fbpx
شهيد يتلوه شهيد

محمد بالفخر

mbalfakher@gmail.com 

    استشهد في مدينة عدن الباسلة يوم السابع من هذا الشهر اثنان من ناشطي الحراك الجنوبي وفي نفس اليوم لقي شهيد آخر ربه من مدينة سيئون الحضرمية لينضموا إلى قوافل الشهداء الذي قدمهم الحراك الجنوبي منذ انطلاقته في السابع من يوليو العام 2007م .


اضافة إلى آلاف الجرحى  والمعتقلين والمطاردين على مدار الخمس  السنوات الماضية، ليسقوا بدمائهم و ارواحهم شجرة الحرية التي يأملون ان يستظلوا بظلالها الوارفة فقدموا  أرواحهم رخيصة في سبيل الله على أمل استعادة الحق  المسلوب والوطن المنهوب.

وإذا تأملنا المشهد الثوري للحراك الجنوبي منذ انطلاقته نراه يقدم  نموذجاً للنضال السلمي المتميز.


في مسيراته ومهرجاناته واعتصاماته المتعددة في كل مدن محافظات الجنوب بدون استثناء . و المتكررة في كل المناسبات التاريخية المرتبطة بقضية الجنوب كـأمثال السابع من يوليو والواحد وعشرين من مايو والرابع عشر من أكتوبر والثلاثون من نوفمبر وغيرها من المناسبات التاريخية . ففي كل تلك المناسبات يخرج الجنوبيون  سواء  قل العدد او كثر لحضور أي فعاليه من فعاليات الحراك ونراهم يقدمون نموذجاً رائعاً في تنظيم المهرجانات والمسيرات و الاعتصامات بأقل الامكانيات وبدونها احيانا . ورغم كل ذلك يتعرضون للقتل العمد وبأبشع صورة  وبأسلحة فتاكة بدون هوادة او رحمة من كافة  الاجهزة القمعية الامنية والعسكرية دون حسيب أو رقيب ودون وازع من دين او ضمير . وكأن الأوامر من القيادة تطلب ذلك الفعل والمنفذ وافق  ذلك هواه ونفسيته المريضة ضمن تعبئة خاطئة  حاقدة خالية من ابسط القيم الانسانية . وإلا ماذا نسمي تلك الاصابات القاتلة في الصدر والرأس لكثير من الشهداء أو ماذا نسمي منظر السحل المروع الذي تم تنفيذه للشهيد  علي صالح الحدي رحمة الله عليه في مدينة  زنجبار بمحافظة ابين وتلك الصورة المروعة التي لن تغيب عن الخيال  للتمثيل بجثته وما رافق ذلك من  الفاظ نابيه تجاهه رغم انه قد فارق الحياة .  وهو ما يذكرنا بجرائم ((السحل السحل  حتى الموت للإقطاعي  والكهنوت))  حسب تعبيرات وفعل الرفاق التي تم تنفيذها ضد عدد من ابناء الجنوب في سبعينات القرن الماضي.


وماذا نقول ايضاً عن رصاصات الغدر التي استهدفت عدد من الاطفال في عدن و المكلا و حوطة  لحج والضالع وردفان وأبين.

وماذا عسانا أن نتحدث عن استهداف النساء بالقتل كا الشهيدة  ندى الميوني في عدن  ونور مقيطوف  في المكلا التي ديست عظامها  تحت عجلات أطقم الأمن بطريقه تنم عن حقد دفين.

ولن ننسى كذلك في هذا السياق الشهيد صلاح القحوم ذلك الطفل الذي لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره الذي  تم قتله وهو يتناول طعام العشاء في احد المطاعم الشعبية في احدى الحارات الصغيرة بمدينة المكلا ومن مسافة عدة امتار لا غير تلك كانت فيض من غيض  وتلك كانت مجرد اشارات واما التفاصيل فمهولة جداً جداً.


وأما ما قام به ايضا الباعة وباعة القات العسكريين  على وجه التحديد من مساهمات في جرائم أخرى وتحديداً في مدينتي  الشحر و سيئون يندى لفعلهم جبين  الانسانية لو تم التفصيل فيها.

كل ذلك يتم  ضمن صمت اعلامي كبير تمارسه وسائل الاعلام المرئية والمسموعة و المقرؤة  وكما يمارسه بامتياز مراسلي وسائل الاعلام العربية و الاجنبية المتواجدون على الساحة اليمنية في جريمة  هي الاخرى  كنوع من تغييب الحقيقة ودفنها  والتستر على المجرمين .

 رغم كل تلك البشاعة وتلك الجرائم التي لم تثني ابناء الجنوب من  السير نحو تحقيق أهدافهم مهما كانت التضحيات .

ثم  دعونا أن نذكر في الأخير ونذكّر عن حرمة  دم المسلم وأن الكعبة مع عظمتها عند الله سبحانه وتعالى لو هدمت حجرا حجراً لهو  أهون عند الله  من اراقة دم امرئ مسلم .

فهل سيعى هذا من يقتل  أو من  يأمر بالقتل وسفك الدماء ؟

ام ان دماء ابناء الجنوب مباح سفكها؟!!

 

*عدن الغد