fbpx
عدن عروسة جميلة فلا تقتلوها في ليلة زفافها

((عدن عروسة جميلة فلا تقتلوها في ليلة زفافها))  

الشيخ عقيل السنيدي

تعيش عدن هذه الأيام فتنة رهيبة وفوضى منظمة وغير منظمة لأسباب كثيرة ومتنوعة والبعض الأخر لا يعبر عن أي شي ولكن مزاجية الفرد أو الجماعة هي التي تتحكم في سلوك وأفعال الأشخاص لارتكاب فعل ما أو إحداث فوضى من شانها أن تشبع رغبات هذا الفرد أو الجماعة عند ما يشاهدون هذا الفعل قد حقق النتيجة المرجوة من هذا الحدث . ولا يهم الجهات التي تعمل الفوضى أو التي تمولها أو المؤيدة لها من حجم الضرر الذي قد يلحق بالمجتمع المقصود بإلحاق الضرر فيه . وما يهمها فقط هو إلحاق اكبر قدر ممكن من الضرر سواء كان هذا الضرر في جسم الإنسان أو المال الخاص أو المال العام أو الخدمات العامة التي ينتفع بها الإنسان . وكذلك يهمهم تنفيذ أجندتهم الخاصة وكذا تنفيذ أجندة مموليهم . أذا نظرنا نظرة واقعية على ما يحدث في عدن وما سيحدث لها بالمستقبل بصورة عقلانية بعيدا عن العواطف الجياشة والأعذار الواهية التي في ظاهرها الحق وفي باطنها الباطل والخيانة سوف نحدد من يقتل أبناء عدن ومن الذي يلعب ويدمر اقتصادها وشوارعها وحدائقها وتجارتها والبنية التحتية لعدن . وسوف يتحمل هذه الفوضى ثلاثة تيارات متواجدة على مستوى الشارع العدني . هذه التيارات اثنان منها هما السرطان الرئيسي التي تعاني منه عدن وأهل عدن  وهي على النحو التالي :- 

 1- تيار شباب ما يسمى ثورة شباب التغيير الإصلاحية المنتهية صلاحيته .                                                                                                                                                                                   2- تيار بما يسمون بالبلاطجة والسرق وقطاع الطرق هم من يلعب على الحبلين .

  أما التيار الثالث فهو – تيار شباب ثورة الحراك الجنوبي الذي يمتلك الحق بالاعتصام سلميا في عموم الساحات . لكن عنفوانه الثوري واستمرارية محاربته من النظام جعلت بعض من شبابه يخرج عن سيطرة القيادة وارتكاب بعض المخالفات البسيطة في بعض الأمور .

 ونبدأ بشباب ساحات التغيير التابعين لثورة المحافظات الشمالية وبعض المحافظات الجنوبية من أعضاء وأنصار اللقاء المشترك . نقول لهم انتم قمتم بثورتكم ضد نظام على عبد الله صالح لاسقاطة واستبدال نظامه وذلك لبناء يمن جديد مبني على الديمقراطية والحرية واسترجاع الحقوق لكافة اليمنيين ومنها حقوق ومظالم أبناء الجنوب وكنا من الوهلة الأولى نؤيدكم ونبارك لكم خطواتكم الشجاعة التي قدمتوا فيها الشهداء والجرحى في سبيل تحقيق مطالبكم . الآن وقد تحقق الكثير من مطالبكم وأصبحت الحكومة التي تؤيدونها هي من تحكم البلاد وكذلك الرئيس الذي تم انتخابه من عموم ساحات التغيير ومنها ساحاتكم في عدن هو الآن من يحكم اليمن . كذلك صدرت الأوامر من الراعين والممولين لساحات التغيير بالخروج منها  . وقد خرج ثوار ساحات حضرموت وشبوه ولم تبقى إلا ساحت محافظة عدن  . ياترى لماذا هذا العناد والمكابرة ؟  أم أن في الأمر مقصد أخر ؟ أنا لا يهمني إلى أي حزب تنتمون بقدر ما يهمني استقرار الوضع الأمني المتوتر في عدن . إذا اعتقد الإصلاح والاشتراكي أنه بمقدوره أن يحقق مكاسب كبيرة بإضعاف الحراك السلمي الجنوبي في المحافظة من خلال تواجدكم بالساحات فانتم مخطئون. أن بقائكم بالساحات يسبب جملة من الاختلالات الأمنية والتحركات الاستفزازية للآخرين . وجودكم لم يعد ذو فايدة حقيقية من شانها أن تغير شي في شكل النظام العام . وإنما تواجدكم الحقيقي هو لمجابهة ثورة الحراك السلمي الجنوبي بصورة غير مباشرة كي  تكون المصادمة بينكم وبينهم ويعتبر دعم قوي ومباشر للنظام ولمحافظ عدن إن صح التعبير .                                                    وسوف يواجه الشرفاء من الجنوبيين ساحات المشترك والإصلاح بالنصح والإرشاد التي لازالت تتخذ شماعة الثورة للبقاء بالساحات لغرض في نفس يعقوب .

