fbpx
واقع الإنتصار ووقائع الحسم الثوري

واقع الإنتصار ووقائع الحسم الثوري
خالد الكثيري – حضرموت
قبل أن أخوض في إستعراض قراءتي للبيان الصادر عن هيئة رئاسة المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت يوم الاربعاء 11 يوليو 2012 م ابدأ برأيي فيما أثير من بيان آخر نُسب الى أحد نواب رئاسة المجلس وأمينه العام وآخرين لمناهضة بيان هيئة رئاسة المجلس وأرى أن لا أساس ولامنطق ولاشرعية لهؤلاء المنسوب إليهم البيان في مناهضة بيان المجلس الأعلى للحراك السلمي وحتى وإن كانت لهم مآخذ ما على البيان وأصول إصداره فقد كان الأحرى الإلتزام بأبجديات اللوائح التنظيمية للإختلاف وهي التحفظ أو المقاطعة أو مذكرة طعن وأي ملاحظات ودون الحاجة للخروج بها للعلن لأن في إعلانها إشهاراً لخلاف وإقترافاً لفعلة الإنشقاق ، فما بال وأن المسألة متعلقة بالعمل الثوري وتحرير الأوطان التي يضحي في سبيلها بالأرواح والأموال والولد .
وعلى ذلك فالأصل في الإجماع الوطني هو الإلتفاف والمؤازرة للبيان الأصل الصادر عن هيئة رئاسة المجلس الأعلى للحراك السلمي الصادر يوم الاربعاء 11 يوليو 2012 م ، ومما يستدعي الوقوف عليها ملياً في فحوى البيان بنص الفقرتين التاليتين :  ” نحو إنجاز حراك قوي ومنظم قادر على خلق لحمة وطنية نظيفة مشكله بمشاركة شرائح المجتمع الجنوبي المؤمنة التحرير والاستقلال , ودون أن تطغى الحزبية اليمنية على نضالنا التحرري.  ”
” إن انخراط جماهير الشعب الجنوبي كافة في معركة التحرر الوطني ، وتوحد جميع القوي الاجتماعية والسياسية وشرائح المجتمع الجنوبي ,ومنظمات المجتمع المدني في برنامج موحد هو الشيء الوحيد الذي سيسقط مديريات الجنوب سلميا بيد الشعب الجنوبي , وسيفرض الأمن والأمان في كل ربوع أرضنا الحبيبة  ” .
وبحسب فهمي المتواضع أرى فيها حقيقة غابت عن الكثيرين وأرى ان المجلس الأعلى للحراك السلمي قد أستدركها وهي أن الجنوب بالفعل قد دخل مرحلة الإنتصار في مسار ثورته الصامدة في وجه الإحتلال لنحو سبع سنوات رغم التصلف والغطرسة التي قوبلت بها الجماهير الجنوبية من أبشع صنوف الإرهاب والقتل التي بلغت حد الإبادة البشرية بالمعجلة وزنجبار والمجازر الجماعية بالمنصورة وقبلها بالضالع ولودر الى جانب القمع والتصلف والإستهجان بأرواح الجنوبيين والإطلاق العشوائي للرصاص الحي بالمسيرات السلمية في مختلف مناطق وبلاد الجنوب من خور مكسر وعدن وحوطة لحج  حتى المكلا وسيئون والشحر في حضرموت .
مسيرة جماهيرية إحتجاجية تواصل السنوات في صمودها وتضحياتها بالأشلاء والدماء والأوجاع لعشرات الآلاف من الجرحى والشهداء غير أنها لم تسقط إرادتها الوطنية ولم تلين في عزيمتها بل سقط النظام اليمني تحت أقدامها وتهاوت الدولة اليمنية التي يتأكد ملياً الى أنها لن ترتفع لها أوتادها حتى ترتفع لدولة الجنوب أوتادها ، وها قد جاء اليوم الذي يستدرك فيه المجلس الأعلى للحراك السلمي الدواعي الكفيلة بإعادة بناء الدولة الجنوبية الحرة المستقلة ويأذن بلملمة الإنتصار من مديرية الى مديرية في كل ربوع أرضنا الحبيبة .