fbpx
يا ليتني من شبوة

عندما تشتد وطأة المحتل , ويفرط في استخدام قوته , ويمعن في القتل والتنكيل , فاعلم انه يتكسر وتجري الهزيمة النفسية في داخلة مجرى الدم في الوريد ,وتيقن ان هاجس الرحيل يراوده ويؤرق مضجعه .
على صخور شبوة يُسطر مجد جديد , وعلى ترابها تتشكل الحرية , ومن سماءها يلتاح بزوغ فجر الانعتاق .
شبوة التاريخ التليد الملهم الذي يغذي صفحات المجد الجنوبي وينفض عنها غبار الايام والليالي ليظل لمعانه وكأنه وليد اللحظة … شبوة الانسان الذي يدفع الاثمان الباهظة ثمنا لكرامته , ويأبى الا ان يظل مرفوع الهامة منتصب الجبين , عالي الشكيمة يناطح السحاب , محافظا على مبادئه وقيمه , مسترخصاً في سبيلها كل ما يمت الى الحياة بصلة …. وفي احلك الاوقات واشدها ضراوة يرجّح ابنا شبوة كفة الميزان ويطوعون عقارب الزمن لصالحهم _ فهم اولو باس شديد ولهم مع ساحات القتال قصص وحكايات سارت بها الركبان واثرت بطون الكتب, وتزينت بتاريخها الصخور الشامخة .
وفي ثورة الجنوب التحررية كانت شبوة ولاتزال تمسك القلم وتضع الخطوط العريضة وترسم ملامح المستقبل , وتعبد طريق الحرية بدماء خيرة شبابها … وتتلاقى مع جميع محافظات ومديريات الجنوب حول كل ذرة رمل تخضبت بالدم الذي لايزال ينهمر _ وما ان يراق الدم الجنوبي في اي مكان فوق جغرافيته المحتلة الا وتظهر شبوة وتتسيد المشهد وتشد القلوب والالباب الى ساحتها , وتلقن المحتل من الدروس مالم يعرفه على مر التاريخ …
لقد امتزج الدم الجنوبي وتلاقت ارواح الشهداء الصاعدة , وما بين عدن وشبوة مواثيق شرف معمدة بالدم المراق والاشلاء المتناثرة وصورة التعاضد والتآخي ممتدة من عدن الى شبوة وحولها تجتمع الاماني الجياشة والطامحة لتحقيق النصر وطي صفحة الجحيم الى الابد _ وما ان تقدم اي محافظة جنوبية ثمن جديد للحرية الا وتقدم شبوة ما تراه واجباً للمضي قدما نحو تلك الحرية … شبوة لا تغيب , شبوة لا تختفي , شبوة لا تصمت , ولا تدير ظهرها , ولا تغمض عينيها ….
من لديه شبوة لن يخاف على ثورته , ولن يهمل حقوقه , ولن يجد اليأس والقنوط الى نفسه سبيلا , فشبوة تصنع الامل رغم جرحها الغائر , وشبوة تبث في الروح اسباب القوة رغم اسباب الضعف التي يصنعها الاعداء , وشبوة تحدث بيانات الثورة التحررية وتضع الخطوط الحمراء العصية على الاختراق …
انا لن اقول ان شبوة اليوم تقدم ابناءها وتضحي بأعز مكاسبها , لان عطاءها ممتد ومتواصل … لكنني اقول شبوة ستنتصر , الجنوب سينتصر .