fbpx
“استقلال هادئ أم هائج”

بقلم : محمد عبدالله الصلاحي
• عدنا للكتابة بعد أكثر من (240) يوماً توقفت فيها عن الكتابة الصحفية بالتحديد منذُ ما قبل عاصفة الحزم بيومين ، خلال هذه الأيام التي كنت فيها بعيداً عن الكتابة الصحفية اتجهت لكتابة وإعداد تقارير تلفزيونية لقناة (سعودي 24) ، قبل هذا كنت أكتب بانتظام عموداً صحفياً في صحيفة (يافع نيوز) الورقية ، إضافة إلى كتابتي لصفحة سياسية ذات انتقاد لاذع أسميتها (على المكشوف) في ذات الصحيفة .
• قبل الحرب بيومين كان آخرُ مقالٍ لي وبعنوان (انفصال هادئ أم هائج) بتاريخ (22 – 3 – 2015م) في الإصدار الورقي الـ(39) من صحيفة (يافع نيوز) ، ثم توقفت عن الكتابة بعدها .
• على الرغم من أن فترة الحرب كانت خصبة ووفيرة بالنسبة لمن أراد أن يكتب ويجعل من قلمه سنداً وداعماً للمقاومة ، إلا أنني ارتأيت النأي عن الكتابة ، فحينها لم يعد شيء يستحق الكتابة بالقلم ، بعد أن أرسى المقاومون الأبطال كتاباتهم بقلم البندق وحبر الدم ، وأسطر النصر العظيم .
• اليوم رغبت مُجدداً في الكتابة ، رأيت أن صفحات الصحف عادت لتستهويني ، ورأيت أن ما بداخلي من رغبة الكتابة قد تراكم وزاد عن حده ، حتى بتُ أخشى انفجاره مدوياً في الوسط الصحفي .
• أحداثٌ وأحداث ، كل واحدٌ منها كفيل بأن تكتب عنه مقالات وتستعرضه بتقارير عدة ، وما يجول في الرأس من أفكار تخطته اليد أسطراً مكتوبة ، ليغدو مقالاً أو تقريراً يُقرأ .
• لا شيء أجمل من الكتابة لمن يرى فيها هواية وإفراغ فكر ، وليس لمن يرى فيها مهنة يتكسب منها ، وأرى في نفسي من النوع الأول ، أكتب برغبة وهواية مستحبة ، وأسعى حثيثاً لإيجاد نوافذ جديدة تستقبل ما أكتبه وتنشره .
• رغبت في الكتابة مُجدداً وكانت الرغبة هذه متوافقة مع الذكرى الـ(48) للاستقلال المجيد ، تصادفٌ أو غير تصادف المهم أنه في ذكرى العيد ، والعيد هنا يعني استذكار دروس من سبقونا واستحضارها في ذكرانا المتجددة كل عام ، حتى نتخذ من سبيلهم رشاداً ومن طريقهم سبيلاً نخطوها حتى نيل الاستقلال الثاني .
• من خاضوا غمار التحدي والنضال ضد الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس جديرون بأن يكونوا قدوة ومثال يُحتذى في كل شيء ، على أن هنالك أخطاء رافقت مسيرتهم هي الأخرى يجب النظر إليها بمنظار كونها دروس وتجارب تستلزم في وقتنا الحاضر الدفع بالحلول لا بتكرارها .
• كل عام تتغير المعادلات على الأرض ، وفقاً لمتغيرات سياسية وعسكرية ، يبتسم فيها النصر لمن يُجيد التعامل معها ، ومن يُحسن استغلالها ، غير أن ما تغير من عامنا السابق إلى عامنا هذا ، قفز بواقعنا إلى فرض السيطرة أو التشارك في فرضها مع قوى الشرعية ، وفي كلا الحالتين بات القرار الجنوبي موجود بقوة في رسم معالم الحياة وتطبيعها في وقتنا الحاضر .
• ولأن مشروعنا أكبر من مجرد تطبيع الحياة والمشاركة في صناعة القرار تحت مظلة لا نستحب المكوث تحتها مطولاً ، يُفترض بنا في هذه الحالة أن نكون أدوات تُفكر اليوم بما ستجنيه في الغد ، أدوات تعمل للغد لا لليوم فحسب .
• عنوان آخر مقالٍ (انفصال هادئ أم هائج) ، والآن أضع العنوان (استقلال هادئ أم هائج) وبأي الطريقتين سيكون فِعل الاستقلال على الأرض ، هل سيكون هادئ أم هائج ، هو سيحدث بكل تأكيد طال الوقت أم قصُر ، بعد أن تيقن الجميع بحدوثه وأيقنوا ، من كان منهم مؤمناً به ومن لم يكن من شركاء اتفاقية (1990م) ، فقط الحيرة والسؤال في الكيفية التي سيأتي بها ؟