fbpx
يافع نيوز علي عبدالإله سلام

مقالات للكاتب

طواغي ثورات الربيع العربي

طواغي ثورات الربيع العربي

بقلم : علي عبدالإله سلام

لم تكن ثورة الربيع العربي إلا مفتاح خير تعكس مدى سلمية وثقافة عقولنا نحو التغيير الذي ننشده ونحو حقوق وطن أغتصب بقيادة طواغينا التي صنعناها من سابق.

يقول الدكتور طارق السويدان لسنا بحاجة لإن نرفع شعارات تناهض طواغي الغرب فمازلنا نختزل الكثير من الطواغي المحلية ومتى ما أستطعنا في تغيير طواغينا بعد ذلك سنخطوا نحو الغرب رغبة في التغيير لا في إثارة العنف.

لا أحد يستطيع أن ينكر في أن ثورة تونس كانت ملهمة لنظيرتها الثورة المصرية بل أن المصريين بثورتهم،الهموا العالم بثورتهم التي وصلت إلى نهاية مخاض ناجح إبتداء من أسقاط النظام كاملا ووصولا بإنتخابات نزيهه فاز بها أحد أهم فصائل الثورة المصرية.

الخوض في الحديث عن ربيعا لم يكتمل قد يبدو مملا بعض الشيء فمن الملاحظ ليبيا اليوم تعيش حالة من الترقب نحو المجهول والتي سيعلن عنها في الساعات القريبة بالمثل أيضا الثورة الشبابية في اليمن والتي أنكمش عليها الطامعون والباحثون عن منصب لا عن وطن وهاهنا سوريا تصرخ وجعا لما آل بها الحال من زبانية بشار غير أن تونس ومصر مثلت النجاح لربيعنا العربي.

وبعيدا عن حسابات الربح والخسارة ينبغي أن نطرح سؤالا عن ماهية النتائج التي خرجنا بها من ثورات الربيع العربي؟ فلو لاحظنا مثلا أن من أسباب نجاح ثورة تونس هو أن النظام السابق أعطى مساحة واسعة للتعليم وفكر باهي للشعب غير أنه تظاهر بديمقراطية وليبرالية زائفة، وبرلمان مزور، ودستور صوري، ومعارضة وهمية، وهذا ماساعد الثورة في أعطائها زخم نوعي من حيث المبدأ والتلاحم وتنصيب الشخص المناسب بالمكان المناسب حين أتت بالسيد منصف المرزوقي المفكر والمدافع عن حقوق الإنسان والذي تنبأ بقيام الثورة قبل سنه من قيام الثورة التونسية حينها.

وبالمثل الحديث عن الربيع المصري قد يبدوا طويلا لما صاحبها من شوائب إبتداء من قتل للثوار وسحل العديد منهم وحدوث إنفلات أمني لم تشهده مصر من قبل.. لكنها أستفحلت وخرجت من مأزق كاد المجلس العسكري أن يجعل مصر نظاما عسكريا أخر.. بإعتقادي أن ثورة مصر أستطاعت أن تكون مبرزه نوعا ما إلى وقت قريب هذا إن لم يخيب ظني فيما بعد ربما لسبب بسيط أنها لم تصنع طاغيا بعد غير أن الأخبار لاتبشر بالخير حينما نشاهد ونسمع الأخبار القادمة من هناك تمدح بالسيد الرئيس في قيامه وقعوده وخروجه ودخوله وعلى النقيض نفسة الأخوة الليبراليين يقومون بحملة تسويقية ربما تفوق السيئة لسبب بسيط أن الإدارة اليوم أصبحت بيد الأخوان المسلمين طالما كانوا هم الأعداء الحقيقين طيلة حكم مصر السابق.

أنتقل إلى الحديث عن ثورة البن التي خذلت من جميع الأطراف ربما لسبب بسيط هو أن أن حال القبيلة مازالت تفرض حضورها على المدنيه بفعل ثقافة الجهل والتخلف وسيظل الحال على ماهو عليه طالما وأن الدولة عاجزة عن ضبط اي مدان ينتمي إلى قبيله حتى في جرائم القتل العمد. مايعني أن اليمن تسير باتجاه أنفاق كثيرة ومالم يكن هناك تعديل في مسار الحياة السياسية فإن الأوضاع ستزداد سواء وبالتالي فأن النظام سيقدم في كل منعطف ضحية جديدة يعلق عليها وزر الحاضر كما هو الحال الآآآآآن.

