fbpx
مصلحة من قتل الخيواني.. بقلم: حيدرة محسن القاضي
شارك الخبر
مصلحة من قتل الخيواني.. بقلم: حيدرة محسن القاضي

من قتل الصحفي عبدالكريم الخيواني سؤال لا يحتاج إلى تفكير عميق أو بحث وتحري شاق لا.

الخيواني رحمة الله عليه لا يستحق هذا العناء بل لان محطات حياته وما تعرض له طوال الفترات  السابقة_ والتي كنا متفقين معه_ صوتا يرهب الطغاة وقلماً نخرت قلاع الفساد ,فكتاباته الجريئة في نقد النظام وتسليطه الضوء على مكامن الفساد والمحسوبية وتصنيفه إلى  القائمة السوداء بمقاييس النظام السابق, تجعلنا لا نذهب بعيدا عن معرفة من وراء اغتياله ومَن مصلحة مِن كتم صوته والتخلص من أفكاره ,

ومع تفشي ظاهرة الاغتيال السياسي في  اليمن عامة وفي حلبة صنعاء خاصة نلاحظ بان اغتيال الهامات الفكرية في صنعاء امثال الشهيد احمد شرف الدين ومحمد عبدالملك المتوكل وجدبان  فهذه الحوادث شابها لبس وغموض وذلك لتعدد الجهات التي من مصلحتها التخلص من أفكار أولئك التي تتعارض أفكارهم مع نهجها وأسلوب فكرها .

رغم وجود مؤشرات موضوعية توحي من كان وراء الاغتيالات السابقة لانسجام العديد من القرائن مع مدلولات الحدث ولكن لم تتفق كل الآراء عن الجهة التي صفتّهم  كما هي متفقة اليوم إلى حد كبير عن مقتل الخيواني..

كان الخيواني يمثل  الفكر والسلم والحمام في جماعة أنصار الله فضلا عن انه ينتمي إلى جغرافية بعيدة عن صعدة فهو من أبناء تعز الشافعية ويعد ورقة رابحة للجماعة التي ينتمي معضم منتسبيها الى صعدة وذمار أي المناطق الزيدية,,كان يشكل رافد للحركة الحوثية لما تمثل تعز من عمق ثقافي وإعلامي وجماهيري تكون في اغلب المراحل ورقة نجاح للكل من تناصره .

طبعا كلنا متفقون ان اغتيال الخيواني خسارة على الوسط الصحفي والمدني ,ولكن في  الجانب السياسي نلاحظ ان جماعة أنصار الله قد أصيبت بمقتل وراء هذا المصاب ,فمن هي الجهة التي تريد إغراق الجماعة وخبت عقولها وأصواتها المسموعة والمقبولة شعبياً.

فقد علق  كثير من الكتاب والسياسيين اليوم عن الجهة  التي تقف وراء تصفية الخيواني على سبيل المثل لا الحصر ,

علقت توكل كرمان على الحادثة بقولها :إن مرتكب جرائم القتل السياسي في اليمن واحد ، إنه جذر الموبقات في اليمن المخلوع علي صالح..

تعرض الخيواني الى القمع وأنواع من المضايقات إبان النظام السابق ثم بالحكم بالسجن على خلفية تهم عديدة من بينها اهانة رئيس الجمهورية السابق علي صالح,

ووصلت به شجاعته وشفافيته إلى ملامسة سقوف حساسة لم يتجرئ احد الاقتراب منها كتوريث الحكم والمناصب الوظيفية في الدولة والفساد في القطاع النفطي وتغطية أحداث الحرب في  صعدة وجمع المسؤلين الحكوميين بين مناصبهم وممارسة التجارة كل هذا جعلته في مرمى العداء والمضايقات والتهديدات في الماضي, واليوم وصل به المطاف إلى التصفية الجسدية

فهل ماضي الخيواني أم حاضره من أوصله إلى هذه المحطة الدموية

رحم الله الخيواني وتقبله فسيح جناته.

أخبار ذات صله