fbpx
خالد الجنيدي … شهيد ” التحالف الميداني”

الوووووو حبيبي خالد الجنيدي اشتيك تترجم لي بلاغ مهم جداً فيجيبني حاضر أرسله سأحاول – رغم انشغالاته الكثيرة – يا للصدمة رحل صديقي الخالد شهيداً دون وداع لن أصدق خبر الفاجعة التي هزت وجداني وبعثرت كياني فهزتني شوقا للاتصال من ثاني الووووو حبيبي خالد لكنه لم يعد يرد علي بعد اليوم .. خبر مؤلم جداً فمنذ أن سمعت عن مقتلك يا خالد وحتى اللحظة التي اختط بها كلماتي لم استطيع ان أتقبل أمر استشهادك بعد .. ولتغشاك رحمة الله يا جنيدي .

أحاول واكرر المحاولة بأن ابدأ الكتابة عن هول الآلم الذي يعتريني في رحيل الخالد صديقي ورفيق دربي خالد الذكر تتطاير الأحرف وتتناثر الكلمات حسرة وحزنا فلم أعد أستطيع أن ارتب أفكاري لأكتب ما يحز بداخلي أن ابوح به للجميع فقد تجمد أحساسي برحيلك أيها الفارس المغوار فلا أعلم ما الذي يمكنني أن أكتبه عن ثائرا ومناضل من نوع آخر .

كان الشهيد خالد الجنيدي واحدا من أولئك الرجال الصادقون الثابتين المخلصون الذين ينطبق عليهم قول المولى تعالى { من المؤمنين رجالاً صدقوا ما عاهدوا اللّه عليه فمنهم من قضى نخبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً} حقا فقد كنت شهيدنا الخالد (خالد) انت لنا مبعث الأمل والتفاؤل فنعم القائد أنت والثائر الجنوبي الذي لا يشق له غبار .

عرفتك شابا مكافحا شجاعا لا يقبل الظلم والارتهان .. عرفتك مثقفا ومفكرا وقائدا همام .. عرفتك مقداما ومقاوما مغوار .. عرفتك ثائرا وسياسيا من نوع ثان .. عرفتك إداري وإعلامي متمكن يقاوم ولا يساوم .. عرفتك صديقا وعزيزا شامخا يجود بكل ماله ووقته وروحه في سبيل تحرير الجنوب الوطن .

أشهد الله فيك يا خالد بأنك كنت من أولئك القليلون الذين وجدت فيهم صفات الشاب القيادي المتمكن .. الشاب الواعي واسع المدارك والإطلاع .. الشاب القيادي الذي يحمل مشروع الفكر النير .. وجدتك الشاب القيادي الذي يخطط ويرسم التكتيكات ويوضع للأهداف استراتيجيات فيحصد النجاحات .. فخسارتك اليوم قد أصابة الجنوب في مقتل .

تعرض شهيدنا الخالد للكثير من الملاحقات واعتقل لمرات كثيرة ولفترات متفاوته تعرض فيها لابشع عناوين القهر والتعذيب الجسدي والنفسي لكنه كان ذو عزم شديد وإرادة صلبة وعزيمة لا تلين ولا تحيد كان دائماً هو الوحيد من يثبت صموده وتواجده في المراحل الصعبة والاوقات الحرجة كان بالفعل هو رجل الميدان والتصعيد الثوري بل كان هو رجل المرحلة الراهنة وكنا نحن من نعول عليه كثيراً .

قبل أن أتمكن من كتابة هذه الكلمات التي سعيت لتجميعها مرات ومرات كنت قد تلقيت رسالة إيميل فحواها بيان من منظمة العفو الدولية التي تعودت إعادة إرسالها فور وصولها إلى إيميل الشهيد خالد الجنيدي ليقوم بترجمتها كون المنظمة تقضي ايام حتى تنشر البيان مترجما .. وبسبب ما اعيشه من ضياع في التفكير جراء هول الصدمة باستشهاد صديقي الخالد ورفيق دربي في النضال والكفاح من أجل الاستقلال فقد عاودت الإرسال كما كل مرة متبعها بعبارتي المتكرره كما أفعل ” أمل الترجمة باهتمام .. والإرسال في أسرع حال ” .

على غفلة أخذت جوالي وبدأت البحث سريعا في قائمة الأسماء متوقفا عند “خالد الجنيدي” فاضغط زر الإتصال يرن الهاتف مرات ومرات بإنتظار الشهيد الخالد يرد على اتصالي الووووو حبيبي خالد معي بلاغ فلم يعد الخالد بعد اليوم يترجم لي بلاغاتي من يصدق ذلك فنفسي ترفض ألاقرار حقيقة في ذلك .

إن رحيل قامة إعلامية فكرية وسياسية باسقة بحجم القائد الميداني العقل المتحرر المهندس خالد الجنيدي لهو خسارة كبيرة وجامحة على العاصمة عدن والجنوب ككل فحجم الفراغ الذي سيتركه الشهيد الخالد كبير وشاسع جداً وستثبت الأيام عما قلنا وسنقول .

إن الطريقة البشعة التي أقدمت عليها قوات الاحتلال في تصفية القائد الهمام خالد الجنيدي بالإعدام المباشر مع سبق الإصرار والترصد بعد أن فلحت محاولاتها الكثيرة بإيقاف هذا المارد الميداني الذي ارهقها وقض مضاجعها مراراً وتكراراً بعقله وصموده وحنكته السياسية فليس لا فهو مهندس مشروع التحالف الميداني الذي اغتيل باغتيال وتصفية الشهيد الخالد المغوار .

يا صديقي وشهيدنا الخالد دعني اقولها لك بانه مهما كتبت عنك فلم ولن أستطيع أن اوفيك حقك فالمجلدات لا تكفي لذلك وما تطرقت إليه ليس سواء شذرات من مشوار كفاحك الزاخر بالتضحيات من أجل الجنوب الوطن فلتدعني احدثك بالكثير حين التقيك مجدداً في دار البقاء لا دار الفناء وثق يا حبيبي وقدوتي في النضال من أجل الإستقلال أننا على دربك سائرون بكل شجاعة واستبسال .. فلن نستسلم .. ننتصر أو نموت .. فنم قرير العين ولترقد روحك بسلام واطمئنان .

بسام القاضي صحفي وناشط حقوقي
صديقك المخلص لك حيا وميتا