fbpx
حادثة كلية الشرطة ليست الاخيرة والمبادرة وضعت هذا الفراغ

حادثة كلية الشرطة ليست الاخيرة والمبادرة وضعت هذا الفراغ

 

عبد الرب الفتاحي

كلما حاول اليمني أن يشعر أن ظروف بلده تتجه إلى الافضل”الاقل” كلما صدم كيف تجري الامور ؟القضية على ارتباط بمنظومة الحكم حيث صارت السلطة ذاتها مقرا للجريمة، فعليها حصد الانفس وهناك اختراقات تجري لمعظم الاجهزة الحساسة للدولة.

ولايبدو أن لدى المبادرة خريطة عمل لتغير شامل فكل مايجري الاعداد له يتلخص بالتفاصيل، وجمال بن عمر عندما يزور اليمن لايكترث بالحديث عن أمور صغيرة  كون المبادرة ذاتها لم تكن برزخا بين نظام اباد كل شيء، ولذلك لايجب عليه ممارسة الحكم إلا أن بقاء أدوات النظام واستمرار التعينات ،على المناول ذاته ،وكذلك الممارسات السياسية التي غيبت البعد الوطني، كلها تكشف عن عملية التزييف الجارية، لكن إذا كان هناك تزييف بطيء الحركة لكن افضل من تزييف يجري بوتيرة أسرع، فبعد عام من المطالب الشعبية التي أوصلت الجميع إلى نتيجة مفادها أن النظام هو رأس البلاء ،إلا أن الطريقة التي عملت عليها المبادرة تركت الكثير من الفراغات الخطيرة التي جعلت الوضع مهددا في الجانب السياسي، وكذلك في الزوايا الاقتصادية والامنية .

حادثة كلية الشرطة كانت دليلاً لما يمكن أن يمارس في الفترة المقبلة ،اختراق مايسمى للقاعدة لمدن هامة ،وتحركهم المريح، واستهدافهم لشباب كانوا يحلمون بوضع ليس كاملا ، فاليمني من الشباب اليوم يحلم بإقل دور يمكن أن يساعده على الاستقرار، رغم الرواتب الضعيفة التي مازالت حربا تدار هي الاخرى على اليمني من النافذة الاقتصادية، إلا أن بعض من الذين يقتلون بدم بارد ،يجعلون من الدماء نصا شريعا في استمرار نشر مفهوم حديث جعل من الناس عرضة لما تمارسه السياسة.

ونتيجة للظروف السائدة فإن القاعدة صارت دمية سياسية وبرجماتية تظهر في ظروف معينة، وتغيب في فترة أخرى، ولكنها تجد الدعم الذي يضمن لها البقاء لكي تنشر صورة موحشة على الواقع الذي نعيشه ،فهي برزت كتحدي للتغير الذي ارده اليمنيون عندما خرجوا في ثورتهم ،وكانت معظم القيادات العسكرية الموجودة في تلك الفترة، على  قمة الاجهزة التي كان عليها المواجهة السريعة، إلا أن ماحدث هو أنسحاب قوات أمنية وتركت معظم الاسلحة لتلك الجماعات.

وظهرت أبين في شهر معين مدينة خالية من التواجد المؤسسي، وظهرت العمائم وعملية تنفيذ الشريعة بطريقة يقال عنها جهادية ،وفي فترة معينة أغارت كتائب من الذين يسمون أنفسهم جهاديين على أحد الكتائب للجيش ، فقتلت مايقارب من 200 جندي ثم اغارت تلك العناصر على قوة أخرى في الملاح فقتلت 25 من الجنود الذين وجدوا أنفسهم يباعون بشكل مغزي ثم استطاعت القاعدة تنفيذ عملية انتحارية في ميدان السبعين قتل فيها الكثير من الجنود من الامن المركزي وقبل التفجير الاخير أمام كلية الشرطة كان هادي قد اجتماع مع القمش والانسي لفرعين مهمين من الدوائر التي كان يجب عليهما القيام بالدور المسؤل واستمع اليهما وهما يتحدثان عن تعطيل الكثير من المحاولات التي دأبت عليها القاعدة في استهداف بعض المناطق والشخصيات لكن التفجير الاخير يدل أن الجهازان الذي يتحكم بهما شخصيات من فترات صالح بحاجة إلى تغير جذري من حيث الشخصيات ومن حيث النظم المعتمدة.


كان الهدف من وجود القاعدةفي اليمن هو تنفيذ خطتين ،الاول :ترتبط بالواقع الدولي هو الخوف الذي يسود معظم دول العالم من خطر القاعدة كما أن المساعي الدولية في هذا المجال ترتبط برسم سياسيات أمنية دون أن تنظر تلك الدول منها الولايات المتحدة إلى البعد الاقتصادي والسياسي للدول التي تعاني من ظاهرة القاعدة .


