fbpx
تجار السوق السوداء..مجرمون في وضح النهار!
شارك الخبر
تجار السوق السوداء..مجرمون في وضح النهار!

بقلم/نبيل محمد العمودي
تجار السوق السوداء مجرمون لا يمتلكون الضمير و لا يخافون الله..يحللون الدماء ليس في سفكها مثلما الاعداء في جبهات القتال،و لكنهم يمتصون دمائنا و يستنزفونها في رفوف السوبر ماركت و محطات البنزين و الغاز و في مطابخنا!
في الحرب يتأقلم الضحايا مع اوزارها، نعم بحزن و لكنه متوقع، فتتقبل الأسر سقوط الشهداء و الجرحى منها،
و تشرد العائلات لتهدم منازلها
و ينعدم الماء و الدواء و الغذاء..
و لكن الضرر الكبير الذي يعاني الناس هو أستغلال من هم حولنا لحاجاتنا،
يتسببون في أرتفاع أسعار المواد الإستهلاكية ليزيدون من معاناتنا.. في جريمة يسمونها تجارة السوق السوداء!!
المجرم في هذه التجارة الخبيثة، ليس عدو واضح نحاربه بل مجرم نتوسل اليه ان يوفر لنا حاجتنا بالسعر الذي يريده، و نحن نعرف أنه هو من يتسبب في إخفائها،
و قد يكون مجرم السوق السوداء شخصا من مدينتنا و جليسا معنا على طاولة مقهى او مطعم في شارعنا و ربما يقف مكاتفا لنا في احد الصلوات الخمس..
و ربما هو جار لنا، او حتى نحن بأنفسنا!
لأنها جريمة للأسف الشديد لا تصنف بسبب جهل مجتمعنا انها جريمة، بل و من أبشع الجرائم فيعتقدون انها شغل شريف و شطارة…
و هنا يكمن احد أهم اسباب المشكلة، فطالما أن تفكير الناس قاصرا الى حد مباركة هذه الجريمة، فمعاناتنا مستمرة يا جماهيرنا ياحرة..
و مجرموا السوق السوداء مستمرون في غيهم نهارا جهارا!
فما أن تضع الحرب أوزارها ترث هذه العصابات كل الفرص و بانتهازية وضيعة تستغل ضعف القانون و انشغال السلطة المحلية في مكافحة جيوب الاعداء التي تفخخ بها المدينة قبل الهروب منها..
و تستمر في امتصاص دمائنا حتى اخر قطرة..
بل انهم يسعون بكل قوتهم و نفوذهم في تعطيل و وضع العراقيل أمام اي حلول و توفير للمواد المعدومة و يحرصون على أن يظل الوضع مخنوقا متازما لاطول فترة ممكنة..
فيكونون سبب فشل كل الحلول التي تحاولها السلطة المحلية لتوفير المواد المنعدمة و ضخها الى الاسواق،
يدفعون الرشاوى و شرائها من مصدرها قبل نزولها الأسواق، تخفيها تنتظر حتى زيادة ضغط الطلب عليها و بالتالي تنزلها و تفرض ألاسعار التي تريدها!
تجار السوق السوداء أشد أجرام من العدو الذي يقاتلنا في الجبهات…
المتلاعبين بقوت يومنا هم أشد علينا من القتلة لأنهم يحاربونا في طعامنا و دوائنا و مائنا و سير حياتنا!
مؤلم جدا أن يستغل مواطن أخيه المواطن و هو يعرف حجم الماسأة و عمق الجراح التي يتسببها لأخيه و ربما يكون قد عاشها هو بنفسه قبل ان يصبح مجرما في السوق السوداء..و لكن الاشد إيلاما هو أن يرتكب جريمة السوق السوداء اشخاص تحملوا على عاتقهم أمانة و مسؤولية هذا الشعب..
مسوؤلون و معينون في مناصب مهمة، أصل مهمتهم هي توفير تلك المواد، و لكنهم مقابل رشوة و مبالغ مالية يساعدون على اختفائها من الاسواق..
يبيعون شرفهم في المهنة و يخونون أماناتهم فيقبضون مقابل ذلك مالا ليطعمون اولادهم من ذلك المال الحرام..
و لا أنهم فلحوا بدنيتهم و لا أخرتهم!
فهل من مراجعة للنفس و أن يتقوا الله في عباده؟!
هل من رحمة للناس الذين يعانون بما فيه الكفاية من التزامات اخرى كدفع فواتير الكهرباء المتراكمة طوال فترة الحرب بعد أن تخلت الحكومة عن ادأبها و التزأمها بتحمل هذا العبء عن الناس كأقل واجب تقدمه لناس ضحوا بشبابهم و أطفالهم و حياتهم بينما كانوا هم فأرون في فنادق على تخوم البلاد؟!
هل من صحوة ضمير؟!
و أولا و أخيرا هل من خوف من الله سبحانه و تعالى؟!
و الله المستعأن

أخبار ذات صله