fbpx
انتصرنا لايماننا بقضيتنا

لطفي شطاره

لم يصمد الجنوبيين أمام الآلة العسكرية لعصابات صالح والحوثي طيلة هذا الحرب فحسب ، بل صمدوا أيضا في وجه التزييف الإعلامي والسياسي الذي مارسوه لتبرير مجازرهم وجرائمهم التي ارتكبوها لإعادة احتلالهم للجنوب وتنفيذ أجندتهم في تركيعه إلى الأبد تحت ذريعة محاربة الفكر التكفيري كما يزعمون .

ظل صديق عربي يعمل في الأمم المتحدة يحدثني في الخاص طيلة الحرب في عدن بأنها سقطت بيد الإسلاميين  وأن المدينة ستتمزق بيد التيارات الإسلامية والقاعدة وداعش وووو .. وكنت أؤكد له أن كل معلوماته اما مغلوطة أو من مطابخ عصابة صنعاء .. شرحت له مرارا أن كل توقعاته ستصدم بالنتائج التي جاءت بالنصر الكبير ضد المجرمين والقتلة القادمين من شمال الشمال لأن كل من يدافع عن عدن والجنوب هم يقاتلون من أجل قضية شعب لا لفرض فكر محدد .. الإسلاميون في الجنوب هم أبناء هذا الوطن وجزء من نسيجه الاجتماعي وقاتلوا ليس لفكر بل لوطن .. قاتلوا لرفع الظلم عن أهلهم مثلهم مثل كل مواطن جنوبي حمل السلاح للدفاع عن الأرض والعرض .. سقطت المراهنات في تحويل عدن والجنوب إلى ساحة صراع مذهبي أو أفكار متشددة .. وارتقى أبناء الجنوب بكل أفكارهم الدينية والسياسية إلى مستوى القضية التي من أجلها حملوا السلاح

.. كنت أحاول أقنع صديقي العربي القابع في مكتبه في نيويورك ويتلقى تقارير التزييف والكذب أن ممولي الإرهاب في صنعاء هم من يفتحون دكاكين إرهابية لتبرير أجندتهم السياسية في الجنوب .. سألته اذا كان الجنوب كما تدعي لتحولت عدن في ظل هذا الإنفلات إلى حرب شوارع بين التنظيمات الإسلامية التي تروجون بوجودها وتراهنون كما تراهن عصابات صالح ومجرمي الحوثي أن حربهم ضد أهلنا هي حرب ضد من تسمونهم بالتكفيريين

.. الجنوبيون انتصروا لالتفافهم حول قضيتهم  لا تابعين لأفكار تهديمية لوطنهم الذي تهدم من ممولي الإرهاب السياسي والديني والطائفي القادم من صنعاء .. كل جنوبي حمل السلاح في هذه الحرب إنما فعل ذلك لهدف وحيد وهو استعادة دولة الجنوب .. ولهذا انتصرنا لأننا قاتلنا من أجل وطن لا فكر بعينه .. قاتلنا تحت علم الجنوب لا أعلام داعش أو النصرة أو القاعدة .. أسقطنا رهانات صنعاء في تفريقنا بين ملاحدة أو تكفيريين أو سلفيين متشددين

. انتصرنا لأننا وسطيين ، معتدلين ، مؤمنين بأن الجنوب هو بيتنا الذي شردنا منه وقتلنا بداخله باسم كذبة كبرى هي الوحدة .. يسعنا جميعا دون استثناء لأحد هكذا عشنا قبل الوحدة وهكذا سنكون أن شاء الله بعد إستعادة دولتنا .

 

حفظ الله الجنوب وشعبه الصابر