المتتبع للربيع اليمني سيرى أنه أسقط الطاغية علي عبدالله صالح فقط بينما وفي الوقت ذاته صنع من الأراذل شجعان ومن الحثالات ثوار من العيار الثقيل..فبالله عليكم من متى أصبح علي محسن قائد يشار إليه بالبنان ومتى كان صادق الأحمر شخصيه وطنية تسمع مايقوله الوطن؟ومتى كان يحيى محمد عبدالله صالح ثائر يلبس التي شيرت وعليه صورة تشي جيفارا إقتداء بمظهر لا بمبدأ؟

مرورا بثورة ليبيا العظيمة التي دفعت الغالي والرخيص لإسقاط منظومة عصابة دامت تحكم ليبيا 40 عاما مضت. ثورة ليبيا حملت في طياتها السلاح ربما لطبيعة الحال ضد النظام الذي مارس أشد ضغائن الحقد على مستوى الطواغي في العالم فكان يقتل ويسحل ويغتصب وكل شيء يخطر في البال.

في رحلتي الأخيرة إلى المملكة المغربية 2009 كنت في تجمع مع الشباب الليبي هناك كانوا يستغلون نفوذ معمر القذافي في وصف بامتيازات سياسية لايستحقها ومن ثم وبعد إستعراض تفاصيل لحياته أؤكد لي أن معمر القذافي كان يمارس طغيانه تجاه شعبه بقسوة حتى وإن كانوا خارج البلد وبالفعل كانوا يهابون هذا الطاغية وكأنه هو من يوزع صكوك الغفران؟ّ السؤال هنا يحيرني كثيرا من الذي صنع هذا الطاغية؟؟اليس صمت الشعوب؟َ! لكن الحال في ليبيا بدأ يتحسن إلى الأفضل وهاهو صديقي يستشهد بصمت وقد أدرك الآن أن على هذه الأرض ما يستحق ان يموت لأجله وان ليبيا أخر ممكن في زمن رفض كل جوانب الظلم بل لم أدرك أنا وأصدقاءي عندما شلتنا المفاجأة ان صديقنا الليبي كان يودعنا بإطلالته الأخيرة  وأن لن نراه ثانية سوى عبر تصفح صفحته في الفيس بوك والتي تنهمر فيها الكثير من التعازي.

وهاهو الوجع القادم من سوريا الألم التي مازالت تنزف وجعا لم يتوقف بعد في مخاض يكاد يطول لهذا أجد صعوبة في وصف ربيع أحمر دامي   تجمدت فيه ادمع الأمهات ويتم فيه الأطفال الصغار ويرحل عنها الشيوخ والشباب ولعمري أن سوريا س ستصبح عما قريب سوريا التي نعشق.

أنحاز قليلا للحديث عن ثورة الحراك السلمي الجنوبي والتي نتجت عن ظلم منذ دخول القوات الشرعية في 94 الحرب سئية الصيت والتي بدأت في أواخر العام 2007 والتي مثلت في بدايتها ثورة من التسامح والألق البهي وفتحت ذراعيها منادية لكل من أستطاله الظلم والطغيان غير أن الحال في اليمن كما أٍسلفت سابقا يختلف تماما حيث أن ومع قيام ثورات تنادي في قلع طغياننا إلا أنها في الوقت ذاته تصنع طغيانا أخر وبطريقة مثالية والملاحظ لقادة الحراك اليوم هم أنفسهم من كانوا شركاء في السلطة وفي المعارضة وفي ماضي بغيض عاشه أبائنا وأشتكوا من سوءه لذا مطلوب من شباب الحراك أن يكشف حقيقة هؤلاء كاملة مالم فإنه من الصعب الإعتماد عليهم كقاده يقفوا كظهر ثابت يحققون فيه الأهداف المرجوه تمس حياة الجنوبيين من أقصاه إلى أعلاه ودعوني في الأخير أتسأل إذا كان الحراك الجنوبي يعيب من علي محسن وصادق الأحمر في ثورة الشباب الشعبيبة فعليه التخلي عن عتاولة الفساد في مكوناته بدأ بعلي سالم البيض ومرورا بالعطاس وعلي ناصر وعبدالله الأصنج وإنتهاءا بطارق الفضلي وإلا فكيف سيدافعون عن ضياع حقوق وطن.

لذا أقولها دائما الثورات قامت لقلع طواغي بلداننا لا لصنع طواغي تعبث بمجرد أن الوطن سلعه يباع فيه ويشترى وتكون التضحية التي يدفعها الشباب مجرد حلم لا حقيقة .