fbpx
رسالة للشمال وشكر للطارق

عادل حمران الشعيبي .

منذُ أن عرفت نفسي في الجنوب وحياتنا في جحيم ، مازلت أتذكر رحلة البحث الطويلة عن راتب أبي في صنعاء مازلت احفظ كل المشاهد الموجعة والكلام القاسي الذي عاملونا به ، وحتى في شوارع صنعاء وفي وسائل مواصلاتها كانوا يعاملونا بقبح ويتحدثوا معنا بلهجات مستفزة ، كنت حينها صغير وكان خالي يتكفل بحق الرد عليهم ، لكن كانت لهجاتهم حادة باتجاه كل جنوبي وكنت أعتقد بأننا نستحق ذلك لأننا في صنعاء ، قهر وظلم واستبداد وشتم وجه لي اتذكر بأنها  كانت زيارة غير مرضية كنت أعتقد بأن صنعاء رونق ونعيم  ولكن اندثر كل شيء عند أول زيارة برفقة أبي وعمي اتذكر بأن العم نجيب ربنا يرحمه  هو الوحيد الذي استمتعت معه واخرجني من جحيم صنعاء وطاف بي باب اليمن وشارع التحرير وهناك التقطنا صورة تذكارية مازلت أتذكرها كلما ذكرت عمي نجيب كنت أحبه كثيراً لأنه كان يهتم بي وكنت اشعر معه بالأمان لانه الوحيد الذي كان يقارع الشمالين بصنعاء ويرد بقوة .

 

بعد عقد ونيف من تلك الأيام مازلنا نحرق في الجنوب من بطش صنعاء المحتلة ، لكن لم نفكر لحظة بأن نرد بالمثل ونبطش بالمواطن الشمالي مع أنهم بطشوا بنا كثيرا ويقتلوننا كل يوم ، ونحن سلميين وصدورنا عارية ومع كل هذا لم نجد من يقدر صبرنا ولم نقابل من يعرف معاناتنا فكثير من الشماليين لم ينفع معهم العيش والملح ، وأغلبهم متسلبطين همه أن يجد فتات عيش حقير ، يشاهدوننا نقتل ونقهر ونسجن وكأن الأمر لا يعنيهم وكأننا نستحق ذلك أو كتب الله لهم الراحة ولنا العذاب لا نريد منهم شيء إلا كلمة حق أو نقل الواقع بدون كذب وتدليس ، يوصفونا بأبشع الصفات ويتحدثوا عن ثورتنا با الأشياء السلبية مع أنهم يعرفون تفاصيل كل شيء  ، وقلة قليلة من الشماليين  ينصفون ثورتنا ويعاملوننا بمبدأ أنساني .

 

 

سواء اتفقنا نحن وشعب الشمال المناصرين  لقضيتنا أو اختلفنا لكن وقوفهم يجعلنا نستشعر  وجود أخوة حقيقية ، ويجعلنا نجزم بأن بطش العسكر والقتلة لا يوافقهم الجميع فمثلاً الدكتور علي طارق الذي تعجز كلماتي عن شكره ويعجز تعبيري عن التعبير له عن مكانته في قلبي وفي قلب اغلب شباب الجنوب لصدقه وصراحته وإنسانيته التي انعدمت في قلب صنعاء وسكانها ، وحتى الذين مازالوا يسكنون أرضنا من أبناء الشمال لم يناصرونا أو يستنكرون قتلنا فقط همهم مصالحهم ومرتباتهم نهاية كل شهر ، لو فكر أبناء الشمال بأن أمامهم فرصة قد لا تتعوض لمداواة جراح قلوبنا  بموقف مشرف أو كلمة طيبة أو تضامن ومناصرة  أو ينقلوا  الواقع كما هو لا كما يريدون وأخص الصحفيبن الذين همشوا قضيتنا كثيرا وتحدثوا بأسمنا وأسم قضيتنا ومثلونا أمام العالم بكذب وتدليس ،اقول لهم  بأن الواقع اليوم مؤلم وقلوبنا لن تتحمل أكثر فانصح أخواني الشماليين أن يغيروا نضرتهم وتفكيرهم وعقلياتهم أمام شعب الجنوب فبعد مقتل شبابنا في الشوارع كان آخرها أعدام الشهيد القائد خالد الجنيدي لن يضل الحال كما الفتموه سيتغير كل شيء وفي النهاية أعتذر لكل شرفاء الشمال وتحديداً الدكتور علي الطارق من أي سب وشتم وتجريح في صفحته على الفيس بوك بأسماء جنوبية وهمية أو مستعارة  فكلها من مطابخ الأمن القومي وليست مّنا  لأننا شباب الجنوب نحيي موقفك النبيل ونحبك ولن نتخلى عنك أذا ضليت ثابتاً في قيمك وإنسانيتك فنحن نفتقد لكل من هم أمثالك  ونتمنى لك موفور الصحة ونتمنى بأن تكون حذراً على روحك فأنت داخل عاصمة الغدر والخيانة صنعاء.