fbpx
باب المندب الاستراتيجي بات في متناول الحوثيين.. وإيران المستفيد الأول
شارك الخبر

يافع نيوز – الشرق الأوسط

بات مضيق باب المندب الاستراتيجي بين خليج عدن والبحر الأحمر، حيث يمر قسم لا يستهان به من الملاحة الدولية، في متناول المسلحين الحوثيين الذين يتقدمون في جنوب غربي اليمن.
يقع المضيق قرب مدينة تعز التي سيطر الحوثيون عليها أول من أمس، ويكفيهم التقدم قليلا نحو الغرب ليصبحوا على الساحل المطل على المضيق. وأفادت مصادر أمنية أول من أمس بأن تشكيلات من المسلحين الحوثيين كانت في طريقها إلى ميناء المخا، على بعد 80 كيلومترا غرب تعز، وهي مطلة بشكل مباشر على مضيق باب المندب.
هذا السيناريو يعطي النزاع في اليمن بعدا دوليا، إذ إن القوى الكبرى لا تستطيع أن تقبل بسيطرة مجموعة مرتبطة بإيران على مضيق باب المندب، خصوصا أن طهران تسيطر في الأساس على مضيق هرمز، وهو المضيق الاستراتيجي الآخر الذي يربط بين الخليج وبحر العرب. ويقول المحلل السياسي اليمني باسم الحكيمي لوكالة الصحافة الفرنسية: «في هذه الحالة ستكون إيران المستفيد الرئيسي.. وستمتلك ورقة للضغط على القوى الكبرى في مفاوضاتها حول الملف النووي».
وأضاف المحلل أن «دول الخليج بدورها ستواجه مشكلة» لأنها تصدر جزءا من نفطها عبر باب المندب، مضيفا أن «إيران ستحظى بهذه الطريقة بوسيلة ضغط على مجلس التعاون»، إلا أن السفير البريطاني السابق لدى إيران ريتشارد دالتون الذي يعمل حاليا باحثا في معهد تشاتهام هاوس في لندن قال إنه لا يوجد «أي دليل» على وجود نية لدى الإيرانيين «بممارسة ضغوط» على الحوثيين لعرقلة الملاحة الدولية. واعتبر دالتون أن الإيرانيين «يدعمون مبدأ حرية النقل ويحترمون القواعد»، معتبرا أنه «ليس من المرجح أن يسعى الحوثيون أو الإيرانيون إلى إعاقة» حركة السفن في المضيق.
من جهته يرى بيتر سالسبيري الخبير السابق في معهد تشاتهام هاوس أن الحوثيين لن يستطيعوا حكم البلاد وحدهم، وبالتالي من الصعب عليهم السيطرة على كل أجزائه، لوجود صراعات محلية وإقليمية مختلفة تؤثر في الوضع. وقال إن «دوافع الصراع في اليمن محلية بالأساس، لكن يستمر تأثير الأدوار التي تلعبها أطراف خارجية، والتي يتم تصويرها في كثير من الأحيان على نحو مبالغ فيه، على حسابات الأطراف الفاعلة في اليمن، وكذلك على اللاعبين الإقليميين المختلفين».
ويشير سالسبيري إلى أن من المرجح ألا يتمكن الحوثيون من حكم البلاد والتعامل مع كثير من حركات التمرد وحدهم، مشيرا إلى أن اليمن يحتاج إلى دعم مالي من دول الجوار الأكثر ثراء منها، وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية، لتفادي حدوث انهيار اقتصادي. وأضاف: «ستكون المشكلة بالنسبة إلى دول الخليج والولايات المتحدة على المدى القصير والمتوسط هي كيفية إقامة علاقة ناجحة مع طرف مؤثر أساسي في بلاد ذات أهمية استراتيجية، من المرجح ألا تشعر بالحاجة إلى خدمة مصالحها على النحو الذي كانت تقوم به الأنظمة السابقة في صنعاء».
ويقع باب المندب على مسافة 150 كيلومترا غرب مدينة عدن. ويسير الطريق بين عدن وباب المندب في خط مواز للشاطئ، ويغيب عنها أي وجود ملموس للقوات الحكومية بحسب مراقبين يمنيين. ويتمتع باب المندب بأهمية استراتيجية بالنسبة إلى عدد من الدول مثل مصر وإسرائيل، إضافة إلى الدول الكبرى.
وتملك الولايات المتحدة قاعدة في جيبوتي على الضفة الغربية لمضيق باب المندب. وتملك فرنسا أيضا حضورا عسكريا قديما في جيبوتي. وبالنسبة إلى القاهرة فإن باب المندب هو المدخل إلى قناة السويس التي تعتبرها «خطا أحمر» على حد قول السفير المصري لدى اليمن يوسف الشرقاوي. وقال السفير إن «أكثر من 38 في المائة من الملاحة الدولية تمر عبر هذا المضيق»، مشددا على الأهمية الاستراتيجية الكبرى لباب المندب. وأضاف الدبلوماسي المصري الأسبوع الماضي بعد لقائه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في عدن أن «الأمن القومي لليمن مرتبط بشكل وثيق بأمن البحر الأحمر والخليج وباب المندب».
وتدعم مصر الرئيس هادي، وقد أغلقت سفارتها في صنعاء، شأنها شأن دول الخليج والدول الكبرى بعد أن سيطر الحوثيون على دار الرئاسة وفرضوا «إعلانا دستوريا» حلوا بموجبه البرلمان وأمسكوا تماما بزمام الأمور في العاصمة. وتدعم دول الخليج بقوة هادي الذي تعتبر أنه يمثل «الشرعية» في اليمن. وتمكن هادي من الإفلات من الإقامة الجبرية التي فرضها عليه الحوثيون في صنعاء وانتقل إلى عدن في 21 فبراير (شباط)، حيث استأنف مهامه كرئيس للبلاد. وأكد مجلس الأمن أول من أمس دعمه لهادي مع الدعوة إلى «عدم التدخل في شؤون اليمن». وكان السفير المصري سلم هادي دعوة رسمية للمشاركة في القمة العربية التي تستضيفها مصر يومي السبت والأحد المقبلين.
ويشكل التهديد الحوثي لباب المندب مصدر قلق أيضا لإسرائيل المطلة على البحر الأحمر، لا سيما عبر ميناء إيلات. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطابه أمام الكونغرس الأميركي في الثالث من مارس (آذار) الحالي إن «التهديدات» الإيرانية تعني «العالم بأسره». وقال: «بينما يأمل كثيرون بأن تنضم إيران إلى المجتمع الدولي، تقوم إيران بابتلاع دول. علينا أن نتحد لمواجهة التقدم المخيف لإيران»، مشيرا بشكل خاص إلى «المضيق الاستراتيجي عند مدخل البحر الأحمر».

أخبار ذات صله