  هذه المصادمات تكون بينكم يا أبناء عدن والهدف الحقيقي هو بقاء عدن مرتعا لتصفية الحسابات  . فانا أنصحكم أما أن تلحقوا بركب الحراك الجنوبي السلمي أو عودوا إلى منازلكم وحافظو على عدن أمنة مطمئنة لكل ساكنيها .                                                                                 النداء الثاني إلى ثوار الحراك الجنوبي السلمي في عدن . 

 انتم من حقكم تنظمون فعاليات حرا كية سلمية في أي ساحة من ساحات الجنوب عامة وفي العاصمة عدن خاصة . لان هدفكم هو حل قضيتكم حلا عادلا بالشكل الذي يرتضيه أبناء الجنوب  كافة لم يتحقق بعد . واقصد بذلك الاعتصام السلمي المنظم وليس الاعتصام الغوغائي الخارج عن سيطرة قيادة الساحة واللجان التنظيمية لها  . أعلموا أن ساحاتكم سوف يحاول النظام اختراقها بمأجورين جنوبيين حماسهم الثوري كبير جدا هدفهم جمع المعلومات عنكم وزرع الفتنه فيما بينكم وخلخلة أجماعكم حول قيادة الساحة . وجب عليكم أيها الثوار الأشاوس أن تنضمون اعتصامات منظمة ومسيرات حضارية سلمية تعكس الرؤية الحقيقية لحضارة وثقافة أبناء الجنوب وان تكون ساحاتكم منبر للحرية والعدالة والثقافة والفكر المتقدم  وتستفيدون من حضور الساحات الشبابية في أن تناقشون القضية الجنوبية مناقشة جادة مع المثقفين ودكاترة الجامعات المتواجدين بالساحات بعيدا عن التعصب الأعمى لمكون حراكي معين  وتهميش المكونات الأخرى . ولا بد من محاربة بعض التصرفات التي تسيء إلى الساحات الحراكية . 

المفروض من شباب الساحات أن تكون لهم لجان تنظيمية من أصحاب الخبرة بهذا المجال مهمتهم مراقبة الداخلين والخارجين من والى الساحة  ويمنعون كل من يخالف أنظمة ولوائح الساحة من الدخول إليها بقصد التخريب وعمل الفوضى أو الإساءة للآخرين وخاصة الجاليات الشمالية العادية المغلوب على أمرها أو التجار وكذلك المحافظة على المباني والشوارع والمحلات المجاورة للساحة والعمل على حظر حمل الأسلحة النارية وخاصة بالساحات حتى لا تعطي مبرر لقوات الأمن باقتحامها والتنكيل بمن فيها بحجة المحافظة على الأمن  والنظام وحماية أرواح المواطنين .                                                                                        الملاحظ شي عجيب ومخيف حماس ثوري قوي وعنيف عند الشباب لكن بدون تخطيط ونتائجه دائما مبنية على المجهول . وعواقبه بتكون وخيمة وباهظة الثمن والتكاليف قد  تحصد المزيد من الأرواح الثورية  والبريئة  وتكون الفائدة ليست بقدر الدماء التي سالت من الشباب . 

 أنا اعتبر هذا الصنف هم من الجهلة بكيفية النضال السلمي الحديث . يغلب على طابعهم العنف والحماس الثوري الانفرادي الغير منظم . يناضلون بعواطفهم وقلوبهم . ويرفضون استخدام عقولهم  في نضالهم السلمي  . بسبب هؤلاء أصبحت ساحة المنصورة مصابة بداء الإقصاء والعنف والتصرفات الانفرادية . وهذه تصرفات باطلة ودخيلة على أبناء الجنوب الشرفاء. عودوا إلى رشدكم  واسألوا من هو اعلم منكم من الثوار المتواجدين معكم من أصحاب الخبرة والاتزان .أحذروا المندسين المخربين بين صفوفكم . ولا تأبهوا لمن يحرضكم على البسطاء من أبناء الشمال .                                                                                                                أعلموا أن قضيتنا ليست عند بائع الخضروات ولا عند أصحاب المحلات والفرشات والباعة المتجولين . وليست قضية فواكه وملابس وبهارات .

