fbpx
محافظو أبين .. وحكاية الفشل

 

محافظ يذهب وآخر يأتي,هذا هو حال محافظة أبين, وبين ذهاب أحدهم وقدوم آخر لم يتغير الوضع أو يتبدل,ولم يصطلح حال المحافظة أو يتحسن, بل أزداد سوء والم, وتعاظمت المشاكل وأستفحل الفساد وأستشرى فيها, حتى وصلت رائحته (النتنة) التي تزكم الأنوف إلى أقاصي المحافظات الأخرى, ولن أكون مبالغ إن قلت أن فساد أبين (حطم) الرقم القياسي ونال المركز الأول مع مرتبة الشرف..

 

فما من محافظ وطأت قدماه تربة هذه المحافظة إلا ومُنيت مسيرته بالفشل والفساد وتدهور أحوال الحافظة, وهذا الفشل هو نتاج طبيعي لفشل (ذوات) ونوايا وضمائر المحافظين أنفسهم, وأبقائهم على (المنظومة) الفاشلة التي تدير معظم مرافق المحافظة وتنخر في جسدها (وتمتص) خيراتها وتستأثر بثرواتها وأموالها ووظائفها وتحيلها إلى (ملكية) خاصة,فيغادر المحافظ (سدة) الحكم فيها وقد خلّف (تركة) كبيرة من الفساد المالي والإداري واقع  والوظيفي وحتى الأخلاقي نتيجة تواطئه وسكوته على الفساد وتناصفه (لكعكة) العائد المالي من خلال النصب والفساد..

 

وهذا الملاحظ في معظم (محافظي) أبين الذين للآسف تعاملوا مع واقع المحافظة من منطلق مصلحتهم الشخصية (والحسبة) الرياضية للفوائد والعائدات والأموال التي سيجنونها من خلف (كرسي) الإدارة ونصيبهم المحفوظ والمكفول لهم من بعض المرافق التي باتت تسترزق وتكسب بطرق غير شرعية ولا أخلاقية وتعبث بمصالح وأموال البسطاء الذين لاحول لهم ولاقوة..

 

حكاية الفشل في أبين لكل من تقلد (سدة) الحكم ناهيك عن فشل معظم مدراء مرافقها والفساد المالي والإداري الذي (يعشعش) في مرافقهم, يكمن في تهاون وتهادن المحافظين حيال مايحدث للمحافظة من عمليات نصب وإحتيال وفساد ضياع للمال العام بطريقة (ممنهجة), وعدم مخافة الله والأمانة الملقاة على عاتقهم وصدهم لكل الفاسدين وإحالتهم للقضاء أوإعفائهم من مناصبهم التي يشغلونها بدلا من تمديد صلاحية فسادهم ومنحهم لمرتبة الشرف والشهادات الفخرية وربما المناصب العليا عرفانا لفسادهم وإفسادهم..

 

يكمن فشل المحافظين في تلك (الأرجوزات) التي يتعامل معها المحافظين أكانت (بطانة) سيئة أو مدراء عموم (فاسدون) لا يتعاملون مع واقع المحافظة من منطلق مهني وديني وإنساني وإنتمائي, وإنما من منطلق (الفائدة) التي سيجنونها والمبالغ المالية التي ينهبونها أكان في بيع الوظائف أو في التلاعب ببعض الإيرادات, طبعا ربما يحدث هذا وذاك بعلم وبمباركة المحافظين أنفسهم الذين يكون لهم نصيب الأسد في كل ذلك ومن خلف الستار..

 

للآسف الشديد ستظل حالة الفشل هذه تصاحب أي محافظ يتقلد (كرسي) المحافظة طالما وهو يسير على (شاكلة) من سبقوه وعلى ذات خطاهم, تاركا متابع الفساد وأهله دون أن يجتث شأفته ويردم (مستنقعاته) أو يستأصله, وأيضا طالما وهم لايفكرون في خدمة (أبين) أرضا وإنسان, ويبحثون عن مصالحهم وغاياتهم واهدافهم الشخصية, دون مخافة الله أو مراقبته ودون وازع ديني يزجرهم ويكبح جماح فسادهم وجشعهم..