fbpx
عدن بعد اغتيال جعفر محمد سعد

محمد الغيثي

عندما يموت الأبطال دون ان يتحدثوا عن انفسهم نجد في الحلوق غصة وفي اللسان ابتهال بأسمائهم وتاريخهم البطولي. ولأنني شخص لا يحب الإكتفاء بالتفنن في كتابة جمل الرثاء والعزاء بعد الإغتيالات فانني والله لا استطيع المرور دون أن اعزي نفسي والقراء بعد الشهيد البطل جعفر محمد سعد. لقد خسر الجنوب رجلا بحجم عدن الا ان جعفرا لم يكن الشهيد الأول ولن يكون الأخير فلا زالت الأرض والجبال تزخر بأبطالا سيذعن التاريخ يوما ما لأحدهم ليسجل صفحة تضاف الى كتاب الحرية والكرامة يكون فيها النظام والأمان والدولة المدنية.

 

بعد جعفرا، لن تكون العبارات كافية. لهذا لا نريد احدا ان يقول سوف نبحث عن الجناه ونقدمهم للعدالة. فهذه اسطوانة مشروخة وجملة قيلت بعد اغتيال مئات بل الآف الشرفاء في الجنوب اليمني. ولن نقبل من أحد ان يقول يجب ان يرحل الرئيس او الحكومة الشرعية من عدن لانها غير آمنه، لأن تأمين عدن اسهل من الخروج منها. الا فلتسلموا السيف لأهله ولتطلقوا عنان المقاومة الجنوبية التي حررت عدن ولتتركوا الأمر لها بإشراف الأشقاء في دولة الإمارات الأبيه. لن يحل الأمان دون العقاب قبل الجريمة، قلتها تكرارا ومرارا فتشوا عدن زاوية زاوية. نحن في حالة حرب والحرب تعني اننا لا نملك وقتا كافيا لتصنيف عمليات التخريب فكل عمل يضر عدن وأهل عدن يجب ان يكون جريمة وعار يتم غسله بدماء المجرمين. وان لم يكن ذلك فسوف يموت الأبطال في وطني ليحيا غيرهم.

 

الاستمرار هكذا سيكلفنا الكثير في عدن. اليوم جعفرا وغدا بطلا اخر. هذه مسؤولية كبيره يتحملها قائد المنطقة الرابعة ومدير أمن عدن والرئيس نفسه. لماذا؟ لان جميع المشاريع في عدن مشاريع تنموية – وهذا لا شك انه مطلوب – غير انني وللأسف لم ارى الى اليوم مشروعا أمنيا يكسر رقاب الخونة والخلايا النائمة. مشروع يطوق عدن بحزام من الأمان الذي لا يترك بندقا ولا خنجرا الا ومنع دخوله الى عدن وبدون ذلك لن نرى حلا والا كيف استطاع هؤلاء اغتيال جعفر وكيف استطاعوا اغتيال ابطال الامارات بالأمس وكيف استطاعوا اغتيال غيرهم ؟ من اين أتوا بالسلاح والمتفجرات ؟ لم تنزل من السماء بل هي في بيوت اتباعهم الذين تربوا على أيديهم ليخدموا مركز مصالحهم المشتركة من زوايا مثلثهم الشيطاني.

 

عملية اخلاء عدن من السلاح لن تتم بدون خطة يتم تنفيذها على أكمل وجه. منازل التابعين فيها من الأسلحة والذخائر ما يبلبل الوضع في ثغر الجنوب الباسم. لهذا فتشوا بيوتهم وغرفهم وممتلكاتهم، فتشوا كل ما يمكن تفتيشه في عدن ان اردتم فعلا تأمينها. ان وجود قوات التحالف ممثلة في ابطال الامارات الاشاوس فرصة كبيره للإستفادة منهم في وضع الخطط والتزود بالأجهزة المطلوبة لعملية إخلاء عدن من السلاح. يا فخامة الرئيس ويا قائد المنطقة الرابعة ويا رجال المقاومة الجنوبية في عدن اجتمعوا ونسقوا فيما بينكم واطلبوا من التحالف الإشراف على عملكم وليكن دم جعفرا مقابل تأمين عدن فهذا أقل ثمن يستحقه دم هذا البطل الذي قاد عمليات تحرير عدن واستشهد صباح اليوم.

 

وفي الأخير أتمنى ان لا اكتب مرة اخرى عن تأمين عدن ووضع خطة لتفتيشها، لأنني لو كتب عن هذا الموضوع مرة أخرى فهذا يعني انني سوف اكتب بعد رحيل بطلا اخر من ابطال الشرعية وابطال عدن والمقاومة الجنوبية والمناطق المحررة، وهذا والله لا نتمناه ولا نريده. رحم الله جعفرا وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وجزاه الله عنا وعن عدن خير الجزاء، اللهم انقله من عدن الى جنات عدْن.