 قضيتنا أكبر من ذلك بكثير . قضيتنا هي قضية وطن مسلوب عند نظام صنعاء وحكومة الوفاق نعمل معا على استعادة الدولة وتقرير المصير .

 نريد منكم ياشباب الحراك الجنوبي المتعطش للحرية أن تكون ساحاتكم منبعا للحرية والثقافة والديمقراطية والتسامح واحترام الرأي الأخر  وتكون ساحتكم نموذج فريد لثورة شعب حضاري أصيل منذ القدم يؤمن بالحوار الجاد الذي من شانه تحقيق الأهداف بدون إراقة الدماء والفوضى التي لا تجلب لنا إلا الدمار ,وكذلك نحن عامة الجنوبيين إن أحسنتم في جعل ساحتكم سلمية حضارية بعيدا عن العنف والإقصاء والتهميش وزرع الحقد والكراهية بين الناس, فإننا معكم وسوف نضحي بدمائنا وأموالنا من أجلكم ومن اجل استعادة ارض الجنوب ، وان أستمر إصراركم  في عشوائية نهجكم الثوري بتصرفات خاطئة تخرج الساحة عن المشروع النضالي السلمي الحضاري لأبناء الجنوب . فإننا لا نرتضي لكم هذه التصرفات . لان ثورتنا الآن سلمية ولا نؤمن بحمل السلاح الآن . مهما قتلت قوات الأمن من ثوار الساحات فلا نرد عليها بالرصاص بل نرد عليها بالصدور العارية والعلامات الجنوبية . 

  أما إذا اكرهنا على حمل السلاح  فسوف نجعل من الساحات السلمية براكين مشتعلة تحرق الأعداء . ولم يحن موعدها بعد ولكل حادث حديث ، الصنف الأخير هم البلاطجة والذين لا يزالون يؤيدون النظام السابق ومن أصحاب الحاجة للمال والنفوذ وزعيمهم عبد الكريم شايف . الذي استفاد من خلخلة الدولة وضعف الأمن لتنفيذ أجندت أسيادة من آل عفاش والتي رسموها له لجعل عدن مرتعا لتصفية الحسابات والإرهاب وزرع الفتنه بين ثوار الساحات وثوار الحراك الجنوبي , لان مصالحه ومصالح أسياده على وشك الانتهاء . 

 هؤلاء هم من يعملون الفوضى وينشرونها بحجة النضال ضد الشماليين البسطاء وهم من يسرق المحلات ويحرضون عليها وهم  من يرعب المواطنين بحمل الأسلحة  نهارا جهارا وإطلاق الأعيرة النارية  ليلا  وينسبون هذه الأفعال القبيحة إلى الحراك الجنوبي والمفارقة العجيبة أن الحراك الجنوبي  يلتزم الصمت من أفعال هؤلاء البلاطجة ولا يتبرأ منهم علنا حيث ما وجدوا .                                                                                                    انه من الواجب على الحراك الجنوبي  تعريتهم وفضح مخططاتهم ومحاربتهم لأنهم  سرطان خبيث قد يفتك بعروسة البحر الأحمر ويقتلها في ليلة زفافها عاصمة لدولة الجنوب .  

 والله من وراء القصد

 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

توضيح بعض الأمور 

كثيرا من القراء الأعزاء يتساءلون عن انتمائي السياسي وهم مستغربون من ذلك لتنوع المقالات التي اكتبها وهي لا تخدم طرف معين ممكن أن أكون احد أعضائه , أقول وبالله التوفيق والسداد . أن كل ما كتبته وما سأكتبه مستقبلا إنشاء الله تعالى   هو نقد بناء لكل المكونات والأحزاب من اجل تصحيح الأوضاع والمفاهيم التي تنتهجها هذه الأحزاب وانعكاس ذلك على الوطن حيث إنني اكتب المقالات بصوره محايدة  بعيدا عن التعصب الأعمى لمكون أو حزب معين وقد تكون بعض العبارات قاسية على بعض المكونات أو الأحزاب بهدف النقد البناء فقط  .  وهذا من شانه أن نجني ثماره الطيبة . ونكون ديمقراطيين منفتحين على كل الشرايح الاجتماعية  بدون زعل أو تجريح . رغم أن البعض مستاء من ما كتبناه

  لكن بالأخير هدفنا هو الوطن ومصلحة المواطن ولا شي غير الوطن ، علما إنني كنت عضوا بالتجمع اليمني للإصلاح من عام 92 وحتى عام 99 حيث قدمت استقالتي منه . ومنذ ذلك الحين وحتى الآن أصبحت  مواطن مستقل ولا أحب أن انظم إلى أي مكون سياسي معين . أما حزبي الكبير الآن فهو الوطن . وشكرا.