كما أن النظام اليمني معروفا عنه كيف ظل يلعب بورقة القاعدة؟ وعمل على تطوير ايجاد خلايا لهذا التنظيم تساعده على فرض المزيد من المال مقابل الحرب على الارهاب والنقطة الثانية :التي حاول النظام اليمني في إبقاء القاعدة هو من أجل تحقيق مكاسب سياسية فهو في فترة الحرب على الارهاب عمل على تعيين الكثير من الاقارب له على الاجهزة الأمنية والعسكرية وهو بذلك أرد تعزيز العلاقات الفردية وفق نطاق المصالح بحيث غابت الطريقة المعتمدة لكي تكون قضية الارهاب عمل مؤسسي مرتبط بفريق عمل ذوي كفاءة إلا أن تأسيس القاعدة على جانب من العلاقات الانفردية تلخص جانب من أدوات التفكير الامريكية والتي تحاول أن تمارس شكلا من الاعتقاد أنها يمكن أن تكون مهتمة بمصالحها فقط .


الشيئ الاخر الذي مازل غير واضح وهو مرتبط بدواعي سياسية، أو الذرائع ويتعلق في كون الولايات المتحدة تدرك أن خطر القاعدة مرتبط بواقع معين، وليس في كل الظروف يمكن للقاعدة أن تؤثر على الجانب العام من مجموعة الافكار المتعصبة 


الواقع اليمني يرتبط اساسا بالواقع الاقتصادي ، وهناك فساد منتشر في كل المحاورالسياسي منها ، والحزبي والتعليمي ،ولذلك كان الرضاء بالمبادرة الخليجية فسادا سياسيا أخر، كونه مرتبط بمجموعة المصالح التي يمكن أن ترسمها القوى السياسية، من خلال إبقاء النظام السابق بناء على المناصفة في الوزارات والوظائف العامة مع بقاء هادي رئيسا للجمهورية، وعلى هذا الطريقة مازال لدى هادي نفسه طريقة لم تختلف عن الرئيس السابق، فهو يمارس وظيفته بناء على طريقة متدرجة ،وليس العمل الفاصل.


السفير الامريكي مازال يقوم بجميع الادوار، ويغلب مصلحة بلده من كل مايجري في اليمن فهو ،الموجه وهو الساعي ،وهو المفسر وهو المرجع، ومع الدور الذي كان هادي قد قام به في الفترة الاول، من خلال محاولاته التغير بشكل فعلي فإن هناك تمرد جرى من خلال تمرد بعض القادة العسكريين الذين هم قريبين من صالح، ولكن رغم تلك التجاوزات بحق رئيس الجمهورية.


لم تتخذ أمريكا أي ردة فعل وكانت مهتمه بالقضايا التي تراها مناسبة، للإستفادة من الواقع اليمني الغير طبيعي من خلال التواجد الامني لها، والسيطرة الفعلية على مرتكزات القرار، فيما يمارس صالح ذاته العمالة التي كان يمارسها في السابق فرغم التحفظات الامريكية والخليجية حول مهامه فإنه الآن رئيس للمؤتمر الشعبي، ولديه قوة عسكرية وهناك محاولات دولية قبل أن تكون محلية في عرقلة توحيد الجيش اليمني وفي الاخير، نجد الظروف السياسية اليمنية لاتقبل بنظام قادر على تجاوز المربعات بحيث يجب أن تكون السعودية والامارات وامريكا هي من تضع الفترات الزمنية، لتطبيق ماتره مناسبا.

 

على اليمنيين أن يدفعوا الثمن من خلال عملية القتل اليومية التي تجري في أكثر من مكان، دون أن  يحدث تطور جديد، قد يساعد اليمنيين على الشعور أن الوضع اصبح ممهدا لظروف تخرجهم من الحلبة التي تجعلهم هم الضحية فقط  ــ  للصراع الدائر بين اطراف كثيرة ـ  تحاول تكريس وجودها بشكل غير وطني أو مسؤول لذلك ستظل القاعدة ورقة تظهر في الوقت الحارج ، عندما يحتفل اليمنيون بعيد الوحدة أو عندما يجتمع هادي مع لجنة الحوار الوطني  ، وغيرها من المساعي السياسية التي تراها بعض الاطرافا تجاوزا لها فتحرك بعض من مجرميها بغطاء ديني وهو استهداف معرقل يحاول اصحاب المشاريع والمخططين له لفت الانتباه عن التغيرات التي قد تجري فتجعلهم بعيد عن الحدث .