحفظونها ألوان بلا معنى ، وهكذ هم عشاق الوهم يلهثون خلف الخرافات التي تؤدي الى السراب . لم يغضب هولاء المتيمون على شعارهم عندما سحبه ساستهم الى اوكار الفساد، ولم يغضبوا عليه عندما استخدمه المخلوع للانقلاب على كل العهود والمواثيق ، وتحت اسمه صدرت فتوى تكفير لاتزال اثارها مؤلمة ، ولم يغضبوا حين داست المليشيات الحوثية على كل مبادئه وأسباب وجوده ، حينما ارادت ان تعود بالبلاد الى عصر ماقبل الجمهورية بل الى ما قبل التاريخ …. لم يغضبوا لهذا كله ولكنهم غضبوا وازبدوا وارعدوا لان شاب جنوبي ذاق تحت اسم هذا العلم كل صنوف العذاب قام بإحراقه ، وغضبوا لان شباب وضعوه تحت عجلات السيارة لانهم بسببه دهستم عجلات القهر والظلم والاستبداد .
فمن الذي اهان العلم ؟ ومن الذي اساء استخدام حقه ؟ هل هم من باسمه أكلوا أموال الشعب وسيطروا على ممتلكاته ، ام الذين ينادون برفع قهره وسطوته ؟! ومن هو المتهم الحقيقي بإهانة العلم ، هل هو من اوصل البلاد الى هذا الحال ، ام من ينادي بان ارفعوا عني هذا الشعار الذي يُراق دمي وتستباح حقوقي تحت ألوانه .