آخر حاكم بريطاني في عدن كان اسمه همفري تريفيليان، و كان يكره ابناء عدن كُره الموت .. خاصة لما كان فدائيو عدن قوة لا يستهان بها، و خاصة عندما حرروا مدينة عدن لايام، و خاصة لما قال بن سعد في اغنية شعبية له “تريفليان طحس في الجولة”.
هذا الرجل بسبب قهره و كرهه لابناء عدن و الجنوب، تعامل مع ابناء الشمال في عدن في تلك الايام الذين كانوا قادة في الجبهة القومية.
اسمعول ما قاله احد ابناء عدن الفقيد محمد حسن عوبلي:
“اتصل بالجبهة القومية و أدخل زعمائها سرياً الى عدن، و أجرى معهم المفاوضات في جنح الظلام في دار الانتداب … عرض عليهم العمالة فقبلوا … طلب منهم التنازل عن التزام بريطانيا بدفع 60 مليون جنيه لسد العجز في ميزانية الاتحاد فوافقوا .. و هو ما رفضته الحكومة الاتحادية.
و لكن الجبهة القومية قبلت ذلك التنازل في مؤتمر جنيف مقابل حوالة مصرفية بثلاثة ملايين جنيها لأعضائها الرئيسيين”.
هذا كلام الاستاذ محمد حسن عوبلي رئيس الدولة الاتحادية حينها و وزير المعارف..
هم ابناء الشمال الذين اتفقوا مع ترافليان، و هو ترافليان نفّذ انتقاما من أهل الجنوب .. سلمهم المبلغ، و طلب منهم التنازل عن جزرنا “كوريا موريا” إلى سلطنة عمان لأن هذه الجزر منحت كهدية من سلطنة عمان إلى الملكة فكتوريا بمناسبة عيد ميلادها في عام 1854م. لقد كانت هذه الجزر تدار من قبل السلطة البريطانية في عدن وعندما قرب موعد الاستقلال سلمتها إلى سلطنة عمان .
طلب ترافيليان من الجبهة القومية ابادة جبهة التحرير لأنها كانت المقاومة الجنوبية الحقيقية، و التي قتلت الاحتلاليين الانجليز، و لما فشلت الجبهة القومية بأبادة جبهة التحرير … أمر ترافيليان قادته في الجيش ان يسندهم و يساعدهم.
هذا هو التاريخ لا يكذب ان اهل الشمال يقتلونا من زمان.
قال الاستاذ العوبلي :”… قبلوا كل شيئ .. حتى تدمير الجنوب العربي و ارجاعه عشرة قرون الى الوراء … و اشاعة الفوضى و الذعر و الارهاب .. و تحطيم اقتصاد عدن و الاتحاد… قبلوا ذلك”
و يتحدث الاستاذ العوبلي بحرقة و هو المسؤول حينذاك: ” قبلوا تشريد الوزراء و حكام الولايات و عائلاتهم … و اباحة دورهم بما فيها للسلب و النهب … و لم يتمكن معظم حكام الولايات من اخراج شيئ من اموالهم المنقولة الا ما اخرجوه من قبل..
“قبل اعضاء الجبهة القومية كل شيئ كل ما ارادته بريطانيا … نفذوا مخطط بريطانيا الارهابي و الانتقامي ضد ثبات حكومة الاتحاد و وطنيتها… ضد ثبات حكومة حضرموت و وطنيتها … ضد كل المواطنين الشرفاء”.
يتحدث العوبلي بحرقة عن جريمة بريطانيا و تآمر الجبهة القومية “الشمالية” معها ..، و يتحدث بالتفصيل كيف ان ترافيليان أمر الجيش بمساعدة الجبهة القومية.
و اسقطت الجبهة القومية الولايات بمساعدة بريطانيا، و عندما اتى الدور الى عدن، و عدن دائما الرقم الصعب .. دارت حرب اهلية بين الجبهة القومية و رجال عدن من جبهة التحرير و التنظيم الشعبي، و بعد اسبوع من القتال الدامي سقط فيه المئات من القتلى و الجرحى .. بدأت الجبهة القومية بالتهاوي و الهروب الى تعز، الا ان الجيش الاتحادي بأمر من الجنرال “داي” أمر الجيش بالقتال ضد جبهة التحرير و التنظيم الشعبي .. وبهذا تكون بريطانيا هي من اشعلت الحرب في الجنوب… و ليس هذا فقط بل طلبت من الجيش اعلان ولائه صراحة للجبهة القومية.!!!!!!
هذا تاريخ لا اقوله انا و انما قاله رجل مسؤول في السلطة في عدن اسمه محمد حسن عوبلي، و كان رئيس الدولة الاتحادية و وزير المعارف سابقا، في كتاب شهير اسمه “اغتيال بريطانيا لعدن و الجنوب العربي”.
هل تصحح بريطانيا جريمتها؟
هل تعوض ابناء الجنوب نتاج مؤمراتها و غدرها؟
فعلا الاستعمار البغيض
مودتي
